المخلصون يفرضون علينا أن نقف تقديرا لهم وبكل إحترام نستذكر ما قدموه من تضحيات وعطاء يبقى يُخلدهم كعناوين للأمانة والإخلاص والإيثار والشجاعة.. الشجاعة في الرأي الواضح والصريح والشجاعة في المواقف لا يترددون في قول كلمة حق ولا يخافون لومة لائم وهم يسطرون في سفرهم المشرف مثل هذه المواقف النبيلة من أجل عزة و كرامة وطنهم وشعبهم. مع مرور الأعوام والأزمنة، يفقد الوطن عددًا من أبنائه الأوفياء، الذين رحلوا عن دنيانا بعد عقود وسنوات مُمتدة من العمل العام وخدمة البلاد.
والحقيقة أنَّ الراحلين عن عالمنا من أعلام وكبار المسؤولين في الدولة، يغادرون هذه الدنيا في هدوء، بينما يتذكر النَّاس محاسنهم وآثارهم الطيبة، التي تركوها وراءهم، فقد تعددت مناقبهم وتنوعت إسهاماتهم في خدمة البلاد والعباد. والشهيد ( وصفي التل ) كان واحدًا من هؤلاء القلة، الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن، واستطاع أن يُؤدي واجبه خلال مسيرته بكل نزاهة وكفاءة. وتأكيدًا على ما بذله الراحل من جهود كبيرة في خدمة الوطن، وتعزيز العلاقات بين الأردن والدول الشقيقة والصديقة، فهو يستحق وسام الشمس المشرقة، تقديرًا لعطاءه و إسهامات الفقيد الشهيد المتميزة في تعزيز التعاون في مجالات عدة بين الأردن والدول الصديقة والشقيقة، ومتابعته الحثيثة لشؤون وطنه وشعبه في أحلك الظروف وأصعبها واكثرها دقة.
هكذا هم الرجال المخلصون لأوطانهم، يعملون بجهد متواصل ولكن بصمت شديد، لا ينتظرون عرفاناً أو شكوراً، طالما أن الجهد يبذل والعرق يسكب من أجل الوطن ومن أجل الأرض التي نحب··
هكذا هم أبطال الأوطان والقادة الأفذاذ شهداء من أجل الوطن، يفنون أعمارهم من أجل أوطانهم، وعندما تحين ساعة الرحيل وساعة الأجل المحتوم يرحلون بصمت أيظا·· تماما كما عاشوا بصمت، لكن تبقى بصماتهم وتبقى أعمالهم الصالحة شاهداً أبدياً عليهم·· يبقى الإرث الذي يحمّل الأبناء مسؤولية إكمال المسيرة حتى لا تضيع التضحية الغالية·
ولا شك أنَّ هذه النماذج الوطنية الراحلة، جديرة بالتكريم والإحتفاء بها، وتعريف النشء والمجتمع بهم، بما يضمن غرس قيم العمل والولاء والوطنية في نفوس الجميع. رحم الله جميع موتانا، وجعل سيرتهم العطرة ضياءً نتلمس به طريقنا في مختلف الأزمنة.
في الخلاصة صار بحكم المؤكد أن هذه القيمة لها دور كبير وحتمي في بناء الدولة على أسس راقية تمضي بالأمة والشعب الى حالة عليا من الإرتقاء، وهذا بالضبط ما حدث في تجارب التاريخ، مع الشخصيات الفذة التي تمكنت من خلال تفانيها وإخلاصها من أداء دور متميز، أسهم في نقل الشعب أو الأمة من حالة الخراب، الى فضاء البناء والحرية والنجاح.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي