زاد الاردن الاخباري -
"اليرموك" تنظم حفل إشهار لكتاب "علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944-1963م"- صور
- الرفاعي: ما تركه الراحل هو أرث الخدمة العامة في سبيل الأردن وقيادته الهاشمية
- مساد: أهمية حفل الإشهار تأتي من أهمية الكتاب وتناوله لفترة هامة من تاريخنا الوطني
- عناقرة: الكتاب يعكس دور "اليرموك" الوطني باستذكار وتكريم القامات الوطنية
- الرواشدة: الكتاب يضع صورة واقعية لشخصية شكلت علامة فارقة في حياتنا السياسية
- بركات: جهد علمي لدراسة فترة مهمة من تاريخنا السياسي
- أبو الشعر: الكتاب يتحدث عن شخصية قادت الوطن طوال عقدين في حقل الغام حقيقي
- عويس: مؤلفو الكتاب اعتمدوا المنهجين التاريخي الوصفي والتحليلي لتفسير الوقائع والأحداث
رعى النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان العين سمير الرفاعي، حفل إشهار كتاب "علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944-1963م"، الصادر عن كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في جامعة اليرموك.
وقال الرفاعي خلال الحفل الذي حضرته رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتورة رويدا المعايطة ورئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، إن ما تركه الراحل هو أرث يتمثل بالخدمة العامة في سبيل الأردن الغالي والقيادة الهاشمية، مبينا أن هذا الكتاب الصادر عن جامعة اليرموك يتناول الرعيل الأول من رجال ونساء الأردن الذين قدموا كل ما لديهم لنكون نحن اليوم في هذا الحمى، نحتفل بمئوية جديدة بُنيت بسواعد أبناء الأردن، وعليه بات لزاما على كل واحد منا البناء على هذه المنجزات وتعزيزها.
وأكد بعدما أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني، رؤيته السامية في المئوية الجديدة، بأن الحياة العامة قوامها أحزاب برامجية على أساسها يتم انتخاب المجالس البرلمانية القادمة، بحيث يُصار إلى تشكيل الحكومات الأردنية على هذا الأساس.
وأضاف الرفاعي أن التطلعات المستقبلية للأردن عمادها دورٌ فاعلٌ للشباب في صياغة المشهد الوطني من خلال ادارتهم وتوليهم لمختلف المواقع القيادية في الدولة الأردنية من خلال هذه الأحزاب البرامجية، المطلوب منها تقديم برامج واقعية قابلة للتطبيق، هدفها تحسين حياة المواطن والمواطنة الأردنية، معتبرا أن أساس العمل الحزبي هم الشباب والشابات وطلبة الجامعات بحيث تكون جامعتنا هي المخاض للحياة السياسية التي ستقدم لنا شباب وشابات يعرفون ما يريدون لحياتهم ومستقبل مجتمعهم ووطنهم.
وقال مساد إن أهمية حفل الإشهار هذا، تأتي من أهمية الكتاب، لتناوله فترة هامة من تاريخ الدولة الأردنية، تمتد من أربعينيات وحتى ستينيات القرن الماضي، والتي تزامنت مع أحداث سياسية شكلت علامة فارقة في العلاقات الخارجية للأردن مع الدول العربية المجاورة ودول العالم الأخرى، وعلى رأسها مشاريع الوحدة العربية، ومشاركة الأردن في تأسيس الجامعة العربية والحروب العربية ضد الكيان الصهيوني عام 1948 وتوقيع اتفاقية التضامن العربي وقيام الاتحاد العربي الهاشمي.
وأضاف في ضوء هذه الأحداث، ظهر سمير الرفاعي، كسياسي محنك ساهم في صنع تاريخ الأردن الحديث، من خلال تدرجه في وظائف الدولة المختلفة حتى توليه رئاسة الوزراء لست مرات، تمكن خلالها من رؤية القضايا العربية بواقعية وجدية مع دراية واسعة بالأبعاد السياسية للأحداث الإقليمية والدولية، وقيادة علاقات الأردن الخارجية في ضوء حكوماته المتعددة بمسؤولية كبيرة وحرص بالغ في فترات حرجة من تاريخ الأردن الحديث.
وأشار مساد إلى أن هذا الكتاب، اعتمد على عدد من الدراسات التي تمكن من خلالها المؤلفون، من رصد فترة مليئة بأحداث ومتغيرات سريعة تناولت علاقات الأردن الخارجية مع الدول المجاورة والدول الخارجية، في فترة حكومات سمير الرفاعي، معتمدين على عدد متنوع من الوثائق العربية والمصادر التاريخية التي تناولت تاريخ الأردن الحديث، إضافة إلى عدد كبير من الوثائق والتقارير البريطانية، حيث استطاع المؤلفون رسم صورة واضحة المعالم للدور الكبير الذي قام به سمير الرفاعي في إثراء علاقات الأردن الخارجية أثناء تشكيله الحكومات التي عاصرت فترات حساسة من تاريخ الأردن الحديث.
شاغل "كرسي سمير الرفاعي" الدكتور محمد عناقرة، أكد أنه وانطلاقا من الدور الوطني الهام الذي تقوم به جامعة اليرموك، والقائم على استذكار وتكريم القامات الوطنية الشامخة التي أسهمت في بناء الدولة الأردنية تم تأسيس كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية عام 1998م، لتحقيق أهداف سامية عرضها إحياء التراث وبث روح الانتماء والولاء الوطني.
وأضاف أن من أهداف الكرسي أيضا إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالأردن منذ نشأة الإمارة وحتى الوقت الحالي، والإسهام في نشر المعرفة عن تطور الأردن الحضاري والتاريخي منذ تأسيس الإمارة، وعلاقاته مع دول الجوار والقوى العالمية، ودراسة حياة الرواد والساسة والأعلام الأردنيين وأثرهم في بناء الدولة الأردنية، ودور الأردن السياسي والإقليمي، والمساهمة في بحث وتحليل التراث الفكري والسياسي للقادة السياسيين، وأثرهم في التنمية والتحديث في الأردن.
وأكد عناقرة أن إصدار هذا الكتاب جاء ليتناول جانبا هاما من المحطات المضيئة لدولة رئيس الوزراء سمير طالب الرفاعي، بمشاركة فريق من الباحثين المختصين في الكتابة التاريخية، إذ يطلعنا الكتاب على علاقات الأردن الخارجية على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ويقدم صورة مشرقة عن الرعيل الأول من رجال الأردن الأوفياء ممن رافقوا الملك المؤسس منذ تأسيسه الإمارة ، ومن بعده الملك طلال ونجله الملك الحسين، مبينا إنه حديث عن أنموذج للرجال كان عطاؤهم موصولا، وعن رجال كان العمل العام بالنسبة إليهم هدفا ساميا، خدمة للوطن وللأمة
وتخلل حفل الإشهار جلسة ترأسها نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني، شارك فيها كل من مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأسبق رمضان الرواشدة، وأستاذ التاريخ الدكتورة هند أبو الشعر، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور نظام بركات، وعميد شؤون الطلبة في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتورة ضلال عويس.
وقال الرواشدة إن هذا الكتاب يضع صورة واقعية لدولة المرحوم سمير الرفاعي، الذي شكل علامة فارقة في الحياة السياسية الأردنية والعربية، بوصفه واحدا من الشخصيات السياسية، التي أدت دورا كبيرا في عهد الملوك الثلاثة، إذ كان لديه قدرة هائلة على الإمساك بالأوضاع الداخلية والمرونة السياسية والقدرة على المناورة في السياسة الخارجية ضمن ما يمكن تسميته ب "الواقعية العقلانية السياسية".
وأضاف لا يمكن الإحاطة الواسعة، والكبيرة، بالدور الكبير الذي لعبه المرحوم سمير الرفاعي، في الحياة السياسية الأردنية، طوال عقود من الزمن، ومن يود التوسع، فعليه قراءة الكتاب الذي نحن بصدده.
ورأى الرواشدة أن السياسة الداخلية والخارجية، التي اتبعها سمير الرفاعي في حكوماته، اتسمت بما يمكن تسميته ب "السياسة الواقعية العقلانية" مع كل المتغيرات والظروف، وشكل حالة فريدة في الواقع السياسي الأردني، لقدرته على الموازنة بين الظروف والضغوط الخارجية وقوة الخصوم وبين متطلبات الحفاظ على الاستقرار والأمن ومصالح المملكة.
أبو الشعر أكدت أن الكتاب يتحدث عن شخصية قادت الوطن طوال عقدين في حقل الغام حقيقي، استوعب ما جرته النكبة من نتائج لا مثيل لها باقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وبداية ما عرف باسم اللاجئين من أهالي فلسطين، والانتقال بالمملكة الحديثة إلى مرحلة وحدة الضفتين وما ترتب عليها من نتائج دستورية وقانونية ومؤسسية، جعلت الوزارة تتكيف بتعيين وزير للاجئين ومن بعد للاجئين والانشاء والتعمير.
وتابعت: هذه الأحداث المصيرية تتطلب قيادة استثنائية من رئيس الحكومة الذي يواجه الضغوطات المحلية والخارجية، وتغير القوى العالمية التي بدأت تنتقل القيادة فيها من الهيمنة البريطانية والفرنسية إلى صراع القوى الأمريكي – السوفيتي، كما وشهدت هذه المرحلة من تاريخ الأردن تغيرات كبيرة، فقد انتقل من مرحلة الانتداب إلى الاستقلال، لكنه بلد فقير الموارد ، اعتمد منذ التأسيس على معونة الانتداب البريطاني ، ولم يجد البديل الداعم عربيا لدعم اقتصاده المحدود، وعليه فإن رئيس الوزراء في الأردن يبقى على حد السيف ، في علاقاته مع دول الجوار ، وبالتالي مع الدول الإقليمية والأجنبية ، خاصة وأن التخلص من تبعات الانتداب ، ومن العلاقات التقليدية ببريطانيا ليس بالأمر السهل على الإطلاق .
واثنت أبو الشعر على الجهد الكبير الذي بذله المؤلفون، فقد استخدموا مصادر متعددة ووظفوها بشكل جيد، ومنها سلسلة الوثائق الهاشمية التي أصبحت الأن 45 مجلدا وثائقيا بمحاور متخصصة، كما التزم المؤلفون بالتوثيق بشكل جيد ومنهجي، وعليه قدموا كتابا يليق بجهود جامعة اليرموك و"كرسي سمير الرفاعي".
بركات من جانبه، أكد أن تاريخ الأردن السياسي عانى من نقص واضح في الدراسات العلمية التي تتناول جوانب مهمة من تاريخ الدولة الأردنية، الأمر الذي فتح المجال لانتشار المعلومات والأفكار المتضاربة حول تاريخ الأردن، مما يستدعي إعادة النظر في كتابة هذا التاريخ لاكتشاف الحقائق وتخليصه مما علق به تشويه.
ويرى أن هذا يكون من خلال باحثين مختصين يلتزمون بالمناهج العلمية في دراساتهم استنادا إلى الحقائق والوثائق ومحاولة تتبع هذه الأحداث التاريخية في البيئة العامة الداخلية والخارجية.
وشدد بركات على ان هذا الكتاب يمثل جهدا علميا مميزا من باحثين قدموا دراسة علمية عن فترة مهمة من تاريخ الأردن السياسي تمثلت في الفترة من عام 1944-1963 من خلال دراسة علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي.
عويس قالت إن الكتاب يتوقف عند الكثير من المحطات المفصلية في تاريخ الأردن والاحداث والتحالفات التي ساهمت في تشكيل علامة فارقة في بناء الدولة الأردنية، وعليه تأتي أهميته بإلقاء الضوء على الكثير من التحديات التي واجهت الأردن خلال عقود من البناء، بداء من تأثيرات الحرب العالمية الأولى والثانية على المنطقة مرورا بتأسيس امارة شرقي الأردن وصدور القانون الأساسي وحتى الاستقلال.
وتابعت: الكتاب يشكل دروسا مستفادة في بقاء الأردن صامدا وشامخا في منطقة تعج بالصراعات والمعتركات السياسية والعسكرية الصعبة، معتبرة أن صفحاته زاخرة بأدوار استثنائية لثلة من رجالات الدولة من الجيل الثاني، الذي وصفته بجيل التأسيس والبناء والإدارة الصارمة، ممن اكتسبوا الكفاءة والتدريب على أيدي سلفهم من الجيل الأول واستمدوا عزيمتهم من الملك المؤسس.
ورأت عويس أن مؤلفي الكتاب اعتمدوا على منهجين، الأول تاريخي وصفي من خلال جمع المادة من مصادرها الاصيلة، والثاني تحليلي لتفسير الوقائع والاحداث، معتبرة أن استثنائية الكتاب تأتي باعتماده على مصادر اصيلة كالوثائق الهاشمية " أوراق الملك المؤسس" ووثائق محاضر المشاورات الخاصة بالوحدة العربية والكتاب الأبيض وكتب المذكرات والعديد من الدراسات الأجنبية التي تناولت معلومات ووثائق تتحدث عن شكل العلاقات العربية والدولية.
يذكر أن من قام على تأليف هذا الكتاب مجموعة من الباحثين هم الدكتور عودة الشرعة والدكتور إيهاب زاهر والأستاذ محمد بني عيسى والأستاذة هلا الردايدة، فيما تولى شاغل الكرسي الأستاذ الدكتور محمد العناقرة تحرير الكتاب والإشراف عليه.