ستقرأون هذه المقالة ونتائج التوجيهي صارت حديثًا بائتًا ويصدق فيها قول الأعرابي: إللي قبّع قبّع وإللي ربّع ربّع.. ولكن المظاهر بعد التقبيع والتربيع ستكون على أشدّها..!
سيحتل الذين «جابوا على الحفّة» الشوارع بالسيارات والزوامير.. وسيقلق راحتنا كثير من الذين أقلقوا راحة أهليهم وراهنوا على أنهم لن ينجحوا ونجحوا فيجتمع علينا الأهل والناجح وأصدقاؤه بالفرق الموسيقيّة الصاخبة و الصواوين التالفة فرحًا بالنجاح فقط الذي جاء بفضل الدعاء ورضا الوالدين وليس احتفاء بالمعدّل الذي لا يسمح له بدخول مطعم شعبي وليس دخول الجامعة..!
مع الفرح.. الفرح اللائق .. ولكن كل فريق سيفرح حسب المعدل.. لأن أصحاب المعدلات العالية والضامنين ما يريدون تخصّصات سيستقبلون التهاني بكل روقان وسيوزعون حلواهم بكل رقي وبعدها ينفضّ سامرهم للبدء بالخطوة العملية التالية.
أما الذين يعملون بدل الحفلة حفلات؛ ويصرّون على صناعة الزحام؛ ويعتقدون بأن السماء فارغة وجاهزة لاستقبال رصاصهم غير عابئين بأين سيستقر الرصاص؟ فإن غالبيتهم للآن لم يفكّروا بالتخصص وينتظرون الحظّ والفرج ودعاء الوالدين واشتغال قوانين الصدفة..
تذكّروا أن هناك ناجحين كثيرين متفوّقين بأعلى الدرجات؛ وضعهم على الصامت. لا تسمع لهم حسًّا.. درسوا بظروف قاسية ولم تتوفر لهم بطاقات وحصصا خاصة ولا مراكز لمّ العلامات؛ وأنهم كانوا يقطعون مسافات شاسعة كل يوم مشيًا على أقدام بأحذية متآكلة.. وعندما تهنّئهم الآن قد يستطيعون تقديم كاسة شاي لك أو لا يستطيعون؛ ولكنهم يتشبّثون بالعلم وسيلة للفرج الإلهي..!
افرحوا ولكن لا تصنعوا لنا تعاسة بفرحكم.. العلم الحقيقي هو الفرح الغامر.