سالوني عن الوطن وعن سر دمعه ذاك الانسان الذي كلما ذكر الوطن واي وطن تنهد او سالت من عينيه دمعه ساخنه كانها من بركان محصور سالوني لماذا هذه الاهات والدموع عندما يذكر الوطن ؟؟ وماذا عن الشوق والحنين للوطن فقلت تنتاب الانسان كلما ذكرالوطن هذا الشعور ... و يغادرنا كل شئ سبحان الله الا الوطن يظل مزروعا بينا متجذر راسخ متجدد ........... فالعين بعد فراقها الوطنا لاساكنا الفت ولا سكنا
حين كنا صغارا كانت مواسم هجرة الطيور كما اسموها اساتذتنا الكرام امد الله بعمر الحي ورحم المتوفي منهم حين كانت تتبدل الفصول ويتغير الطقس وتبداء دورات حياة جديدة، لم نكن ندري ان اسراب الطيور التي تملأ سماءنا عابرة بين فصلين مارة بالازرق والاغوار واصحراء بالجبال بالاودية انما تبحث عن موطن الدفء والحنان وان لها هجرتين ولها وطن واحد حيث تستقر
الوطن ليس حجارة واشجارا وينبوع ماء ومكانا وتجارا وبضاعة ووو ....الوطن هو كل ما في الحياة من عبق وطيب وذكرى وهو كل مافيها من هفوات ونزوات لاننا بشر نمارسها نرتكبها، الوطن ليس خطايا واخطاء نقصدها وليس بقرة حلوبا حين يجف ضرعها نمسك سكينا ونذبحها .
.............كبرنا الحلم يكبر معنا وعرفنا ان اسرار الحب الاول للمكان ليست امرا عاديا ولاهي طبيعية بل سر حقيقي حتى الان لم يكتشف كنهه ابدا والا ما الذي يجعل ميسون البدوية الضاربة في غياهب كثبان الرمل تفضل كلبا ينبح الاضياف وتترك قصر معاوية وما فيه من طرف، وتعود الى حيث مسقط راسها. ....قائله
لبيت تخفق الارياح فيه فيه احب الي من قصر منيف
وتختم لاهجر قصرك وارجع بيت الشعر
لم نكن نعلم سر ذاك الكلب الذي كان يقطع اميالا ويمر بقرى ووديانا ليعود الى صاحبه يتتمرغ به ومن ثم يقفز الى الحواكير والزوايا وكأنه يخبر اني قد عدت، وما الذي يجعل شاة تعبر صحراء لتعود الى قريناتها وهي ذات الوفاء اكثر من صاحبها؟
واليوم لااعرف سر من يرى الوطن مغنما ومكسبا وحقلا من قمح وجرار عسل يقطف ويرشف ويغب، وحين يمتحن الوطن قليلا يحزم حقائبه مغادرا وليته يغادر دون ان يترك اثامه وبقايا خطاياه واذياله حيث يجب ان يكون الندى.
يترك الوطن وهو يظن ان ماله الذي كدسه دنسا وسرقة وثمن خيانه او موقف معاكس للمبادئ والقيم او يعلم الله كيف جمعه حلالا ام حراما يغنيه عن كل ما كان، ويصبح حيث هو كالبعير الاجرب لا ينفعه ماله ولا امجاد الوهم ابدا،
الوطن أي وطن الذي يألفه ايا كان فهو الامن والامان الدفءوالسلام هذا ما تعبر عنه العامة وما اروعه منتعبير ولعلنا نردف ذلك بقولهم حين يغادرون الوطن ان المكان الاخر ليس الا عيره و(توب العيرة ما بدفي واذا دفا ما بيدوم).
هي حقيقة لا ينكرها احد حتى ذاك الذي يغادر وطنه وهو التائه بكل المعاني، اليوم وكل يوم علينا ان نجسد في فكرنا وثقافتنا وحياتنا ومناهجنا التربوية في ان الوطن فوق كل شيء،واغبى من كل شئ
الوطن انت وانا هم ونحن، كلنا، جميعنا، ماضينا، حاضرنا، يومنا، غدنا، الوطن لابنائنا واحفادنا، الوطن حلونا ومرنا، فقرنا وغنانا، انتصارنا، الوطن لا يهزم واذا ما هزم فابناؤه ليسوا جديرين به ابدا، الوطن القوي حصن وبيت وامل ووعد وغد
فمالنا اليوم ونحن نرى من يفتك به، يصول ويجو ل قبحا من سرق وشبع من دمنا وترك الوطن حين استدعاه، نراه الان وهو يحيك طريقا مخاتلا للعودة او للانقضاض عليه من جديد لاادري هال كلنا يعرف الوطن وقيمه الوطن ويسمع نداء الوطن . فالوطن اجدر بالعطاء والوفاء والانتماء والولاء اجدر بالمحبه
زياد البطاينة