زاد الاردن الاخباري -
عمان-صدر عن دار الفينيق للنشر والتوزيع، عمان كتاب بعنوان "بلا مكان الفلسطيني بين الارتحال، والغياب، والحصار"، للباحثة نور صباح، حيث وقع الاختيار على روايتان هم "قبل أن تنام الملكة" للروائية حزامة حبايب"، و"تذكرتان إلى صفورية" للروائي الفلسطيني سليم البيك".
عالجت هاتان الروايتان وفق صباح، صورة الهوية المرتحلة للفلسطينية ممثلة بشخصية "جهاد"، وصورة الهوية المرتحلة للفلسطيني ممثلة في شخصية "يوسف"، على اتوالي، في ظل أنواع الارتحال من الشتات واللجوء والهجرة في دول الطوق مثل الأردن سوريا ودول الجوار مثل الكويت والإمارات.
اهدت المؤلفة الكتاب إلى والدها "خالد ووالدتها غادة وصديقتها زهرة، وإلى روح معلمها الدكتور شفيق الغبرا رحمه الله، كما انه وجهت شكر إلى استاذها المشرف على هذه الدراسة "الدكتور شفيق الغبرا"، الذي تقول عنه "حارب السركان بكل قوة وصبر، سأحفظ فضله ما حييت، وهو من علم منذ أول لقاء لنا في عام 2011، أنتي فلسطينية ليسألني :أنت فلسطينية، من وين؟)، وحين علم أنني لا أقرأ سعى جاهدا ليقنعني بفكرة القراءة حتى جهز لي بعض الكتب لأقرأها خلال عطلة الصيف حينها.
وتقول صباح عن النتائج التي خرجها بها في هذه الدراسة هي في بداية الأمر بسؤال "ما هويتك؟"، ومحاولة إيجاب إجابة شافية له. من يبحث عن الهوية وفيها، لن يخرج منها، لأنها لن تنتهي. ما زال الفلسطينيون منذ نكبة عام 1948، يحفرون في هوياتهم وصورها، ويستكملها جيل تلو الآخر، عُرف بـ"جيل ما بعد النكبة"، حيث يزخر الأدب الفلسطيني بصور الهوية الفلسطينية التي لا تنضب.
وتبين أنها في هذا الكتاب تسلط الضوء على صور الهوية الفلسطينية، حيث خرجت هذه الصورة من رحم المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون داخل فلسطين بالاحتلال الإسرائيلي، أو خارجها في ارتحالاتهم، مبينة أن الوعي في هذا الكتاب تمثل بالتداخل بين السياسة والأدب، من خلال خدمة الأدب للسياسة، والعكس في خدمة السياسة للأدب، بطرق عدة منها:
وترى صباح أن السياسة تخدم الأدب بمناقشة قضايا وأحداث سياسية تركزت في حقبة تاريخية معينة، بأسلوب سردي يعيد للقضية السياسية والأحداث حيويتها، بخلقها من جديد في الخيال الروائي الذي يحاكي الواقع، كما عرضها "ريكور"، من خلال الهوية السردية، ليتمثل السياق الزماني والمكاني للحدث السياسي من جديد في الرواية. ويبرز هذا الأمر بالأمثلة التالية:
وتشير إلى أن كل الروايات النكبة تنبت حدثا أوليا وأساسا قامت عليه الأحداث لتسليط الضوء لاحقا على ما يمكن للأداب والرواية أن يقدماه من خلال السرد، معيدة بذلك إحياء زمن النكبة بأشكال وصور مختلفة، اما في مضمون الروايابت، لافتة إلى أن حزامه حبايب سلكت في روايتها "قبل أن تنام الملكة"، حيث إعادة استحضار دخول العراقي للكويت، ومعاناة ارتحال الفلسطينين إلى الأردن وتقديم حدث سياسي تاريخي من خلال السرد الروائي برؤية تحليلية نقدية.
وتبين المؤلفة أن معاناة اترحال الفلسطينيين الدائم ساهم في استيعاب مفهوم انتقال الجغرافيا وتغيرها، بتكوين صورة الهوية المرتحلة، حيث إن القضايا التي طرحت في الأوطان الطارئة والمؤقتة ساهمت في تحقيق هذه المعادلة، حققت هذه الرحلة الانتقالية حياة حملت تحولات الهوية الفلسطينيةب المرتحلة بخروج الفلسطينيين من الكويت، أو التقاطع بين الشتات الفلسطيني والسوري، أزماتها مثل هوية الاقتلاع، هوية الولادة، الانتماء والمواطنة، وعوامل استمراريتها بعدم السعي وراء أوطان طارئة أخرى.
وخلصت صباح إلى أن الهوية شكلت حالة من الغياب بالنسبة للهوية الفلسطينية. غياب ارتبط بحالة التحول في الهوية الممثل بالارتحال الأول النكبة. برزت الأهمية هنا في استيعاب الفلسطينيين- خاصة الجيل الجديد أو ما يسمى بـ"جيل ما بعد النكبة"- لحالة الارتحال الأول بعد النكبة لاستيعاب أزمات الهوية منها أزمة الاقتلاع، وأزمة الهوية الخيالية والارتباط بالأماكن والأشخاص، من جيل كلف باستكمال مسيرة من ارتحلوا قسرا عن وطنهم، وذلك يسد الفجوة بين الأجيال، لتدلل على عمق الارتباط كذلك، إلى جانب خلق حالة من ا ستمرارية الهوية بالسرد، الذاكرة، النقل، والتوثيق.
فيما كتب الناشر كلمة يشير فيها الى أن المؤلفة تتناول في هذا الكتاب مصائر الفلسطينيين عبر النظر عن بعد إلى وطنهم بمنظور الحنين إلى ما كان مبهجا يصون كرامة الإنسان، والنظر عن قرب إلى البدائل التي تفرض سطوتها على حياتهم وحياة أبنائهم فتؤجج هذا الحنين، وهي وإن اتخذت من الهوية الفلسطينية متنا للدراسة، إلا أنها لم ت وغل عميقا في تقصي تفاصيل الفلسطيني الذي يعيش في بلده، حتى وإن كان البلد يرزح تحت وطأة احتلال غاشم يعد عليه أنفاسها ويصادر كل ما من شأنه تكريس الشعور بالأمان.
الكتاب جاء في خمسة فصول الاول هو مدخل ويضم مقدمة الروايات المختارة في فصل الهوية المرتحلة، وهي الروايات المختارة في فصل الهوية الغائبة، الروايات المختارة في فصل الهوية المحاصرة، الهوية من خلال الرواية: دراسات سابقة أولا: الهوية، ثانية الهوية والإطار الفلسطيني، ثالثا ارتباط الهوية بالمكان، رابعا، نافذة الأدب السرد والرواية، خامسا نافذة الرواية الفلسطينية.
بيما يتناول الفصل الثاني الإطار النظري ويضم أولا نظرية الهوية السردية، ثانيا نظرية ا لحياة العارية،بينما يتحدث الفصل الثالث عن صورة الهوية المرتحلة من خلال أولا صورة الفلسطينية المرتحلة: قبل أن تنام الملكة، في حضرة الغياب والرحيل، جهاد صورة مرتحلة، ثانيا صورة الفلسطيني المرتحل: تذكرتان إلى صفورية، بين ارتحال أول وارتحال ثان، ارتحال مشبوه، يوسف صورة مرتحلة.
اما الفصل الرابع هو يتناول صورة الهوية ا لغائبة، من خلال صورة الفلسطينية الغائبة: حبي الأول بين جيل نضال وجيل "ستها" زكية، عودة إلى الوطن والدار، ربيعها.. حبها الأول، انهيار الثورة والأحلام، ثانيا صورة الفلسطيني مشاة لا يعبرون الطريق، غائب الهوية حاضرة ا لصورة، نكبة عجوز خيال صحفي، الذاكرة ورمزية التفاصيل الملموسة، قصص من المخيم.
فيما يتحدث الفصل الخامس عن صورة الهوية المحاصرة، اولا صورة الفلسطيني المحاصر: غزة تحت الجلد، الفلسطيني في غزوة شبح برجلين، إزاحة الفلسطينيين والسياج الحدودي، رشيد صورة محاصرة ايمان صورة محاصرة، حياة بين الموت، وصبري صورة أخرى، ثانيا صورة الفلسطينية المحاصرة: الأزرق بين السماء والماء، غزة.. قفص، سجن، مصيدة، لاجئ بين خيمة، ولوح صفيح، نور صورة محاصرة، خالد صورة محاصرة، حياة محكومة بالموت، ثم خاتمة هذا البحث.