زاد الاردن الاخباري -
علي القيسي - بداية لايوجد مناسبة رسمية لهذا المقال أو هذه الرسالة ،ولكن بدافع شخصي أرتأيت كتابتها ونشرها بعد تردد طويل ،
الدافع الشخصي هو الوفاء والمحبة وليس شيئا آخر أو غايات وأهداف أخرى ،
الموضوع شخصي وليس من باب التملق أو التسحيج أو نوايا أخرى كما قد يظن البعض ،،فالحمد لله ليس لي مآرب ومطالب عند أي شخص إن كان في رأس عمله أو متقاعد ،،لاسيما وأنا قد بلغت السبعين عمري والحمد لله.
ولكن الشهادة حق وهي لله عزو وجل
وعندما تصادق شخصا لمدة أربعة عقود ،،بغض النظر عن رئيس ومرؤس إن كان في العمل أو في الصداقة أو المعرفة
فإن هذه العشرة الطويلة والرفقة الطيبة لابد لها أن تترك أثرا لدى الأصدقاء ،، مهما تكون شكل علاقتهم وطبيعتها
من هنا دولة زيد الرفاعي أبا سمير حفظة الله هو صديقي ورئيسي طيلة العقود الأربعة ونيف ،، نعم هذا الرجل مدرسة كبيرة بالحكمة والعلم والثقافة والأخلاق ،، ورجل دولة وسياسة ،، وأب وأخ وصديق وهذا الجانب لايعرفه كل الناس سوى من كان قريبا منه ويعمل معه باستمرار
دولة أبو سمير وهو الآن في سن الشيخوخة بعدما قضى جل حياته في العمل العام وقد أصبح يعاني الكثير من الأمراض ،،فلا بد لي من كلمة حق في هذا الرجل ،،كنت في العشرينات عندما حظيت بخدمته وكان هو شابا قويا وحيويا يفيض بالحياة والحب والعمل الرسمي إلى جانب جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه
وكان أبو سمير من أقرب المسؤولين إلى الراحل الكبير الحسين بن طلال ،،وعلى مدى عقود طويلة ،وقد تعرض زيد الرفاعي إلى الكثير من محاولات الاغتيال وهو برفقة الحسين في مواقف كثيرة وكان يجلس بجانب الملك وفي أحداث السبعينيات وما قبلها في منطقة صويلح ،، وتعرض الى محاولة اغتيال في لندن وقد نجي منها بعد اصابته في يده ، وبعدها تعرض ألى محاولات كثيرة لاغتيال الشخصية حسدا وحقدا من البعض
أنا لا أريد أن اقص عليكم مسيرة الباشا وتضحياته وعمله في السياسة ومؤامرات كثيرة تعرض لها من الخصوم السياسيين، بسبب أخلاصه في عمله وتفانية في خدمة الهاشميين منذ المؤسس الأول عبد الله ابن الحسين حيث كان والده سمير الرفاعي يخدم في الديوان الملكي الهاشمي رئيسا ثم رئيسا للوزراء ، في ستينيات القرن الماضي
لست بصدد الدفاع أو عرض للمسيرة المباركة للرفاعية مع أسيادنا ملوك بني ،هاشم ،فالتاريخ هو من يحكم ويؤرخ
ولكن تجربتي انا كمواطن أردني مع هذه العائلة الكريمة ،جعلتني أحبهم من كل قلبي فهم والله نماذج للأنسانية والأخلاق والكرامة والشرف والوفاء والمساعدة لكل من يقصدهم ،
حيث أخلاقهم طغت على كل شيء ، فهم الصفوة في الاحترام والأخلاق والوفاء ،
هناك مواقف كثيرة لايتسع المقام لذكرها ،،وهناك الوجه الآخر لدولة أبو سمير في الانسانية ومساعدة المحتاجين ، ورعاية الطلاب في الجامعات والمرضى والأرامل والجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية ،وهناك يده البيضاء الممتدة بالخير إلى مراكز السرطان في الأردن وتبرعات كثيرة وانا الشاهد على ذلك ،، فكان يكلفني بهذه المهام الخيرية النبيلة ،حتى أنني وصلت منطقة الشمال والمفرق وأيضا الجنوب لتقديم مساعدة لعائلة داهمتها مياه الامطار وقد ساعدهم بمعونات عينية ونقدية في نهاية الثمانينات ،، ليس مطلوبا مني ياسادة هذا الكلام، لا والله فأنا تقاعدت منذ عشرة أعوام بعد خدمة طويلة مع الباشا وأهله ، ولكنني تذكرت هذه العائلة الكريمة ،،بعدما خالطت المجتمع ووجدت الفرق الكبير بين أخلاق ورجولة وشجاعة ووفاء الباشا الرفاعي وباقي كبار المسؤولين في المملكة وبالنسبة لي لم اعمل مطلقا بعد عملي مع زيد باشا نظرا لظروفي الصحية ووعدني أن لاينقص عليّ شيئا ،،فجلست في البيت اتابع القراءة والثقافة والعلم والكتابة ،،وصرت اختلط بالناس الكبار والصغار ،،وتبين لي الفرق الشائع بين الثراء والثرياء ،،ولولا تراجع صحتي قبل عشرة اعوام ،،لبقيت أعمل لنهاية عمري مع دولة زيد باشا .
ولكنني بقيت صديقا للعائلة وللباشا أزوره كل فترة وأخرى ،،وقد آلمني وأحزنني كثيرا عندما علمت أن أبو سمير يعاني التعب الصحي وهو في البيت يمكث أياما فيه ،، رغم انه كان مشاركا لكل الواجبات الاجتماعية من شمال الاردن إلى جنوبها لاتفوته مناسبة عزاء أبدا وكان صاحب واجب قل نظيره ،
وفي الختام اتمنى وأرجو الله الشفاء لأبو سمير دولة زيد الرفاعي ليحفظه لأسرته وأولاده وأحفاده.