أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأريعاء .. طقس حار نسبيا "أنا فاهم ومؤدب أكثر منك" .. نقاش حاد بين الشوبكي وعقل (فيديو) حماس:المقاومة ستقطع أي يد للاحتلال تحاول العبث بمصير الشعب الفلسطيني ماذا يفعل 1000 مواطن نيجيري في عجلون لاتخافوا على “البلد” فهي في عهدة “عيالنا” وفي عروقهم يمشي الأردن الأرصاد تحذر من طقس الأربعاء في بعض مناطق الأردن "لا يمكن تدميرها" .. تواصل الاعترافات الإسرائيلية بـ"غباء" فكرة القضاء على حماس المساعدات الأردنية للضفة وغزة قبل الحرب وصلت 271 مليون دينار الرواشدة: التعرفة المرتبطة بالزمن لم تطبق حتى الآن على المنازل غانتس: نستطيع إظلام لبنان بأيام لكننا سندفع ثمنا باهظا مسؤول حكومي: مشكلة نقص الدجاج بدأت بالتلاشي إسرائيل تتوقع إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالانت قريبا إلزام شركات الخدمات المالية بالحفاظ على السرية لحسابات عملائها شبيلات مديرا للنقل .. واستقالة حداد من البحوث الزراعية .. ونظام جديد لترخيص السواقين عبيدات: 70% من أبحاث الجامعة الأردنية منشور بمجلات عالمية مرموقة جنود الاحتلال: لن نعود إلى غزة حتى لو دفعنا ثمن موقفنا الهلال الأحمر الفلسطيني يثمّن جهود الأردن الإغاثية في تخفيف معاناة غزة روسيا تطالب إسرائيل بالتخلي عن العملية العسكرية في رفح مصدر إيراني: إسرائيل ستتلقى هجمات من جميع الجهات إذا دخلت بحرب مع حزب الله أميركا تفرض عقوبات جـديدة مرتبطة بإيران
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أثر الفساد الإداري على حقوق الموظفين

أثر الفساد الإداري على حقوق الموظفين

29-08-2023 02:04 PM

مما لا شك فيه أن مكافحة الفساد المالي طريق رئيسي في إصلاح الدول وضمان مستقبلها، وقد كانت النهاية مأساوية للبلاد التي كان يحكمها فساد المسؤولين وإستغلالهم لنفوذهم للإثراء الفاحش، وكما قيل إذا فسدت الطبقات العليا فسد المجتمع، وإذا لم تستمر عمليات مراقبة مختلف العمليات المالية بمجهر الرقابة العامة الصارم على الجميع بلا تفرقة، فستعود الأمور على طبيعتها الأولى مع إختلاف الزمن والرجال..

الفساد مصطلح شامل ويُختزل في تعريف دقيق هو الإتلاف وإلحاق الضرر بالآخرين، ومن أهم تبعاته التدهور الأخلاقي، وإذا وصل الفساد إلى الطبقات العامة فسدت الأخلاق، وأصبح شرف العمل ونزاهته مفقوداً، وبالتالي تنهار مؤسسات الدولة، ويُصبح الفساد وطرائقه المتعددة المشرع والمنظم والحاكم الأعلى لمصالح الدولة والمجتمع.

تنتشر قريباً من منظومة الفساد المالي أنواع فساد غير مرئية، ويأتي في مقدمتها الفساد الإداري والتلاعب بحقوق الموظفين، والوظيفة تعني توظيف للقدرات حسب بناء معطيات العمل وإنجازاته، والفساد الوظيفي يكمن في إستغلال النفوذ للتلاعب بتلك المقدرات، ومصدرها أن الفاسد الإداري يعتقد أنه مطلق اليد في إدارة المؤسسة، وأن حقوق الموظف تعتمد على علاقته بالطبقات الأعلى، وليس على أداء الموظف وإنجازاته.

ولهذا يكتشف الموظف مع مرور السنين أن التوظيف ومنح الفرص كانت تحكمها تلك العلاقات التي تحكم طبقات الفساد المالي والمصالح الخاصة، بمعنى أنه تكون مهمة الإدراي الفاسد خالصة لخدمة تلك الطبقات وتلبية طلباتهم، وذلك بتوظيف أقاربهم، ومن يعز لديهم أو ترقيتهم إلى أعلى المراكز، وهي صورة فساد لا تختلف بأي حال عن صور إستغلال النفوذ لسرقة أموال الدولة، بل تعتبر خلفيته الثقافية والإجتماعية..

في إتجاه آخر يستغل بعض المسؤولين نفوذهم للبطش بأولئك الذين يدخلون في خانة غير المحسوبين في تنظيم النفوذ المالي والإداري الأعلى منه، ومن صور الفساد الإداري المريرة أن يجند الفاسد إدارياً مختلف أروقة المؤسسة لإقصائه وتقزيم منجزاته، ثم ضرب حقوق الموظف المنصوص عليها في المراسيم السامية عرض الحائط.

لا يتوقف الأمر عند ذلك، ولكن قد يلاحقهم إلى خارج المؤسسة، إن حاول أحدهم استيفاء حقوقه الأساسية من المرجعيات المسئولة، ويزيد من الأمر سوءاً أن مرجعيات الهرم القضائي في الإدارات العامة، كانت تحكمها لجان شبه قضائية تحت سلطة المسئول، وهو ما يعني إمكانية التأثير عليها.

ما يفترض أن تقوم به نزاهة في حربها ضد الفساد أن تفتح قنوات الإتصال المباشر لتلقي قضايا الفساد الإداري، وقضايا إستغلال النفوذ الإداري في التأثير على حقوق الموظفين، وكشف ملفات التحيز والفصل العنصري، والذي يظهر في حصر الوظائف والفرص الوظيفية، إما داخل دوائر العلاقات الإجتماعية، أو ضمن خلفيات إجتماعية قد تكون أحياناً أجنبية. .

يعتبر الفساد الإداري بمثابة الأب الروحي والراعي الرسمي للفساد المالي والأخلاقي والعنصري، هو ما يتطلب أن تتم مواجهته من الجذور، ومحاكمة أولئك الذين تجاوزوا قوانين البلاد واستغلوا نفوذهم للإيذاء بالموظفين أو العاملين في المؤسسة سواء كانت حكومية أو غير حكومية. .

باختزال شديد يمثل الفساد المالي نتاجا طبيعيا للفساد الإداري والوظيفي في أجهزة الدولة والقطاع الخاص، وهو ما يعني أن تستمر الحملة السامية ضد الفساد على مختلف جبهاته، وأن يتم التعامل مع الفساد من خلال نظرة شمولية ومحاسبة كل من إستغل نفوذه لإيذاء موظف أو ظلمه أو حرمانه من فرص العمل أو لتوظيفه مقربين له.

الدكتور هيثم عبدالكربم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع