زاد الاردن الاخباري -
يعتبر قطاع الاتصالات في الأردن من أكثر القطاعات التي أسهمت وتسهم في تحقيق التنمية، وتعزيز البنية التحتية، وجذب الاستثمارات والسياح على حد سواء.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان هذا القطاع بالنسبة للحكومات المتعاقبة، كالإوزة التي تبيض ذهبا، عند أي عجز بالموازنة، أو حاجة للتمويل، لم تكن بحسبان الحكومة.
وقد طبقت في سبيل ذلك، كل أنواع الرسوم والضرائب حتى أصبحت الحكومة شريكا مضاربا في القطاع، دون أن تستثمر دينارا واحدا فيه، وبنسبة 70%.
للتوضيح أكثر، فإن كل دينار يدفعه مستخدم خدمات شركات الاتصالات، للمكالمات أو للانترنت، يذهب 70 قرشا منه إلى الحكومة، على شكل ضرائب ورسوم متعددة ومشاركة في العوائد.
ويقدّر العاملون في قطاع الاتصالات مقدار ما تجبيه الحكومة سنويا من القطاع بنحو نصف مليار دولار، أي حوالي 350 مليون دينار، كدخل ثابت و(مريح) يفوق ما يحصل عليه مالكو الشركات.
وتقف نقطتان أساسيتان وراء ذلك، هما تحمّل القطاع لأعلى معدلات ضريبة في العالم (الأردن من أعلى 3 دول بالعالم في الضرائب على قطاع الاتصالات)، والسبب الثاني هو انخفاض أسعار المكالمات في الأردن، لمستويات هي الأقل في المنطقة.
هذا الواقع المرير لقطاع الاتصالات، يأتي رغم تشغيل القطاع لنحو 20 ألفا، بشكل مباشر أو غير مباشر، وبمعدلات رواتب وعمولات تكفل للعاملين فيها العيش الكريم، علاوة على كون شركات الاتصالات الأكثر دعما لمشاريع التنمية بالأردن، من خلال برامج المسؤولية المجتمعية التي تمارسها، والبرامج والمبادرات التي تطلقها أو تشارك بها، سيما تلك الموجهة لتشغيل الشباب وتدريبهم لسوق العمل، أو احتضان أفكار الرياديين والأخذ بيدهم لحين تجسيدها على شكل مشاريع.
وفوق كل ذلك، مطلوب من شركات الاتصالات بناء شبكة الجيل الخامس، كتطور طبيعي يزيد من جاذبية البنية التحتية في الأردن، مقابل دفع الملايين للحصول على الرخصة، وعشرات أو مئات الملايين للاستثمار في هذا النوع من الشبكات.
ورغم كل هذه الظروف المحيطة بشركات الاتصالات، حصلت الشركات على المركز الرابع عربيا من حيث سرعة الانترنت وجودته، بجهود الشركات واستثماراتها وحرصها على خدمة مشتركيها بأقصى درجات الجودة.
ختاما، فإن أي نظرة متفحصة لواقع القطاع، تخرج بخلاصة أن الحكومة هي المستفيدة الوحيدة من القطاع، في وقت تحمّلت فيه الشركات العاملة كل أنواع الكلف التي زادت في السنوات الأخيرة، دون أن تقدم على زيادة الأسعار على المشتركين،،،فمن ينصف قطاع الاتصالات في الأردن؟