زاد الاردن الاخباري -
بعض الأساليب البسيطة والمرحة، تساعد على تحسين مهارات طفلك اللغوية حتى سن السنتين. ويمكن اعتبار الحديث إلى الطفل عملية ممتعة، لكنها أحادية الجانب. على الأم أن تُدرك أن الطفل في عمر ما بين السنتين والثلاث سنوات، يبدأ في التقاط عدد من الكلمات، يفوق تصورها، ففي سن السنتين، يعرف معظم الأطفال من 20 إلى 200 كلمة، ويرتفع هذا العدد ليصبح نحو ألف كلمة، عندما يصبح الطفل في سن الثالثة من العمر.
لا يصل الأطفال الصغار إلى معرفة هذا العدد من المفردات لوحدهم. فللوالدين تأثير كبير في لغة أطفالهم ومهاراتهم في الكلام. وفي رأي الدكتورة جانيت فيليس، أستاذة علم النطق في جامعة أطلنطا، كلما شجع الآباء أبناءهم على الكلام، حقق الطفل نجاحاً أكبر في صف الروضة وما بعد، لأن المدرِّسات يتوقعن عادة أن الطفل يعرف عدداً كبيراً من الكلمات عند دخوله المدرسة. لذلك إذا كان ابنك لا يمتلك هذه الأرضية الصلبة، فإنه سيواجه صعوبات، حتى يظل على مستوى واحد مع باقي الأطفال من أنداده.
- وسائل مفيدة:
من أفضل الوسائل لمساعدة الطفل على الانطلاق في الكلام هي القراءة له. ولكن لا يزال هناك العديد من الوسائل الأخرى التي تشجعه على الكلام.
من هذه الوسائل النطق بوضوح أمام الطفل. فمع أن المفردات التي يتعلمها الطفل تزداد عدداً بين عشية وضحاها، لكنه لا يزال في حاجة إلى تمرين يساعده على بناء عضلات الفم، ما يساعده على نطق مفردات جديدة بوضوح. قد يبدو هذا الأمر عملاً شاقاً، ولكن اتّباع وسائل بسيطة يمكن أن يساعدك على التغلب على هذه الصعوبات والوصول إلى الهدف المنشود. منها مثلاً، استخدام المرآة. فمن المعروف أن الطفل يتعلم لفظ الكلمات عن طريق مراقبة أمه أثناء حديثها. وبحسب رأي الدكتور ماغن كامبل، دكتور في علم النطق في كورفالس في أوريغون، قد يلفظ الطفل الكلمات بشكل أفضل، لو راقب نفسه أثناء محاولته تحريك فمه لتشكيل الكلمة. لذا قفي معه أمام المرآة وغني معه أو رددي بعض الألحان الخاصة، التي تعلمها في الحضانة، ومنها أيضاً استخدام منديل الورق الذي يساعده على نطق الحروف السّاكنة بشكل جيد.
في رأي الدكتورة جانيت فيليس، أن وضع منديل كلينكس أمام فم الطفل والطلب منه لفظ حرف "الباء" مثلاً، سيُشعره بالفرح والسعادة عند لفظ الحرف بشكل جيد، لأن المنديل سيتطاير أمام وجهه. من الوسائل التي تساعد الطفل على النطق، زبد الفتسق. إذا لم يكن الطفل يعاني حساسية الزبد، يمكن وضع مقدار ضئيل من زبد الفستق خلف أسنانه الأمامية والطلب منه لمس الزبد بطرف لسانه، ثم تقول له الأم إنه إذا لفظ الحرف "ت" مثلاً أو الحرف "د" مثلاً أو الحرف "د" بطريقة صحيحة، فإن طرف لسانه سيصل إلى المكان نفسه. يمكن استبدال زبد الفستق بمادة أخرى يحبها الطفل.
وسيلة ثانية تساعد الطفل على الانطلاق في الكلام، هي مساعدته على بناء كلمة. حيث يمكن للأم تعليمه اللفظ الصحيح أثناء اللعب معه. كأن تستعمل كلمة جديدة في أكثر من عبارة حتى تعلق الكلمة بذاكرته. يمكن أن تشير إلى الكرة التي يلعبان معاً بها وتقول هذه الكرة كبير، أو أن تقول له، ذلك الكرسي كبير، أو تلك الطاولة كبيرة. في حال لم يلتقط الطفل الكلمة ويرددها حالاً، على الأم ألاّ تجزع. فبعض الأطفال الصغار يحتاجون إلى سماع كلمات أو عبارات معينة، أكثر من أقرانهم الآخرين، قبل أن تترسخ هذه الكلمات في أذهانهم وتصبح جزءاً من المفردات التي يأخذون في استعمالها.
- كلمات ومفاهيم:
يمكن للأم أن تلجأ إلى وصف شكل بعض الأشياء أو ملمسها أو طعمها، ليتعرّف الطفل إلى عبارات جديدة، وحفز الناحية الإبداعية عنده. وهي طريقة سهلة وبسيطة. مثلاً يمكنها عند وجودها مع طفلها في السوبر ماركت، تناول تفاحة وتقول له هذه تفاحة مدورة وحمراء. دعنا نلمسها لنحسها، وتضيف إن قشرتها ملساء وناعمة. بعدها، تطلب منه وصف مادة أخرى لوحده بتدخل طفيف من جانبها. على الأم ألا تكتفي بهذا القدر، بل عليها أن تضيف كلمات جديدة إلى الكلمة التي يقولها طفلها. مثلاً إذا قال الطفل قطة، عليها أن تقول نعم إنها قطة. إنها قطة سوداء. عليها أن تشجعه على أن يبني هو نفسه على الكلمة، كأن تسأله ماذا تفعل القطة؟
الوسيلة الثالثة المساعدة للطفل على الانطلاق في الكلام، هي الإدراك. إذ قبل أن يتمكن الطفل من الكلام، يحتاج إلى فهم كيف تُستخدم الكلمات، أي إدراك أنّ هذه الكلمات هي رموز لأشياء أو مقاصد ولأفعال أو أعمال. فالألعاب والأنشطة التي تقوم بها الأم، تساعد على تحسين إدراك الطفل للغة، إضافة إلى تحسين قدرته على الإصغاء وتطبيق التوجيهات التي تُطلب منه. وهذه الطريقة تُكسب الطفل مهارات سيحتاج إليها في ما بعد في الصف في المدرسة. يمكن أن تعطي الأم الطفل توجيهات سهلة أثناء اللعب معه. كأن أن تطلب منه مثلاً رمي الكرة لها، ثم تنحني لالتقاطها وتلامس أطراف أصابع قدميها بيديها. ففي رأي الدكتورة ميليسا آيسنبرغ، اختصاصية في النطق، أن هذه الطريقة توجه الطفل إلى اتباع حركتين، التقاط الكرة وملامسة أطراف الأصابع.
- شجعيه على المشاركة:
طريقة أُخرى يمكن أن تتبعها الأم في توجيه الطفل، هي محاولة إخفاء لعبة وإعطاء توجيهات بسيطة له، لتساعده على إيجادها. كأن تقول له ابحث عنها خلف الكرسي أو تحت الطاولة. أما إذا كان الطفل في سن الرابعة وما فوق، يمكن أن تطلب منه الأم إخفاء غرض ما، ثم تسأله أن يعطيها إشارات عن مكان إخفائه حتى تجد هي نفسها هذا الغرض.
وسيلة رابعة تساعد الطفل على تنمية قُدراته الكلامية، هي الدليل أو البرهان. فمن المعروف أنه كلما زادت الكلمات التي يسمعها الطفل، تعلّم أكثر واستطاع استعمال مفردات أكثر. لكن على الأم أن تحرص على حصول طفلها على وقت كافٍ ليتكلم هو نفسه، ويستفيد من المفردات الجديدة التي كُرّرت على مسامعه. مثلاً بعد أن تحاول الأم أن تغني مع الطفل، عليها إعادة غناء الأغنية ببطء، حتى يستطيع سماع كل كلمة بوضوح. وعندما يحفظها عليها تشجيعه ليغنيها وحده.
من الأدلة الأخرى، لعبة التليفون. حتى تساعد الأم ابنها على الثرثرة، يمكنها حمل تليفون بيدها، والتظاهر بأنها تكلم جده أو أباه، ثم تناوله السماعة وتشجعه على الثرثرة هو أيضاً. ولتزيد من درجة التحدي عنده، عليها أن تطلب منه التظاهر بأن يكلم شخصاً آخر معروفاً لديه: مربيته مثلاً أو جدته أو أي فرد من الجيران.
على الأم أيضاً، أن تسمح لطفلها بالوجود مع أطفال آخرين في مثل سنه. فمن المعروف أن الطفل عندما يسمع الأطفال الآخرين يتحدثون يتحمس للمشاركة معهم في الحديث. في الوقت نفسه هو في حاجة إلى تدريب مهارته في الكلام مع أطفال في مثل سنه. هذه الطريقة لا تساعد الطفل فقط على النجاح في المدرسة، بل تساعده أيضاً على اكتساب اصدقاء بسهولة عند التحاقه بها.