زاد الاردن الاخباري -
بقلم المحامي الشرعي المتدرب مجد الزواتي - قال صلِّ الله عليه وآله وسلم : " أبغض الحلال إلى الله الطلاق" ، فهو بغيض عند الله سبحانه وتعالى بسبب الآثار الناتجة عنه ومضاره وباتت هناك أسباب معاصرة لوقوعه والتي لا بد لنا من الوقوف عندها ودق ناقوس الخطر، فإنه للطلاق أسباب كثيرة ومتعددة وقد تكون من جانب المرأة أو من جانب الرجل أو من كليهما، أو من عوامل خارجية، أو حتى من البيئة المحيطة، ومن تلك الأسباب المعاصرة هي سوء الإختيار وهو أحد الأسباب الأثر شيوعاً والتي تقع من أحد الزوجين أو كليهما حين يخطئ ويتسرع في اختيار الآخر وبطريقة لا تتفق مع المقاصد الشرعية من حيث الخلق والدين، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم : " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" ، وقال رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
ويعد تدخل الأهل سواء من ناحية الزوج أو من ناحية الزوجة أو كليهما مثل تدخل أم الزوج أو حتى أم الزوجة وغيرهم في التدخل في الحياة الزوجية وبالأخص في تفاصيل الحياة الزوجية، لكن لو كان التدخل فيما يرضي الله فلا بأس، ولكن نحن بصدد عن الحديث عن التدخل الآخر ألا وهو الذي لا يخدم الحياة الزوجية ولا يستفيد منه الزوجان ويضر بهما وبالحياة الزوجية؛ ولا نغفل عن أحد الأسباب المعاصرة لوقوع الطلاق ألا وهو الأوضاع والظروف الإقتصادية والتي ينتج عنها في غالب الأحيان الانفصال والطلاق، هذا من جانب ومن حانب آخر فإن أخطر الأسباب المعاصرة لوقوع الطلاق من بعد هو البعد عن الدين وتعاليم ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية ألا وهي وسائل التواصل الإجتماعي وشبكات الإنترنت وغرف الدردشة وغيرها من التقنيات الحديثة، والتي تعد سلاح ذو حدين فإن خطورتها على الكيان الأسري والحياة الزوجية يكمن في جانبها الحاد والسلبي على الحياة الزوجية وما ترمي به من شباكها على الأسرة وافرادها بسلبياتها وجانبها الحاد الذي بدوره يشكل تهديداً للكيان الأسري والحياة الزوجية وسبباً رئيسياً معاصراً في وقوع الطلاق، ومن ذلك هو انشغال الزوجين فيها عن التواصل مع الآخر، وما ينتج عنها من زيادة الفجوة بين الزوجين، وتشغل كل منها عن التزاماته الشرعية تجاه الآخر، لا بل وأصبحت طريقاً سهلاً نحو ارتكاب المحرمات شرعاً، مثل الخيانة الزوجية وما ينتج عنها من الانفصال ووقوع للطلاق.
فإنه وبالتالي يبقى حسن الإختيار علاج للحد من انتشار هذه الظاهرة، فحسن الاختيار والمعاملة الحسنة والكفاءة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، والوفاء بالالتزامات والواجبات الزوجية الشرعية وغيرها من الحسنات التي تقود إلى دوام العشرة بين الزوجين، والحد من انتشار ظاهرة الطلاق وأسبابه والوقاية من وقوعه وبالتالي ومن حيث النتيجة تجنب الآثار المترتبة على وقوع الطلاق، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وقال رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر".
وفي النهاية ان القيام بنشر التوعية والثقافة والمعرفة للمقبلين على الزواج هو باب من أبواب تمكينهم من تجنب أسباب وقوع الطلاق التي سبق الحديث عنها، وهو أمر في غاية الأهمية لا بد من أن يكون مشروعاً وطنياً للحفاظ على الأسرة وتماسكها والحد من أسباب وقوع الطلاق وبالأخص الأسباب المعاصرة لوقوعه، وإن ما سبق ما هي إلا الخطوط العريضة للأسباب المعاصرة لوقوع الطلاق والذي باتت ظاهرة تشكل خطورة كبيرة على الكيان الأسري....