زاد الاردن الاخباري -
ترغب الأمهات الحوامل في تناول الأطعمة الصحية دون الكثير من الأسمدة والمعززات والعلاجات الكيميائية والهرمونية. وحرصاً على صحة أطفالهم، يذهبون إلى البحر الواحد تلو الآخر لتناول المأكولات البحرية المتنوعة، ومن بينها المحار الذي يشتهر بقيمته الغذائية العالية وطعمه اللذيذ.
ما المحار؟ يُعرف المحار أو كما يُطلق عليه اسم بلح البحر بأنه نوع من المخلوقات الصدفية المائية التي تكثر في السواحل الضحلة. وهو من شعبه الرخويات، ويكثر في المحيطات والسواحل في المناطق ذات المناخ المعتدل أو الحار. ويقضي المحار دورة حياته عن طريق لصق صدفاته على صخور البحر، أو أي جسم صلب آخر في قاع البحر أو المحيط. ونظراً لقيمته الغذائية العالية؛ فهو من المأكولات التي تُقدم على أفخر الموائد في المطاعم العالمية، ويمتاز بارتفاع سعره غالباً في البلاد التي يُوجد بها بقلة، على عكس البلاد التي يُوجد بها بكثرة، وحيث تمتاز بسواحلها الممتدة.
القيمة الغذائية للمحار للحامل يحتوي المحار على نسبة كبيرة من البروتين الصحي ونسبة قليلة من الدهون؛ ما يجعله خياراً غذائياً صحياً للأمهات اللواتي لا يرغبن بزيادة الوزن خلال الحمل، وفي الوقت نفسه يرغبن بصحة جيدة لهن ولأطفالهن؛ حيث تحتوي كل 100 غرام من المحار على 67 سعرة حرارية فقط. ويحتوي المحار على كميات كبيرة من الكالسيوم والفسفور والزنك، وهذه العناصر مفيدة لصحة العظام والأسنان والدماغ، وقد تبين أن تناول الحامل لحوالي ثلاث أوقيات فقط من المحار يؤمن الحصول على 67 ملليغرام من الزنك. وقد توصل باحثون في دراسة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن اضطراب أنماط النوم الليلي عند الأطفال قد يشير إلى أن الجهاز العصبي المركزي لديهم لم يتطور بشكل كامل خلال مرحلة الحمل، وأن الأمهات اللواتي تناولن المحار خلال الحمل قد تطور لدى الأجنة الجهاز العصبي المركزي، وحظين بأطفال ينامون جيداً ولديهم معدلات ذكاء أعلى من قرنائهم. وكشفت الدراسة نفسها أن الاختبارات التي تُعْنَى بفهم الكلمات من قبل الأطفال في عمر 15 شهراً، قد كشفت أن الأطفال الذين جاءوا من أمهات أكلن المحار مرة في الأسبوع على الأقل قد أعطوا معدلات 7% أعلى من أطفال الأمهات اللاتي لم يتناولن المحار أبداً طيلة فترة الحمل.
الطريقة الصحية لتناول الحامل للمحار يجب أن تحرص الأم الحامل، وخصوصاً في أشهر الحمل الأولى على تناول المحار مطهواً بشكل جيد والتأكد من مدة الطهو التي تمنحه النضج الكافي. ويُمنع تقديم المحار المطهو على البخار الذي لا يتخلص من المواد الضارة فيه، وقد يسبب عدوى تظهر نتائجها على الجنين بعد الولادة في حال استمر الحمل دون مضاعفات. وذلك لأن المحار إن لم يكن مطهواً -حيث هناك بعض العادات الغذائية التي يتم تقديمه نيئاً- قد يسبب أضراراً خطيرة للأم الحامل والجنين على حدٍّ سواء تصل لحد الإجهاض ونزول الجنين مشوَّهاً. وعموماً يمكن أن تسبب الأسماك النيئة، وخاصة المحار حدوث عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية عند الحامل مثل نوروفيروس، فيبريو، السالمونيلا، والليستيريا الملوثة بهذه البكتيريا؛ بسبب تلوث المياه الضحلة التي تعيش فيها. كما أن المأكولات البحرية قد تسبب التسمم بالزئبق لدى الحوامل في الشهر الثالث من الحمل، ومن بينها المحار، خاصة في حال تناوله نيئاً، ولذلك يُفضَّل عدم تناول المحار في الأشهر الأولى الثلاثة من الحمل، حيث تشكل خطراً على تطور نمو دماغ الجنين الذي يتشكل في هذه الفترة بالذات. كما أن من أعراض تسمم الجنين بالزئبق بعد الولادة أنه قد يُصاب بتلف في الدماغ والأعصاب ، ولا تتم ملاحظته عند ولادة الطفل، بل يظهر بعد فترة من خلال تأخر الطفل في النمو حسب جداول النمو ومعدلاته الطبيعية مثل أن تظهر لدى الطفل علامات تأخر في المشي واضطرابات الكلام أو مشكلات التركيز والتذكر، وكذلك اضطرابات في بعض الحواس مثل مشكلات في السمع والبصر.