زاد الاردن الاخباري -
دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى خطة كبرى للمياه في الشرق الأوسط تستند إلى تطوير المفاهيم عبر القُطرية وتركّز على مشاريع تنموية للموارد المائية في المنطقة وملايين الناس الذين يعيشون فيها.
وقال سموه في خطابه الرئيسي، ضمن أعمال مؤتمر "الأمن المائي في الشرق الأوسط" في مونترو بسويسرا، أول أمس الاثنين (15 شباط 2010)، إن الحديث عن القدرة الاحتمالية والقدرة على التعافي يجب أن يتأسس على برامج وسياسات عامة تأخذ بعين الاعتبار عناصر التكامل الإنساني في المنطقة.
وأكد سموه أنه حان الوقت لتفعيل الفضاء الثالث، في شراكة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، من أجل تحريك الأغلبية المُصمتة حتى تساهم في بناء مستقبلها.
وقال الأمير الحسن إن الحروب لا توفّر المياه ولكنّ التعاون الإقليمي يمكنه فعل ذلك؛ مشدداً على أن هنالك حاجة ماسة لأن تقوم الدول المتطورة بتقديم الدعم والعون التقني للدول التي تعاني من شحّ المياه من أجل الوصول إلى مستوى أفضل من الأمان المائي.
كما جدد سموه الدعوة إلى هيئة فوق قطرية للمياه والطاقة من أجل البيئة الإنسانية في المنطقة يمكن من خلالها البدء بتعاون راسخ في غرب آسيا وشمال أفريقيا على غرار التعاون الأوروبي.
وقال سموه إن التحدي الذي نعيشه في هذا الجزء من العالم هو كيف نواجه التضارب الدولي والمعايير المزدوجة التي نجد أنفسنا نخضع لها سنة بعد أخرى. لقد اكتفينا في المنطقة من كوننا موضوعاً لسياسات التنمية، وآن الأوان لأن نكون مادةً فعليةً للتنمية.
وحذّر سموه من أن مناطق العالم الجافّة ستكون الأكثر تأثراً بالتغيّر المناخي، حيث ستحيط مخاطر كثيرة بالإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والمعيشة الإنسانية، لذا من الضروري إيجاد جهود مُنسّقة وعاجلة لتطوير استراتيجيات فعالة للتكيّف مع التغيّر المناخي والتخفيف من آثاره.
وقال الأمير الحسن إن السلام في المنطقة ممكن إذا كان شاملاً؛ إذ بعيداً عن الصورة النمطية التي تصور المنطقة على أنها مجرّد بترول وإرهاب، هنالك ملايين الناس الذين يبحثون عن مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم ولأحفادهم.
ويأتي هذا المؤتمر بمبادرة من مجموعة فورسايت الاستراتيجية الدولية بالتعاون مع حكومتي سويسرا والسويد، بهدف التوصل إلى حلول مستدامة وتعاونية لمشكلة أمن المياه في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، قام سمو الأمير الحسن ترافقه سمو الأميرة ثروت الحسن بزيارة إلى مؤسسة بودمير، حيث اطلعا، بحضور عدد من الأكاديميين والباحثين، على المجموعة القيّمة في متحف المؤسسة من المخطوطات القديمة للكتب الدينية والفلسفية والفكرية التي تعود إلى مختلف العصور القديمة.