أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لابيد يطالب باتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة إطلاق برنامج تدريب المهارات الخضراء لتأهيل القوى العاملة السفير اليمني لدى الأردن يزور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التربية: امتحان الثانوية العامة ورقيا لطلبة 2007 وإلكترونيا لطلبة 2008 ميدفيديف يتوعد برد نووي وقائد المخابرات يطالب بعلاج جذري لأزمة أوكرانيا الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2. روسيا تطرد دبلوماسيا بريطانيا بتهمة التجسس كيف علق إسرائيليون على رقص وزير الدفاع وصواريخ حزب الله تنهال عليهم؟ قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد "التزامها" بسيادة السودان آخر تطورات غرق مركب مصري على متنه عشرات السياح الغربيين مقاتلة أميركية فوق مضيق تايوان والصين ترسل قوات لمتابعتها محافظ العقبة يتفقد إنجازات مدينة الأمير حمزة للشباب ضابط فرنسي : هذه هي أساليبنا في محاربة العرب يا صديقي! بلينكن: نحن في المراحل النهائية لاتفاق بلبنان الأردن .. خمسيني يقع ضحية احتيال على يد خطابة - فيديو الخلايلة يفتتح مسجد الحاج نبيل الخطيب بمنطقة أيدون افتتاح معرض "الفنون والإعاقة" في المتحف الوطني للفنون الجميلة نتنياهو يتحدث الليلة بعد اجتماع حول وقف إطلاق النار مع لبنان الأورومتوسطي: إسرائيل تمنع إدخال الأغطية والملابس إلى غزة رئیس الأرکان الإيراني: ردنا على إسرائيل سيكون خارج توقعاتها
من الذي يسرقنا ويتاجر فينا ؟!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة من الذي يسرقنا ويتاجر فينا ؟!

من الذي يسرقنا ويتاجر فينا ؟!

05-10-2023 09:15 AM

قد تتجاوز نسبتهم 50% خارج حدود العالم النامي، الذين سيجيبون بأنهم السياسيون، من يسرقون المواطن، ويبيعونه ويشترونه في سوق السياسة، وربما نسمع إجابات هجومية غاضبة على الأنظمة والحكومات والديكتاتوريات .. الإسطوانة، علما أن عملية البيع والشراء هنا نسبية وليست حرفية.. لكن السؤال حرفي جدا، ولا علاقة له بالسياسة.
المواطن؛ أو إن شئت «المستخدم لجهاز الهاتف الذكي»، هو سلعة في عالم الدعاية والتكنولوجيا الرقمية، ولا أريد أن أورد أرقاما وإحصائيات تمخضت عن دراسات دقيقة، لعدد المستخدمين، وأماكن تواجدهم، واهتماماتهم، وحجم ما تدفعه الشركات الكبرى والصغرى والأفراد العاديين، من أموال للشركات التي تدير تطبيقات عالمية تتضخم، ويزداد حجمها السوقي كل ساعة، بل كل ثانية.. سأقترح أن يقوم كل شخص يقرأ هذه المقالة بإجراء دراسته الخاصة على نفسه، وسوف يدرك كم أصبح مغموسا في سوق دون إرادته وتخطيطه.
كم تبدد من الوقت تمضيه وأنت تنظر إلى شاشة هاتفك؟ هل حقا لديك كل هذا الوقت من الفراغ؟ وهل يمكنك أن «تحصي» عدد وحجم الفوائد التي تكتسبها من وراء هذا الانشغال بهاتفك؟ وهل تقوم بكل أعمالك اليومية المطلوبة منك على أكمل وجه، وبذهنية حاضرة؟ هل تشعر بأنك مقصر في واجباتك وعملك الطبيعي؟ .. قد تعترف بخسائر كبيرة لو أجبت عن الأسئلة السابقة بواقعية وحياد، لكن السؤال الأهم متعلق بمن المستفيد الفعلي من وقتك ومتابعتك لشاشة هاتفك؟.. قد تختلف الإجابات بين الأشخاص بناء على وعيهم وطبيعة عملهم.
شركات اصبحت قيمها السوقية مئات المليارات من الدولارات، تقدم برامج تافهة جدا إذا ما قورنت بحجم ما تدر عليهم من مال، وهي التطبيقات الذكية المثبتة على هواتفنا جميعا، سلعتها الحقيقية هي : عدد المستخدمين، عدد المتابعين، عدد المشاهدات، عدد اللايكات والتفاعلات، عدد المشاركات.. وإحصائيات كثيرة لا يمكن فهمها أو حتى التوقف عندها، لو لم تكن مرصودة «بعدادات» ترى بعضها في التطبيق الذي تستخدمها، وأخرى لا تراها، وهي التي تشكل الأرصدة الفعلية التي تقوم عليها تلك الشركة «الغول».
لا أتحدث عن هذا الموضوع من وجهة نظر متعلقة بالمال، والأرزاق، فهي مكتوبة في جداول أخرى سنراها يوما، حسب قناعتي، ولا أتحدث بخطاب «الميثولوجيا» والعقائد والأساطير.. بل عن نوع آخر من الرياضيات لا يهتم به كل الناس.. أتحدث عن موضوع تسليع الكائن «البشري» في هذا العالم، والسطو على وقته وعلى حقوقه الطبيعية الكثيرة، بموافقته بل دون وعي منه، بانصياعه الكامل لقوانين وإملاءات ورغبات السوق والشركات، فهو ترك القيادة ثم السيطرة لهاتفه، يستولي على وقته كاملا، حيث يوفر له حرية لا تنتهي من المتعة وال»شرود» بل الغياب الكامل في ثنايا العالم الافتراضي، الذي بات تحت سيطرة وإدارة برامج كمبيوتر ذكية، تطور نفسها، وتحصد بيانات عن المستخدمين، تستقر في قواعد بيانات هائلة الاتساع، وتستقر فيها كما يستقر المطر في السدود والبحار، فكل الوقت الذي تمضيه بمشاهدة شاشة الهاتف، هو وقت تسجيل بيانات عنك، واصبح تسجيل البيانات عنك حتى دون أن تستخدم هاتفك، فهناك صورة نفسية وفكرية كاملة عنك، مخزنة في ذاكرة قواعد بيانات الذكاء الصناعي، وستجد ما يخطر ببالك الآن لمشاهدته على شاشة هاتفك، ستجده نفسه بعد أن تفتح ذلك التطبيق، إن لم تجده فورا فما عليك الا الانتظار قليلا أو كتابة او «نطق» شيء عنه، وسوف تقوم الشاشة السحرية بعرض سيل من الفيديوهات والمعلومات والأصوات و»العروض» عنه..
أنت لست هنا ما دمت تنفق كل وقتك على شاشة هاتفك، وتتوغل في التيه في عالم افتراضي، وحتى تستعيد نفسك وقيمتك، ما عليك إلا سرقة وقت جديد رغما عن الغول وقوانينه..
فقط ابتعد قدر ما يمكنك عن شاشة هاتفك، وتعرف على واقعك ومسؤولياتك التي نسيتها وأنت تطارد المتعة والترفيه والعدم.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع