لقد أوغلت القوة الجوية الإسرائيلية بالتدمير العشوائي في غزة ، لدرجة تجد فيها أسر بالكامل تذهب ضحية هذا الإرهاب الإسرائيلي المنفلت من أي عقلانية ، والذي لا يأبه بمشهد أشلاء ودماء الأطفال والنساء وكبار السن ، وكل ما يثير اشمئزازهم وحنقهم تلك المعنويات العالية لأهالي الشهداء والجرحى رغم هذا القصف العشوائي والمستمر بدون انقطاع ، و كأن الهدف الأساسي من هذه الحرب المزيد من القتل والتدمير الممنهج ...!!
وفي المقابل تتسع مساحة التسلل والعبور وتكبر دائرتها ، لتشمل مستوطنات أكثر ، ومواقع عسكرية لم تكن في الحسبان ، ما يعني في الواقع الفعلي أن زيادة القصف على غزة تكرس العجز والخيبة والفجيعة لإسرائيل ، وتؤكد حقيقية أن دمار غزة تعني زوال اسرائيل ...!!
أنتم في مشكلة مرضية في العقل العسكري تتفاقم أعراضها المرضية ، من خلال القصف في المكان الخطأ ، سيما وأن المقاومة الفلسطينية في الداخل وفي العمق الإسرائيلي ، وأنتم تستهدفون المدنيين الأبرياء ، وهنا سيرد أحدهم ويقول ، أيضاً هم يقتلون الأبرياء ، وللإجابة نقول : كيف ؟! وكل إسرائيلي هو عسكري إما في الخدمة أو الإحتياط ، يضاف إلى ذلك أن مجلسكم العسكري ، وبكل ما طرح من البدائل والاحتمالات ، إلا أنها تبدو جميعها غير قادرة على تحقيق الحد الأدنى من ردع المقاومة الفلسطينية داخل المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية ، هذا عدا عن طبيعة الخوف ليس في قلوب العسكر بل ذهنيتهم الخاوية من أي معتقد للقتال ، والنتيجة هذه الإحباطات التي تكشف الجبن في المواجهة العسكرية ، أنتم في تقهقر مزمن ،يتوازى مع فكرة زوالكم المحتوم ، وهذا الاستعجال بالقصف المحموم ، يزيد من الورطة ، ويفاقم من المآزق لدرجة التفكير بالهروب من إسرائيل ، الفكرة التي غدت في رأس كل مستوطن ، وإلا كيف دخلتم في سباق مع الزمن لتكون الحرب على غزة الخيار الأخير الذي يمظهر حالة الفشل الذريع ، وهنا اتساءل ترى : ماذا لديكم غير بطولات القصف في الطيران الحربي عن بعد ؟! هل من خيارات وبدائل عسكرية ؟!
وخصوصا بعد أن وصلت استراتيجية القوة الجوية حد الإفلاس ، وفي حصيلتها النهائية تطرح دمار غزة كعنوان يعبر للعالم أجمع على ما هو أكثر من الفشل ، سيما وأن في المقابل قرار للمقاومة الفلسطينية بالعبور ، وهل تعلمون ماذا يعني العبور ؟!! دعونا نوضح : القرار بالعبور هو القرار من الممكن ، إلى المستحيل ، ومن الرد ، إلى الهجوم ، ومن الدفاع ، إلى المباغتة ، نتحدث عن العلوم العسكرية الحديثة في جامعة " غزة العزة " التي لا تتوقف عند تعليم التكيف و التعايش مع العدم ، وإنما صنع المعجزات ، على أيدي اطفال الحجارة في الانتفاضة الأولى ، وحملة السكاكين في الانتفاضة الثانية ، أبناء الحصار الدائم ، القادمون من رحم العزلة ، بعد أن مزقتم أوصال حبلهم السري بين غزة والقطاع والقدس ، وصولاً إلى ما أنتم عليه من جنون في الدمار لتسريع زوالكم المحتوم ، في ظل حضور أبناء المقاومة الفلسطينية الخاطف لأرواحكم ، في يوم التجلي الفلسطيني الأعظم الذي يجعلهم يرددون في الهتافات " يا ناعي إسرائيل قم فانعها .. قد مات صهيون وأتى أحمدا ...!!
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي . خادم الإنسانية .