يوم 2023/10/7 صار تاريخيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فما حدث لم يكن حلمآ يراود أكثر المتفائلين في هذه المرحلة، صباح مقاوم يشرق بشمس الانتصار، على كيان أوهن من بيت العنكبوت، وان قوة الصهاينة العسكرية أوهام إعلامية فقط.
فجر لا ينسى شاهداً على الاقتدار والعنفوان الفلسطيني، الذي لم يرضخ ولم يستكين على قلة العدد وخذلان الناصر فكان الطوفان، يبتلع الصهاينة ويذل جبروتهم ويكسر شوكتهم، فمرغ انوفهم في التراب، وجعل العدو عاجزاً أمام شجاعة وبسالة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وامل بقدرة الفلسطينيين على المواجهة وإحراز النصر، بنهاية الغدة السرطانية، اوكار الخيبة والشر الصهيوني، النصر الذي تلوح بشائره هو ثمرة عمل طويل وطريق مقدس تعبد بدماء الشهداء، نصر للعدل والإنسان ضد الظلم والبغي والعدوان
الحكمة في التخطيط، وقوة التنفيذ، دليل على التغيير الكامل في ميزان القوى لصالح محور المقاومة، وأن الكيان الغاصب في طريقه لزوال، لأن فصائل المقاومة ليست مرتبطة بالأنظمة الخائنة، التي كانت تمنع الشعوب من الثورة وتعمل شرطي أمن لدى الكيان الغاصب.
الهجوم الشجاع والتخطيط الموفق، نوعية كانت خارج قدرة وتفكير قوات الاحتلال وحكومة العدوان، أمام حالة من الهلع لأنها لم تكن تتوقع هذه الشجاعة والبسالة والتخطيط. وضعتهم
هكذا حرب واسعة جعلت زمام المبادرة بيد المقاومين، تحتاج الى تجهيز على مدى سنوات وكل هذا العمل لا تكتشفه أجهزة الأمنية للعدو مع ما يملكه من جواسيس وخونة هذا يدل على تطور القدرة الأمنية للفصائل الفلسطينية وهذا إنجاز بحد ذاته.
الوثبة الفلسطينية الجبارة، التي جسدتها عملية طوفان الأقصى البطولية، هي انتقالة عسكرية وأمنية جبارة صدمت الكيان الإسرائيلي وباغتته وأربكته وأذلته وغيرت معادلات الصراع بشكل جذري مع هذا الكيان، في ظل قيام المقاومة الفلسطينية بأسر عدد كبير من الجنود والمستوطنين الصهاينة، هذه العملية أكدت هشاشة الكيان المؤقت وكشفت خرافة تحصنه الأمني وفضحت كذبة تفوقه العسكري الذي سقط وانهار أمام أبسط مواجهة حقيقية مباشرة، هي ضربة نجلاء للتخاذل التطبيعي الجبان، نحن أمام أكبر فشل للكيان الإسرائيلي، ربما منذ تأسيسه؛ قد يكون الفشل الاستخباراتي أقلّها، حينما تنظر إلى المشهد الكلي للطوفان، نحن أمام صورة جرفت كل ما حاولت [إسرائيل] زرعه منذ عقود.
رفض المقاومة لكل محاولات الوساطة دليل على انهم اعدوا العدة لذهاب بالحرب الى النهاية حتى نصر أو الشهادة وليست ردة فعل على انتهاكات فقط انما حرب استراتيجية، بل يريدونها معركة التحام مباشر يدوسون فيها كرامة الصهاينة وهيبته داخل حصونهم
هذه الحرب افقدت إسرائيل مكانتها، بأنها دولة تدريب على مختلف أساليب الحرب حسب تصريح هولندي، العملية ليست ضربة قوى مقاومة، إنما هي ضربة محور قوي ومقتدر ولدية قدرة على الحسم، وغيرت قواعد لعبة في المنطقة وموازين القوى، ضربه اذهلت المحليين، لأنها دقيقه واعية تتحرك بآليات وادوات عالية التقنية، عملية تقنية راقية جداً، لأنها تجاوزت كل انظمة الدفاع الإسرائيلي، ضربة نوعية غيرت قواعد الاشتباك، حققت توازن الرعب، من خلال حرب الإعلامية كان نصرها موازي للعسكري، واذلت الصهاينة، بقوات عقائدية اسلامية ضربت كل مشاريع الطائفية، وهذه الخطوة الاولى في طريق التحرير.
العراق في صلب الحدث، ونحن في مرحلة الحسم إما أن نكون دولة محورية قوية ومهمة، او نكون دولة تابعة، لان خريطة التي أخرجها نتنياهو في الأمم المتحدة توضح ان العراق جزء من دول التي تدور في فلك إسرائيل، عن طريق مشروع الشام الجديد، تتحول اسرائيل اي دولة اقتصادية تقود كل مشاريع المنطقة وكسر موقع العراق، بانها سوف تحصل على كل نفطة بأنبوب العقبة، وان شهادة الشهيد محمد الصالحي يؤكد وحدة الجبهات، وان العراق جزء مهم في هذا الصراع.