قال تعالى : {{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }} الكهف/ 103 – 105 .
حينما تتحول الكلمات الى خناجر، والمفردات الى سكاكين، والصمت الى مقبرة، لا شك أنها ستكون أبجديات لا نهائية لحالة من الذهول، وسلسلة لا نهائية من التساؤلات ، الى متى سنقف متفرجين مكتوفي الأيدي، نتأمل ونستنكر. ونشجب ونرفض.
إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أثبتا فشلا ذريعا في التصدي لذلك التعنت الإسرائيلي، والتحدي السافر اللإنساني الذي لم يكن للكيان العربي فقط، بل للعالم بأسره .
لقد سئمنا إصدار القرارات وعقد المؤتمرات، وعبارات الشجب والرفض والإستنكار المخدرة . فما يحدث على أرض غزة الجريحة شيئا فوق تحمل البشر، وحالة من المرارة والإشمئزاز لذلك النزف الدموي المتدفق على مدى الأيام .
فهدم البيوت الآمنة على رؤوس ساكنيها الأبرياء وتشريدهم، وقتل العزّل من شيوخ وأطفال ونساء ما هو الاّ عمل دموي رهيب لم يتصدّ له قانون، ولم يصدر او يتخذ ضده اي حساب او عقاب.
إن منع الغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة، وخرق للقانون الدولي الذي يجب أن يطبق على الجميع، ووفق معايير واحدة وليس وفق هوية الضحية ومكان الصراع.
إن إيصال المساعدات الإنسانية لشيوخ وأطفال ونساء غزة مسؤولية دولية أخلاقية وقانونية جماعية. مع ضرورة وقف الكارثة الإنسانية التي يعانيها قطاع غزة مع إستمرار التصعيد وإستعار الحرب على غزة.
إن إسرائيل تلعب بمصير العالم كيفما أرادت، وما يحدث في قطاع غزة و الضفة الغربية من حرب الإبادة الذي تشنه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، عمل إجرامي جبان ضد الإنسانية تقشعر له الأبدان، ويندى له الجبين العربي بالخجل والذل والمهانة، وسيظل وصمة عار على جبين الأمة العربية جمعاء.
الدكتور هيثم عبدالكريم أحمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي