أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب المستشفى الأردني ينقذ حياة طفلة وشاب بعد عمليات جراحية معقدة أميركا: التوصل إلى صفقة مع حماس أمر ممكن دوري أبطال آسيا 2 .. الحسين اربد يخفق امام شباب اهلي دبي الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل وصول طواقمنا للمحاصرين في شمال قطاع غزة بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان .. هل حدثت خروقات؟ البطاينة يستقيل رسميا من حزب إرادة يزن النعيمات يخرج مصابًا من مباراة العربي والاتفاق الحكومة: المستشفى الافتراضي يرى النور في 2025 الحكومة: الأردني يمتلك فرصة تاريخية للانخراط بالحياة السياسية تصويت: من سيكون أفضل لاعب بتصفيات كأس آسيا 2025 في كرة السلة للفلسطنيين .. عباس يصدر إعلانا دستوريا مهما وزير الصحة : المستشفى الافتراضي سيربط بين 5 مستشفيات طرفية
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الطوفان والكرامة المنشودة

الطوفان والكرامة المنشودة

14-10-2023 05:19 PM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم: خميس اللوزي - شكلت الحالة الثورية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بكافة أطيافها مفاجأة بحجم ثمانية عقود من الغطرسة الإسرائيلية والضّعف العربيّ الذي أعطى الاحتلال الاسرائيلي الفرصة للتمادي في حالة العنف المقصود يومياً. مفاجأة، بحجم الضّمير الغائب للمرجعيّات والمؤسّسات الدّوليّة التي تبارك القاتل وتدين الضحيّة. مفاجأة، بحجم نفاق المنظومة الغربيّة الوالدة الشرعيّة لاحتلال بالأصل من صناعتها.
شكل "طوفان الأقصى"، صفعة لكلّ هؤلاء وأكثر. صفعة انتقمت لماضٍ لا يمكن أن يمضي من دون محاسبة، انتقام لثلاثة أجيال من الفلسطينيّين الذين انتظروا بلا كللٍ فجر الانتصار ولو للحظات، ليتنفسوا الصعداء وليشعروا بأنهم في تطور مستمر في مسيرتهم الثورية التي يستشعرونها بين الحين والآخر. هو انتقام لكل حسٍ عربي حي، ذرف دموعه على التلفاز وعلى سماعات الراديو، كونه محجوب من الوصول للمقاومة والمشاركة يداً بيد مع إخوانه من الفلسطينيين المسجونين في وطنهم.
ما قبل "طوفان الأقصى"، لن يكون كما بعده، لا على مستوى الوعي الفلسطينيّ والعربيّ ولا على وعي المحتلّين الإسرائيلييّن. ومرّة أخرى توقظ القضيّة الفلسطينيّة ضمير كلّ عربي وكلّ إنسان، وعلى مذبحها تمتحن مصداقيّة كلّ المزاعم في الأخلاق والسياسة والثقافة. تشعرنا هذه الانتفاضة المبشرة، بأن هذه القضية لن يتم نسيانها بين الأجيال، وأن قرار العودة مازال موجوداً بين أبناء الشعب الفلسطيني الذي يسعى دوماً إلى العودة إلى أراضيه المسلوبة منذ عقود. وهذه ربما من أكثر الايجابيات التي قامت بها الثورة الفلسطينية المتجددة في كل حين، بحيث تجدد ذاكرة الأجيال بمقومات القضية الفلسطينية، مراهننين على أن الاحتلال لن يستطع بأي حالٍ من الأحوال أن يطمس هذه الهوية الفلسطينية العربية ببعدها القومي أو الاقليمي أو الوطني على أبعد الحدود.
واليوم، لم يعد ممكناً ترميم هذه الصورة، مهما بذل الكيان وداعموه من جهد. لن تُمحى من وعي الأجيال صور جنود الاحتلال وهم يساقون إلى الأسر بكل ذلٍ، ولا أعداد الضحايا التي فاقت أي خسائر لحقت بالكيان خلال يوم واحد طوال تاريخه، ولا صور الطائرات وهي تنقل من المطارات بالشاحنات بعدما تقطعت السبل بمن يقودها وكادت تقع غنيمة بيد المقاومين، وكذلك دبابات الاحتلال التي تعدّ فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية، والتي احترق العشرات منها من دون أن تتمكّن من إطلاق قذيفة واحدة.
وبعد أن استفاقت حكومة الاحتلال من الصدمة، قررت أن تستعين بشيطانها الأكبر، مبررة ضعفها بعنصر المفاجأة، وأرادت بطريقة أو بأخرى أن تستعيد ثقة جنودها من خلال الاستعانة بأكبر أسطول في العالم، ليواجه بضعاً من المقاتلين الذين شكلوا لأيام لحظات رعبٍ للكيان الاسرائيلي، ولكن من جهة أخرى، وإذا أردنا تدقيق الموقف أكثر ربما بات واضحاً الرؤية الإسرائيلية الأمريكية ومحاولة استغلال أكثر من فرصة في تنفيذ مخطط سعت له إسرائيل وأمريكا منذ زمن بعيد وهو تمركز للقوات الأميركية في منطقة البحر المتوسط وبالقرب من القاعدة الروسية من جهة، متذرعة بطلب اسرائيل النجدة منها، ومن جهة أخرى إعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، والذي يتمثل في جزء منه تهجير جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى سيناء عبر اشتداد وتكثيف القصف وتشديد الحصار ومنع وصول المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية للقطاع لدفع السكان للهجرة، ولكن ماذا يفعل سكان هذا القطاع المدمّر إذا كان شعبه مرفوضاً في كل الدول العربية، فلا يتمتع أي شخص من غزة بأي قرار خارج قطاعه، ولا يحصل على أي ميزات أو مقومات أساسية في الحياة، ليس لشيء سوى لأنه من قطاع غزة. وهذا ربما ما يجعل أهل القطاع يقبلون على الاستشهاد داخل أرضهم بكل فرحة غامرة، مؤمنين بأن بقائهم في وطنهم له بعدٌ وطني وحسي وخوفٌ من إعادة التهجير من الوطن إلى الشتات الذي هم عايشوه لسنواتٍ طويلة، وعانوا ما عانوه هناك.
الثورة الفلسطينية لا تنطفئ، ولا يمكن لأي من الدول أن تجعل العربي والفلسطيني ينسى هذه القضية، ويقبل بأقل من الشهادة في سبيل كرامته واستعادة حقوقه التي تحاول الدول أن تغير مسمياتها إلى مسمى الإرهاب الفلسطيني، بتعاملهم بالموضوع بسياسة دولية مزدوجة بشكل علني، بأن من يدافع عن أرضه إرهابي وبأن من يقصف ويقتل اللآلاف من الأشخاص يدافع عن نفسه. وقد برهنت المظاهرات العربية خلال الفترة القريبة أن الشعوب مهما اختلفت أنظمتها فإنها لن تنسى الرابط القوي المتين بينها وبين الشعب الفلسطيني الذي يحاول دوماً التنفيس عنهم وعن حالة الاختناق التي يشعر بها المواطن العربي من خلال ثورتهم ثورة الكرامة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع