الناطق باسم كتائب القسام يعلن إطلاق سراح محتجزتين أميركيتين لدواع إنسانية، وذلك إستجابة لجهود قطرية.
وأضاف الناطق باسم كتائب القسام "أطلقنا سراح المحتجزتين الأميركيتين لنثبت للشعب الأميركي والعالم أن ادعاءات بايدن وإدارته هي ادعاءات كاذبة".
"وأعتقد أن هناك إدراكًا أنه لا بدّ من تقديم شيء ما في ما يتعلق بهذه العلاقة، نظراً إلى ما تطلبه الإدارة الأميركية".
ويقول مسؤول قطري، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المكتب السياسي لـ«حماس» «افتُتح في قطر عام 2012 بالتنسيق مع حكومة الولايات المتحدة، بناءً على طلب أميركي لفتح قناة «تواصل» مع الحركة. ويضيف المسؤول: «استُخدم المكتب السياسي لـ«حماس» بشكل متكرر في جهود الوساطة الرئيسية المنسقة مع إدارات أميركية متعددة لإرساء الاستقرار في غزة وإسرائيل.
الأمر الآخر أن طهران إتخذت من القضية الفلسطينية وسيلة لها للحصول على دعم وتعاطف كبيرين، فأعلنت الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشعارات ودعاية بررت بها هدم نظم عربية أخرى على اعتبار أنها متعاونة مع دولة إسرائيل، فاتخذت شعاراً لها في اليمن لهدم الشرعية اليمنية لا يمت بصلة للدولة اليمنية من الأساس، حيث جاء في شعارها "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، حتى إن قيادات الحوثيين المدعومين من طهران بشكل مباشر بالمال والعتاد والصواريخ الباليستية التي توجه للأراضي العربية من وقت لآخر، يعلنون أن حربهم جاءت لوقف التمدد الإٍسرائيلي على الأراضي العربية.
كما تمثل علاقة إيران بحزب الله اللبناني قاعدة أساسية انطلقت منها حركة حماس لوضع البنية التحتية في علاقاتها مع طهران. فحزب الله الذي أعلن الأمين العام له حسن نصر الله على الملأ ولاءه للمرشد الإيراني ونظام الملالي في طهران، يعد حلقة الوصل بين طهران وحركة حماس لتوصيل المساعدات المادية والعسكرية.
ويمثل الدعم المادي والعسكري أبرز النقاط التي بنت حماس عليها العلاقة مع طهران، في ظل التدريب العسكري والعتاد والأموال التي تحصل عليها الحركة من وقت لآخر من خزائن طهران المنهكة بفعل الأزمات الداخلية والعقوبات الدولية وفشل الحكومات المتعاقبة في استقدام الاستثمارات الأجنبية، فضلًا عن تدريب عناصر القسام على يد أعضاء الحرس الثوري، وإمدادهم الحركة بمزيد من السلاح والعتاد العسكري.
ترى إيران في دعمها لحماس وسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتبرير سياساتها التوسعية المعروفة باسم "تصدير الثورة"، وهي تحتاج إلى حليف سني يزيد من قدرتها على العمل في محيطها العربي والإسلامي، ويكسر صبغة التعصب الطائفي في سياساتها الإقليمية، ويضمن لها موضع قدم صلب في القضية الفلسطينية لما تحمله من أهمية سياسية تكمن في القدرة على مناكفة واشنطن وتل أبيب. ولا يمكن تجاهل أيضاً البُعد الأمني في نظرة طهران لقضية فلسطين، حيث إن خلق خط دفاع مُتقدِّم مع الاحتلال يعفي إيران من خوض حروب مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
ويستخدم النظام الإيرانيّ القضية الفلسطينية لتعزيز شرعيته الداخلية، ويُشكِّل دعم المقاومة مادة للتنافس والمزايدة السياسية بين المحافظين والإصلاحيين في سياق التنافس على السلطة والموارد المحلية. وعلى الجهة المقابلة تسعى حماس من خلال توثيق هذه العلاقة إلى تشكيل جبهة عمل سياسي وعسكري لإضعاف هيمنة إسرائيل ونفوذها الإقليمي، ولتعزيز الشرعية السياسية للحركة ومشروعها المقاوم، وتوفير الدعم المالي والعسكري كالتدريب والسلاح وتقنيات التصنيع العسكري.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة والتخطيط اللغوي