أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مدير المستشفيات الميدانية بغزة: الاحتلال يمنع دخول الوقود والمياه لمستشفى كمال عدوان غارات تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار اسرائيلي للسكان بالإخلاء إعلام عبري: "إسرائيل" ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام ترمب يخطط لمعاقبة (الجنائية الدولية) الشرطة البرازيلية تتهم بولسونارو رسميا بالتخطيط لانقلاب رئيس وزراء المجر يتحدى الجنائية الدولية : سأدعو نتنياهو لزيارة البلاد الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام إنذارات إسرائيلية بإخلاء منطقتين في صور جنوبي لبنان الخيرية الهاشمية : إرسال 57 ألف طن من المساعدات لغزة منذ بدء العدوان الاحتلال ينشر معلبات سامة بغزة عمدة مدينة أمريكية : سنعتقل نتنياهو وغالانت الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة كواليس معركة "عمان" الدبلوماسية

كواليس معركة "عمان" الدبلوماسية

كواليس معركة "عمان" الدبلوماسية

23-10-2023 07:18 AM

زاد الاردن الاخباري -

حسين الرواشدة - ‏كيف تعامل الأردن مع الحدث الأكبر في غزة، وهل سيتحمل كلفة مواقفه السياسية، إبان الحرب أو بعدها ؟ ما حدث وراء الكواليس، وداخل الغرف المغلقة، يكشف عن ساعات وأيام حرجة،واجهت فيها الدبلوماسية الأردنية أعباء وضغوطات ثقيلة، لكنها تعاملت معها بحكمة وشجاعة، وتجاوزت ألغامها بأقل الخسائر، صحيح أن الحرب ما زالت في بدايتها، والأسئلة المطروحة أكثر من الإجابات المتوفرة، والقادم على ما يبدو سيكون أصعب وأسوأ، لكن الأردن -وفق معلومات موثوقة- جاهز تماما لمواجهة أي احتمالات أو سيناريوهات، سواء أن تعلقت بالحرب،أو بما بعدها.
‏خلال 48 ساعة الأولى،بعد هجوم "طوفان الأقصى"، لم تجد الدبلوماسية الأردنية أي قناة دولية يمكن أن تتحدث معها، كانت صدمة الحدث قد اصابت العواصم كلها، أمريكا وأوروبا اغلقت هواتفها، وتبنت الرواية الإسرائيلية دون أدنى نقاش، لكن بعد 72 ساعة بدأت الأمور تتغير نسبيا، الخطاب الإسرائيلي الفاشي، والكارثه الإنسانية في غزة، فتحت الباب أمام تقديم رواية أخرى، لقاء وزير الخارجية الأمريكي ( بلينكن) في عمان كان البداية، وفق ما توفر من معلومات فإن اللقاء كان "حساسا جدا"، قال فيه الأردن كلمته بوضوح : إذا صممت واشنطن على تنفيذ خطة نتنياهو بنقل السكان، فإن قواعد اللعبة ستتغير، وسنواجه ذلك بكل ما لدينا من خيارات.
‏مع تصاعد الخطاب السياسي الأردني، خاصة بعد جولة الملك الأوروبية، وتصاعد الحرب في غزة، اقترح الرئيس الأمريكي بايدن عقد قمة رباعية بعمان، لم يكن الأردن متحمسا لعقدها، لكن بعد موافقة الطرفين،المصري والفلسطيني، تمت الموافقة. على على متن طائرة بايدن كان 17 صحفيا مرافقا، وكان المطلوب عقد مؤتمر صحفي بعد القمة، رفضت عمان ذلك، وأبلغت الجانب الأمريكي أنه لن يصدر إلا بيان أردني يعكس وجهة النظر الفلسطينية والأردنية، فجأة جاءت جريمة المستشفى المعمداني، فقررت عمان إلغاء القمة، يبدو أن القمة كانت "فخا" استطاعت الدبلوماسية الأردنية أن تتجنب الوقوع فيه، ولو في الساعات الأخيرة.
‏في الأثناء، صبت عمان جهودها السياسية باتجاه إفشال مشروع الترانسفير، وعملت بنشاط لتقديم الرواية الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، العاصمة الوحيدة التي لم يُطلب منها إدانة هجمات حماس هي عمان، والطرف العاقل الذي سعت معظم العواصم الدولية لسماع وجهة نظره هو الملك، كان ذلك بمثابة طاقة سياسية شحنت الدبلوماسية الأردنية لتتحرك بكافة الاتجاهات، حتى (حسب معلوماتي ) باتجاه حماس، حيث جرت اتصالات مع بعض قياداتها السياسية لايصال بعض الرسائل التي من المبكر الآن كشفها، هذا كله جعل الأردن أهم الأطراف في معادلة الحدث في المنطقة، ومن المؤكد أنه سيجعله حاضرا فيما بعد الحرب أيضا.
‏لم يكن الأردن متحمسا، بتقديري،لعقد قمة السلام في القاهرة، لقد انكشفت مبكرا المواقف العربية، ولم يكن من المتوقع أن تحدث القمة أي فرق ملموس، أو أن تخرج بأي قرارات قوية وحازمة، لكن التقديرات السياسية الأردنية، خاصة للعلاقة مع مصر باعتبارها الرديف للمواقف الاردنية، جعلت من المشاركة الأردنية فرصة لإيصال رسالة جريئة لمختلف الدول في الإقليم والعالم، خطاب الملك رفع سقف القمة،وعبّر عن الضمير العربي، ووضع اللاءات الأردنية : لا للتهجير، لا للابادة، لا لتصفية القضية الفلسطينية، على الأجندة، كما وضع الضرورات اللازمة : ضرورة وقف الحرب، وفتح المنافذ لإيصال المعونات الإنسانية، وحماية المدنيين، وصولا إلى حل الصراع على أساس الدولتين، وضعها على طاولة العالم الذي أصبح لا يرى إلا بعين واحدة، ولا يقيم وزنا لمبادئ حقوق الإنسان إلا باتجاه إسرائيل.
‏باختصار، خاض الأردن معركة دبلوماسية صعبة ومعقدة، وما زال يخوضها، ربما تكون المرة الأبرز التي تأتي فيها الرواية الرسمية بمستوى الحدث تماما، ومنسجمة مع المواقف الشعبية، وهذا ما يجب أن يعرفه الأردنيون الذين تراكمت لديهم الشكوك باداراتهم العامة، الأردن أقوى مما يتصور البعض، وأهم مما يحاول الآخرون أن يضعوه فيه.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع