زاد الاردن الاخباري -
أكد علماء التربية ومختصون بالتغذية، أن تناول الطعام بشكل انتقائي يبدأ مع الطفل في سن مبكرة، وإن لم يتدخل الآباء تستمر العادة مع الطفل مدى الحياة، ما يشير إلى ضرورة التدخل والعلاج المبكر، ويُفضل قبل أن يبلغ الطفل سن الثانية، وتصبح هذه العادة جزءاً من شخصيته، ووسيلة لإثبات استقلاليته أمام إصرار الوالدين.
اللقاء وطبيب الأطفال الدكتور ماهر عبدالعظيم للتعرف على الفرق بين الطفل الانتقائي الطبيعي، وبين الطفل الذي يصل إلى مرحلة اضطراب الأكل الانتقائي، وأسباب هذا السلوك.. ثم التحذير من خطورة مضاعفاته.
انتقائية الطعام وموقف الآباء
من الطبيعي أن يهتم الأهل بتغذية أطفالهم والحرص على أن تتم هذه العملية بشكل جيد وبكميات كافية؛ للحصول على كافة العناصر الغذائية الضرورية والمهمة لنموهم وتطورهم.
ولهذا نجد العديد من الأهل يتذمرون من امتناع طفلهم عن تناول نوع محدد من الطعام وكرهه له، كالامتناع عن تناول الخضار أو اللحوم.. حيث يرفضها بشكل قاطع، فيبدأ الشجار ومحاولات الإجبار!
وعلى الرغم من تجربة الأهل للعديد من الوسائل والطرق لتحبيبه بها، إلا أنهم لا يلقون أي نتيجة إيجابية، فيبقون في خوف مستمر من عدم حصول طفلهم على كفايته من العناصر الغذائية، فيبحثون عن الحلول.
في البداية يجب أن تكونوا على ثقة بأن العديد من الأطفال قد يمرون بهذا النوع من المشاكل، وهي انتقائية أطفالهم لأطعمة محددة، وقد تكون مرحلة طبيعية يمر بها الطفل، وسرعان ما تنتهي.
ولكن أحياناً قد تصل انتقائية الطفل في الطعام إلى دائرة الاضطراب، ويكون فيها من الصعب جداً تقبله للطعام، ولفترة طويلة مما قد يؤثر على نموه ووزنه وصحته، وهذا الوضع يتطلب الاهتمام.
من المهم جداً التفريق بين انتقائية طفلك في الطعام، أو إصابته بأي من الأمراض النفسية أو العضوية، التي قد تكون مشابهة للاضطراب الانتقائي أو مسببة لأعراضه قبل تشخيصه.
اضطراب الأكل الانتقائي.. ومضاعفاته
هو اضطراب قد يُصيب الأطفال منذ مراحل الطفولة المبكرة، والتي يأكل الطفل فيها أنواعاً محددة وقليلة جداً من الطعام ويرفض غيرها..
وقد يصل الأمر بالطفل الانتقائي إلى حالة من الغضب والرفض والبكاء ومحاولات التقيؤ المستمرة، من مجرد رؤية الطعام أو شم رائحته.
وأكثر الفئات عرضة للإصابة باضطراب الأكل الانتقائي هم الأطفال من فئة عمر السنة وعمر العشر سنوات، وذوي الوزن الأقل.
عدم حصولهم على الفيتامينات والمعادن والبروتينات بكميات كافية، مما قد يجعلهم عرضة لنقصها أكثر من غيرهم.
قد يرافق بعضهم تدنٍ في التطور الإدراكي، ومناعة ضعيفة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من غيرهم.
الطفل الانتقائي الطبيعي
حالة تظهر ما بين عمر18 شهراً حتى عمر الثلاث سنوات.
يقبل ما لا يقل عن 30 نوعا طعام متنوعاً.
القدرة على التحكم والاختيار.
تفضيل تناول نوع محدد من الطعام ولفترة طويلة.
لا ترافقه أي مشاكل طبية.
تنتهي هذه المرحلة ما قبل سن السادسة.
يتناولون الطعام عند الإحساس بالجوع.
علامات الاضطراب الانتقائي للأكل
تظهر في الأطفال حديثي الولادة وحتى عمر الأربع سنوات، يقبل ما لا يزيد عن 20 نوع طعام متنوعاً، وترافقه مشاعر الخوف والقلق.
عادة ما يتم رفض تناول المجموعة كاملة؛ مثل مجموعة الخضار أو اللحوم، وقد يترافق مع مشاكل طبية.
مثل: مشاكل بالفم والأسنان، اضطرابات البلع والهضم، مشاكل في الجهاز الهضمي.. إلخ.
يأتي الرفض للطعام، بسبب الشكل أو الرائحة أو الطعم، ويمكن أن يستمر الاضطراب ويرافقهم حتى في سن البلوغ.
يتجنبون الأكل في الأجواء الاجتماعية إذ يسبب لهم ضغوطات نفسية، ويرفضون تناول أي طعام غير مألوف حتى عند الشعور بالجوع.
نصائح للتعامل مع الطفل الانتقائي عند تناول الطعام
على الأسرة عدم تحضير وجبة مخصصة للطفل، وتحضير الكثير من الأطعمة الصحية المتنوعة.. على أن تشمل الخضروات والفاكهة بشكل أساسي، ليأخذ الطفل قراره في أكل ما يريد.
انتقاء الطفل للطعام - من دون أسباب- قد يكون عرَضا لمشكلة أكبر، وهي كتمان الطفل لمشاعره، وهذا يمكن التأكد منه من سلوكياته؛ حيث يجدها الآباء تتسم بالتحدي والعناد، وهنا يجب التواصل مع طبيب متخصص في حل مشاكل الصحة النفسية والسلوكية للأطفال.
يجب وضع جدول والالتزام به بمجرد انتهاء فترة الرضاعة لتفادي تلك المشكلة، حيث يضم الجدول 3 وجبات صحية، ووجبتين خفيفتين صحيتين.. إذا لم يأكل الطفل ما يتم تقديمه بعد حوالي 20 دقيقة، يؤخذ الطبق بعيداً ولا يقدم له وجبة أخرى إلا في موعدها، بعدها سيلتزم بتناول المتاح.
تنبيه: إذا كان الآباء والأمهات صارمين للغاية في تحديد ما يمكن للطفل تناوله، وما هو الممنوع عنه، سينعكس ذلك على رد فعل الطفل.. يجب التأكيد على احتمالية عناد الطفل لإثبات شخصيته، ويلزم تقسيم السلطات، فيتحكم الوالدان في وقت توفر الطعام، ويقرر الطفل الطريقة.
اصطحبي طفلك معك عند التسوق
كما أن تناول الوجبات في تجمع أسري.. إشارة للاهتمام بالتجمع وليس الطعام، حتى وإن رفض الطفل فعليه البقاء على كرسيه حتى ينتهي الجميع.. ولتحقيق ذلك يُفضل ترك الهواتف بعيداً، واعتبار أوقات الوجبات فرصة للتواصل والضحك وسرد أحداث اليوم الطريفة، ما يطمئن الطفل.
يسعد بعض الآباء بتردد طفلهم الانتقائي على المطبخ أو الثلاجة، وانتقاء ما يريده خارج مواعيد الوجبات التي رفضها.. لكن يجب منع ذلك، كما لا يجب السماح للطفل بتناول العصائر والحليب أكثر من مرة، وعند موعد الوجبة الأساسية يكون جائعاً.
يهتم الأطفال بما يفعله الكبار، لذا يجب عليهم التوقف عن شراء الوجبات السريعة والصودا والحلوى، واستبدالها بأطعمة صحية.. ليصبح الوصول إليها أصعب بكثير، كما يجب رسم مثال صالح للطفل ومساعدته على التأكد من أن هذه الأطعمة الصحية مفيدة بالفعل.
لا يجب تقديم الحلوى مع كل وجبة، وإن توفرت بالمنزل، وإجبار الطفل على تناول وجبته كاملة قبل الحلوى، وسيأكلها على أية حال.. كذلك إذا رفض الطفل تناول الوجبة فإن منعه من الحلوى ليس الحل، فقد يغير نمط طعامه للأسوأ مدى الحياة، والحل تقديم الحلوى مع الوجبة.
مشاركة الطفل في التخطيط للوجبات وإعدادها، يعد دافعاً له لتناولها، وذلك عن طريق البحث عن مكونات الوجبة وطريقة تحضيرها معاً.. كما يمكن اصطحابه للتسوق، وحتى زراعة بعض الخضروات والأعشاب بالمنزل، وقد يستغرق مساعدة الطفل وقتاً، لكن النتيجة تستحق.