أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الفيصلي يتصدر دوري الشباب لكرة القدم عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين بالزرقاء مفتي الاردن : التدخين حرام استخداما وبيعا وصناعة مسؤول أميركي: الكابينيت سيصادق الثلاثاء اتفاق وقف النار بلبنان ميسي يتجه لصناعة دراجات فاخرة .. تعرف على قيمتها إطلاق مشروع المراجعة الشاملة لإدارة الأدوية الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن وزير الشباب يؤكد أهمية تعزيز برامج الثقافة الرقمية في خطط المديريات غرفتا صناعة وتجارة الأردن وعمّان تمددان فترة استقبال طلبات برنامج ترويج الصادرات اليكم اسماء أعضاء اللجان النيابية الدائمة 18 شهيدا جراء غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان انخفاض الاسترليني أمام الدولار واليورو مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي المقابلة وسيف والعربيات والدباس مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: مجتمعات تحتفي بالتعلم وتقود التعليم 10 آلاف خيمة تلفت وتشرد النازحون فيها خلال يومين في غزة أكسيوس : إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الحرب أبو ناصر: توقعات بالتخليص على 12 ألف مركبة كهربائية حتى نهاية 2024 المنتخب الوطني لكرة السلة يتأهل إلى نهائيات آسيا "الأوقاف" بالتعاون مع "الصحة" و"الإفتاء" تنظم ندوة علمية حول مكافحة آفة التدخين الحملة الوطنية لحفز المشاركة ومغادرة العزوف تعقد مؤتمرها الختامي
ليست حربا ضد فصائل مقاتلة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ليست حربا ضد فصائل مقاتلة

ليست حربا ضد فصائل مقاتلة

05-11-2023 08:35 AM

هذه ليست مجرد حرب ضد فصائل فلسطينية مقاتلة في غزة، لان الحرب ضد فصائل لا تؤدي إلى كل هذه المذابح وعمليات الانتقام من المدنيين، وشطب تضاريس قطاع غزة ومؤسساتها.

نحن أمام حرب انتقامية لها أهدافها، التي من أبرزها تحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة أبدا، بلا مستشفيات، ولا مدارس، ولا كهرباء، ولا ماء، ولا غذاء، ولا اقتصاد أو عمل، وهذا التدمير يراد منه تحقيق أمرين، أولهما دفع الغزيين بشكل إجباري نحو جنوب القطاع حاليا، توطئة لاستهداف جنوب القطاع، لاحقا، بهدف إجبار المدنيين على الانتقال بشكل جماعي وبمئات الآلاف، إلى سيناء، وإجبار المصريين على إدخالهم تحت وطأة هذه الظروف، بشكل قهري، حيث يستحيل مثلا أن يطلق الجيش المصري الرصاص على الأبرياء لمنعهم من الدخول، لاعتبارات إنسانية وقومية ودينية، وهذا يعني فرض سيناريو "إعادة التهجير" على مصر، ويقال " إعادة التهجير" كون أكثر من 64 % من الغزيين مهجرين أصلا من فلسطين المحتلة عام 1948، بما يجعلنا نسأل عن رد فعل المصريين العملي وقتها ضد إسرائيل.

وسط هذه الأهداف هناك هدف ضمني يرتبط بالهدف الأول وذلك في حالة استحالة ترحيل الفلسطيينيين إلى سيناء، أي اللجوء لسيناريو قسمة القطاع إلى جزأين قطاع شمالي مدمر كليا وغير صالح للحياة وترحيل من فيه تدريجيا تحت وطأة العمليات نحو الجنوب، وقطاع جنوبي فيه إمكانات منخفضة قد تحقق سيناريو الازاحة السكانية الكلية من شمال القطاع إلى جنوبه بحيث يتم حشر أكثر من مليوني وربع فلسطيني في مساحة محدودة جدا، وهذا يقول إن التوحش في مناطق شمال القطاع سوف يشتد، وقد تقتسمه إسرائيل كليا، وتحوله إلى منطقة عازلة، مغلقة، يتم منع العيش فيها، بعد تدميرها وتدمير الانفاق والعمارات والخدمات وكل مظاهر الحياة الإنسانية فيها.
الهدف الثاني من هذا التوحش الإسرائيلي إثارة غضب الغزيين الشديد من فصائل المقاومة، وتشكيل رأي عام جديد ضد الفصائل، تحت وطأة هذه المذابح، وبسبب عدم توقف الحرب، وخسارة الأبناء والبنات، والآباء والأمهات، وعدم وجود مناصرة فاعلة على المستوى العربي، ومن أجل تعظيم السؤال بين الغزيين حول جدوى عملية السابع من تشرين الأول، ما دامت الأمور ليست تحت السيطرة، وما دامت إسرائيل ومعها العالم، يحاربون بكل قوة لهزيمة كل قطاع غزة، وهذا الهدف الإسرائيلي يراد منه إنهاء الدعم المعنوي والعملي والمالي، من سكان قطاع غزة، لمبدأ مقاومة الاحتلال، بسبب استمرار عمليات الهدم والقصف والقتل، وتدمير البنى التحتية.
اما الهدف الثالث لهذا التوحش فهو إيصال رسائل متفرقة إلى الضفة الغربية والقدس، وأهل فلسطين المحتلة 1948، وإلى الفصائل المسلحة في لبنان وسورية والعراق، ومناطق ثانية حول ما ينتظرها في حال قررت الاشتباك بشكل أوسع مع الاحتلال الإسرائيلي قياسا على التوحش الإسرائيلي المغطى بدعم غربي، وسكوت عربي، وما نراه من منح مهل زمنية للاحتلال لإنهاء عملياتها التي أدت إلى تخريب الحياة الإنسانية، وترويع الأبرياء.
الهدف الرابع لهذه الحالة يكمن في رغبة الحكومة الإسرائيلية والمؤسسات الأمنية والعسكرية، إنقاذ نفسها من كلفة ما بعد الحرب، خصوصا، مع وجود الأسرى داخل قطاع غزة، وحالة الهشاشة والضعف التي ظهرت بها إسرائيل، والكل يعرف أن محاكمات ومحاسبات ما بعد الحرب هي التي تقلق الفريق الحاكم في إسرائيل اليوم، ولهذا لا تضع إسرائيل حدا نهائيا للحرب، بل تتورط أكثر في هذه الصور الدموية، لتجاوز استحقاقات ما بعد الحرب، والعودة على الأقل بالأسرى، وبما يمكن اعتباره رواية إسرائيلية مزعومة ولاحقة عن إنهاء الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
من خلال هذا التوحش حققت إسرائيل أهدافا فرعية، من بينها إنهاء مشروع الدولة الفلسطينية كليا، وإنهاء اتفاقية أوسلو التي قامت على أساس غزة-اريحا أولا، وهو إنهاء فعلي، تتعامى عنه سلطة رام الله المشغولة بأمنها الشخصي، كما أن هذا الإجرام الإسرائيلي يراد منه تحقيق التوازن النفسي داخل مجتمع الاحتلال المهزوم نفسيا، عبر حرق جبهات الشمال والجنوب.
نحن لا نعيش مجرد حرب ضد تنظيم مسلح، بل أمام مشهد معقد يبدأ بدم الفلسطينيين ويمر بكنوز الغاز قبالة شواطئ غزة، ويصل حد تخيل إعادة صياغة الشرق الأوسط وتصفية كل القضية الفلسطينية والاستفراد بالمسجد الاقصى، وإزاحة الفلسطينيين نحو دول الجوار.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع