عندما ييأس المواطن من تحسين أوضاعه المعيشية بالطرق التقليدية، وتتكسر محاولات البقاء على قيد (الستيرة) فوق سلم احتياجاته..فتكثر الديون وتزيد النفقات..فإنه لا محالة سيلجأ الى احدى الوسيلتين الخارقتين؛ إما الحظ والمتمثل بشراء (ورقة يانصيب)..وإما (خيال الطفارى) والمتمثل بالبحث عن (لقايا ودفائن ثمينة)..
في قراءة سريعة لوجوه جل الواقفين أمام نصبات (اليانصيب) تجد انهم فعلاً من الذين يئسوا من تحسين أوضاعهم بالطرق التقليدية يقفون امام الرقم المختار منهكين بائسين متعبين غارقين شاردين، طامحين بتوقف الدولاب على رقمهم هذا،هذا فقط. لكن الغريب – وهذا ملاحظ- بعد كل عملية (سحب)..تجد ان الرابحين هم من الأثرياء أو على الأقل من المرتاحين في العيش..مع ان معظم “المشترين” هم من المعدمين...حتى بت أشك أن ثمة قانونا خفيا يمشي عليه الحظ: ( الشراء للفقير والربح للغني)..
***
الحكومات كذلك مثل المواطن الطفران، أحياناً تيأس من تحسين ميزانيتها بالطريقة التقليدية، وتتكسر محالاوت البقاء على قيد النمو فوق سلم النفقات..فتزيد الديون ويزيد التضخم ..ولذلك لا بد لها من وسيلة خارقة هي أقرب لخيال (الطفارى)..تنشلها من أزمتها..ولأنه من المستحيل ان تقف الحكومة على نصبة يانصيب دولية لتختار رقما تتفاءل به .لا يبقى أمامها سوى البحث عن (بئر نفط) ينشلها من وضعنا..
بما اننا استقدمنا أهم شركات التنقيب ودفعنا ما دفعناه لمراكز البحوث، وغسلنا ايدينا من خبراء النفط والجيولوجيا ..ليس أمامنا سوى ان نحضر شيخا مغربيا مختصا (بفكّ الرصد)، قليل من البخور والطلاسم و(التحشير) الرسمي ..يشرف على عملية (الفك) وزراء: المالية،والتخطيط، والطاقة،و الأوقاف..اذا (زبطت).. خير وبركة ...واذا لم (تزبط) نعتبرها (عثرة) مثل باقي (عثرات) التنقيب السابقة...بصراحة نريد بئر نفط (حجم عائلي) لينقذنا...
***
غطيني يا كرمة العلي..بالملحق الاقتصادي..
أحمد حســن الزعبــــــي