لا أرى أن القمة العربية تأخرت، بل على العكس إن «الملك عبدالله الثاني سعى خلال الفترة الماضية إلى إنشاء قاعدة دبلوماسية بالتواصل المباشر مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الصراع، وحددت القمة ما يجب أن يخرج عنه إجتماع القادة العرب». توقيت عقد القمة العربية الطارئة على مستوى القادة بعد اليوم الـ«36» للعدوان «مهم للغاية»، بإعتقادي ما يمكن أن يكون صحيحاً لو عُقدت القمة في وقت مبكر، لتمارس دورها في الحد من الدمار والقتل والإستباحة للدم الفلسطيني، وكانت قد وفرت الكثير من الآلام والجراح والمعاناة والضحايا، كما أن: « هذا الإجتماع يعطي رسالة تضامن قوية للشعب الفلسطيني سواءً في قطاع غزة أو الضفة الغربية، كما يؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس بمفرده، وهناك تضامن عربي مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروفًا قاسية».
إن ما يحصل في غزة «إجرام وليست حرباً، هذه عدوانية إجرامية دولية مدعومة أمريكياً وأوروبياً» .
أما بالنسبة للقمة العربية في الرياض، فأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، والمهم الآن بدء التحرك العربي الإسلامي بالإتجاه الدولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام إن وجد، وكسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، والتنسيق الكبير والجاد مع الأردن بقيادة الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك عبدالله الثاني.
ما جاء في القمة إيجابي عبّر عن وحدة الصف العربي والإسلامي، وأعطى للنضال الفلسطيني الشرعية، ونزع الشرعية عن جرائم العدو وحربه العدوانية، ورفضت القمة أي تبرير لعدوان اسرائيل بذريعة الدفاع عن النفس، ورفضت القمة ما تقوم به إسرائيل من عقاب جماعي بحق سكان غزة واعتبرته جرائم حرب.
مؤتمر القمة العربي الإسلامي إنعقاده عظيم، لأهميته، ولأنه يدافع عن حق شعبنا في فلسطين المحتلة أمام العدوان الصهيوني الهمجي المجرم، ويدافع عن الإسلام ومشهده العالمي بعد أن هاجت موجات الإرهاب وموجات الإسلاموفوبيا من جديد. وكانت الدول الإسلامية و العربية وعلى رأسها الأردن داعماً كبيراً في إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل غزة. وتستطيع منظمة التعاون الإسلامي، بحجمها الكبير، أن تكون مؤثرةً في القرار الدولي، كما أنها ذات علاقات متشابكة مع سائر القوى الكبرى.
وبعكس ما يذهب إليه بعض المراقبين، فإنّ ظهور المسلمين مجتمعين لا يبعث على الرعب، بل على الهيبة والإحترام، فهم يجتمعون من أجل السلام والحل السلمي للقضية الفلسطينية وإنقاذ القرارات الدولية.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
استاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي