رأنا هذه القصة في الصفوف الابتدائية.. انها قصّة النملة والصرصور التي تحث على العمل وتؤكد على ضرورة أن يمضي الإنسان كل وقته في العمل ، لكننا لم نكن نعرف انها للكاتب الفرنسي لافونتين La Fontaine. وقد تذكرتها قصة للتو بعد ان جائتني على بريدي الأليكتروني نسخة 2010 من هذه القصة بدون ذكر اسم المطور. وأنشرها لكم هنا ليس للمتعة فحسب ، بل للعبرة ايضا ، وهي عبرة مطلوبة في زمن العولمة.
تقول الحكاية المعدلة ، كما وصلتي ، مع بعض التحريف لضرورات النشر: كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك نملة وصرصور وكانا صديقين حميمين.. في الخريف ، كانت النملة الصغيرة تعمل بدون توقف ، تجمع الطعام وتخزّنه للشتاء. ولم تكن تتمتّع بالشمس ، ولا بالنسيم العليل للأمسيات الهادئة ، ولا بالأحاديث بين الأصدقاء وهم يتلذذون بتناول المرطبات المثلجة بعد يوم كدّْ وتعب.
في الوقت ذاته ، كان الصرصور يحتفل مع أصدقائه في المدينة ، يغني ويرقص ويتمتّع بالطقس الجميل ، ولا يكترث للشتاء الذي أوشك على الحلول.. وحين أصبح الطقس بارداً جدّاً ، كانت النملة منهكة من عملها ، فاختبأت في بيتها المتواضع المملوء مونة حتى السقف.
ما كادت النملة النشيطة تغلق الباب حتى سمعت أحداً يناديها من الخارج. ففتحت الباب ، فاندهشت إذ رأت صديقها الصرصور يركب سيّارة فرّاري ويلبس معطفاً غالياً من الفرو. قال لها الصرصور: صباح الخير يا صديقتي، سوف أقضي الشتاء في باريس.. هل تستطيعين ، لو سمحتً ، بأن تنتبهي لبيتي؟ أجابته النملة: طبعاً. لا مشكلة لدي. ولكن ، قل لي: ما الذي حصل؟ من أين وجدت المال لتذهب إلى باريس ولتشتري هذه الفرّاري الرائعة وهذا المعطف؟ أجابها الصرصور: تصوري أنني كنت أغني في المقهى الأسبوع الماضي ، فأتى منتج وأعجبه صوتي.. ووقعت معه عقداً لحفلاتْ في باريس. آه ، كدتُ أنسى. هل تريدين شيئاً من باريس؟ أجابت النملة: نعم، إذا رأيتَ الكاتب الفرنسي لافونتين قل له: صديقتي النملة تسلم عليك وتقول لك: طز فيك وفي نصايحك،، العبرة المستقاة من التطوير: تمتع بالحياة ، وأوجد التوازن اللائق بين العمل والراحة ، لأن الفائدة من العمل المبالغ فيه غير موجودة إلا في قصص لافونتين. وتذكر أنّ العيش من أجل العمل فقط لا يفيد إلا رأس مال صاحب العمل الذي تعمل عنده ، ولن ترتفع مناصبك مهما عملت ، لأن المناصب العليا في الحكومة تنتقل بغير عدالة.
ghishan@gmail.com