قال الخبير والمحلل الإستراتيجي رئيس مجلس إدارة جوبكينز المهندس مهند عباس حدادين أن إسرائيل خسرت لغاية اليوم 20% من آلياتها العسكرية المشاركة في حرب غزة من دبابات أبرامز وناقلات الجنود المدولبة APC نوع النمر وناقلات الجنود المجنزرة M113 وجرافات متنوعة وجميع هذه الآليات مصفحة بأحسن تصفيح , تم إصطيادها جميعاً من قبل رجال المقاومة الفلسطينية بقواذف RPG الياسين 105, وقواذف TBG , والكورنيت , يأتي ذلك بعد أقل من 3 أسابيع من هجومها البري و45 يوم من بدء حربها على غزة , وقد دفعت إسرائيل بأكثر من 3 فرق بما يقدر ب1000 آلية متنوعة, ولم تحقق أهدافها العسكرية لغاية الآن وقد خسرت إسرائيل بين قتيل وجريح في هذا الهجوم البري أكثر من 1000 جندي وضابط , وقد زاد الضغط بشكل كبير على كابينت الحرب من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت ووزير الحرب غانتس , حيث لم يكن لديهم أي خطط واضحة لهذا الهجوم البري سوى قتل المدنيين من أطفال ونساء حيث وصل عدد الشهداء الفلسطينيين قرابة 12400 شهيد وأكثر من 30000 جريح, ومن أسباب فشل الهجوم العسكري:
1- الإستيلاء على الخطط العسكرية الهجومية لفرقة غزة الإسرائيلية وقتل بعض من قادتها المعنيين بالسيطرة على غزة من خلال هجوم طوفان الأقصى في السابع من أوكتوبر.
2- مفاجأة إسرائيل بهجوم 7 أوكتوبر, ودخول إسرائيل الحرب البرية بدون تنظيم وتخطيط كافي .
3- التحصين القوي لرجال المقاومة داخل الأنفاق وتوزيعها الغير منتظم من ناحية العمق والتفرعات والتدعيم الكامل لها, والتخطيط السليم من ناحية أنفاق الدفاع وأنفاق الهجوم وأنفاق الدعم اللوجيستي مما يجعل من الصعب كشفها والتعرف عليها وإستهدافها من قبل الطائرات والصواريخ الموجهه.
4- إستخدام رجال المقاومة لأسلحة لا تعتمد على الدارات الكهربائية الإلكترونية التي يمكن إكتشافها أو التشويش عليها من قبل الطائرات والدبابات وأجهزة التنصت والرصد الإسرائيلية.
5- طرق الإتصال داخل الأنفاق سلكية لا تعتمد على بث الترددات عبر الأثير لكشف الإتصال وتحديد مكانه لإستهدافه.
6- إستفادة رجال المقاومة من ركام المباني المتهدمة المتراكة بشكل عشوائي التي مكنت جماعات منهم من الخروج من بعض الأنفاق والتستر وإتخاذ مواقع لإستهداف الآليات الإسرائيلية بنجاح كبير.
وأختتم حدادين, أن الآليات الإسرائيلية لا تزال على أطراف التجمعات السكانية داخل قطاع غزة وإقتحامها لها يكون متحركاً , لا تستطيع إحتلال وسيطرة كاملة على المناطق التي تدخلها , فهي قد تخسرها بأي هجمات من رجال المقاومة وتجبرها على التراجع , وهذا ما يحصل في شمال غرب وشمال شرق غزة حيث أن التقدم لا يزيد عن بعض المئات من الأمتار.
أما بالنسبة لتوقع نهاية الحرب البرية, فقال حدادين : أنه على الأغلب لن تستمر أكثر من 45 يوماً لأن إسرائيل ستخسر أكثر من نصف قواتها المشاركة بهذا الهجوم بعد هذا التاريخ , مما يعني بنهاية هذا العام سيتوقف هذا الهجوم, وهناك فرصة كبيرة لتوقف هذا الهجوم نتيجة لضغط القادة العسكريين على كابينت الحرب الإسرائيلية , ناهيك عن إسقاط رئيس الحكومة الإسرائيلية من قبل الأحزاب الأخرى أو من ضغط الشارع الإسرائيلي بوجود بدعم من أُسر الأسرى, ولا ننسى الضغط الشعبي على حلفاء إسرائيل من مظاهرات عارمة يومية في شوارع الغرب بأعداد كبيرة قد تفضي جميعها إلى إيقاف الحرب بأسرع وقت ممكن, إضافة إلى كُلف تمويل الحرب من قبل الغرب والخوف من تزايد إستهداف المصالح الغربية في العالم بشكل عام وهذا الإقليم بشكل خاص وخصوصاً إذا توسعت هذه الحرب.