في حرب الكرامة 68، القائد العسكري الاسرائيلي موشي ديان قال : سوف نشرب الشاي عصر اليوم في جبل جلعاد بالسلط. وماذا فعل الجيش الاردني في الكرامة ؟ اطبق على اسرائيل وجيشها، وكسر شوكة الاحتلال، وقوة الجيش الخارق والاسطوري، والجيش الذي لا يهزم.
و كل ما في الأمر ان الاردنيين في صلابة وجأش صمودهم ووحدتهم وتلاحمهم خلف الدولة و منعوا جيش العدو الاسرائيلي ان يمر الى الضفة الشرقية، ومنعوا اسرائيل ان تكمل بناء هياكل معبادها على عظام الاردنيين، ومن اجل ما يقول كتابهم المقدس» التلمود «، واقتلوا «الاغيار»..الغاء الاخر وقتل الاخر، وإبادة الاخر.
و لا اعتقد ان الجيش الاسرائيلي في حرب الكرامة، ولو كان مدججا بملايين الدبابات والطائرات انه سوف يستطيع ان يمر، وان تطأ قدما جنوده ارض الاردن.
و هذا الكلام ليس من اجل الاردن، واعتقد انه بجدلية القلب والعقل، وتفاعل وحتمية التاريخ والجغرافيا من اجل فلسطين وعدالة قضيتها التاريخية.
و ما يعني في فهرس وتقويم الصراع العربي / الاسرائيلي لو ان «موشي ديان» حقق حلمه الاسطوري ونشوته التوراتية والغرائزية النازية وشرب الشاي في جلعاد، لتبعها سقوط تلقائي لدمشق وبغداد وبيروت، وصنعاء. لنتذكر تباعا من تاريخ الاردن الحديث، ان معادلة توازن الرعب في الصراع العربي / الاسرائيلي اول من أسسها ودشنها في الاقليم الجيش الاردني.
و حالت دون توسع اسرائيل الكبرى وتمدد الاحلام التوراتية، ومشروع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية لنهر الاردن. من امس الى اليوم، والاردن لم يكن يوما الا داعما ومساندا للقضية الفلسطينية.
وبقدر ما نسمع من سذاجات اسرائيلية لقادة عسكريين وسياسيين، ونعود لنسأل امام ناظري الجميع، الاردن واضح سياسيا، الاجندة الاردنية في الصراع مع اسرائيل تحمي اولا الحق الفلسطيني وتدافع عن الثوابت الفلسطينية الوطنية والتاريخية .
والاردن قاوم ويقاوم تحديات اقليمية كبرى عاصفة، وتحديات اقتصادية وامنية وحاولت ان تضع السيادة الاردنية في غرفة الاختبار. و في حرب غزة، موقف الاردن يقرأ كلمة كلمة.. وطبعا، الاردن ليس من النوع الذي يحب الكلام والكلام من اجل المجازفة.. وهذا يدركه الاسرائيليون قبل الامريكان.
الاردن لن يرضخ، ولن يهادن.. والاردن لن يسمح بمرور مشاريع اسرائيل التوراتية والاسطورية على حسابه، لا هجرة ولا تهجير لفلسطينيي الضفة الغربية، ومهما لعب شيطان « ميشع بن نون» في عقل نتنياهو وحاخامات الهيكل «حاخامات برتبة جنرال « فان الاردن سيكون عصيا على مشروعهم الاسطوري «يهودية الدولة»، وتفريغ الضفة الغربية من الفلسطينيين.
واظن ذلك كلاما ليس قابلا للنقاش اردنيا.. ومعنى ذلك لا حل وتسوية وتصفية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن.