زاد الاردن الاخباري -
تحدثت النائب الأسبق الخبيرة الاقتصادية ريم بدران،خلال مشاركتها في ندوة نظمتها جريدة الدستور حول دور المرأة الأردنية في التعاطي مع مشهد الحرب في غزة،لعدد من السيدات الاردنيات.
وقالت بدران في مستهل كلمتها، عندما نتحدث عن العنف واللاإنسانية والهمجية ضد إخواننا وأهلنا في غزة، ليست فقط المعاهدات الدولية بل أي ضمير وأي إنسان لا يقبل هذا الأمر وهو مرفوض، فنحن دائماً نتفاجأ ونتفاجأ أكثر كيف الدول تقف صامتة على مثل هذا العنف الذي يحدث في غزة تحديداً وفي فلسطين بشكل عام.
وأضافت ان الموقف الأردني، الشعبي والرسمي، وللأمانة هذا الأمر وحدنا أكثر من أي وقت سبق، فخطابات جلالة الملك وحراكه في الدول العربية وفي الاتحاد الأوروبي وتغيير مواقف بعض الدول الأوروبية كان له وقع كبير ومهم على المستوى الدولي وكان له تأثير على المستوى الدولي، وأيضاً إذا قرأنا خطاب جلالة الملكة والتي كانت رأس الحربة في مخاطبة الجماهير الغربية بلغتهم، بينت وجهة نظر أخرى كان لهم قناعات فيها من خلال الإعلام الغربي، ونعلم اليوم دور الإعلام كم هو مهم في القضايا العامة وفي هذه القضية بشكل خاص لها دور كبير.
وأيضاً على مستوى الشعب الأردني، الألم والحسرة والوجع في جميع المناحي، من أطفال وكبار، والمسيرات المناهضة هذا نراه بشكل مؤثر وقوي في الأردن وفي المنطقة العربية وخارج المنطقة العربية على مستوى الشعوب المتحركة بشكل كبير، والدول التي لم نكن نسمع لها حراك أو حتى أن تسمع بموضوع القضية الفلسطينية، اليوم موضوع القضية الفلسطينية أصبح الشأن الأول على مستوى العالم، فالدول التي لم يكن لها حراك نهائياً مثل كوريا الجنوبية واستراليا والدول التي كانت بعيدة عن منطقتنا، اليوم أصبح موضوع القضية الفلسطينية وموضوع غزة والعنف اللاإنساني الذي يقع على أهلنا في غزة من أولوياتها على مستوى الشعوب، ولكن أيضاً يهمنا نحن السياسيين على مستوى العالم.
اليوم ونحن نتحدث عن النساء في الأردن وغزة، تحدثتم قبل قليل حول أرقام النساء اللواتي استشهدن في غزة، فإذا تحدثنا بمعدل الأرقام فهناك 3 إناث يستشهدن و5 أطفال كل ساعة، فوتيرة قتل الآلة الصهيونية تقتل يومياً وكل ساعة أعدادا مهولة، ونحن نتحدث عن نساء في المستشفيات، وتحدثت السيدة ياسرة كم أنه مخالف للمعاهدات والقوانين قصف المستشفيات والمنشآت المختلفة، نتحدث اليوم عن حوالي 50 ألف سيدة غزاوية حامل، ولدينا حوالي 183 حالة ولادة يومياً، حالة الولادة لوحدها أمر صعب، فما بالكم في ضوء هذه الحالة التي لا يوجد بها مستشفيات ولا يوجد أجهزة ولا معدات ولا أدوية، ونحن جميعاً نسمع سواء من خلال وسائل الإعلام أو من خلال أشخاص نعرفهم يعيشون هناك باتصال مباشر معهم في غزة، كم الأثر النفسي يكون على إخواننا في غزة في هذا الوقت العصيب.
قامت إحدى الجهات بعمل دراسة على الطلاب بأحدى المدارس في غزة قبل 7 تشرين الأول، فأظهرت أن ما نسبته 71 % من الطلاب في الدراسة كانوا يتمنون أن يكونوا شهداء، ولنا بذلك أن ننظر إلى هذه الحالة النفسية التي يعيشها الأطفال في غزة.
أقول بأن مؤسسات المجتمع الدولي اليوم كان من المفروض أن يكون لها دور كبير ولكنها قصّرت إلى أبعد الحدود، فهي فقط تنظر وتصمت، بعضهم كأفراد متألم لهذا الموضوع لكن كمؤسسات لا نجد أي دور، ومن هنا حصل فقدان للثقة ما بين الشعوب في العالم وبين المؤسسات الدولية التي تدعو لحقوق الإنسان ولمناهضة العنف وللمساواة ولكل هذه العناوين الرنانة الرائعة، ولكن اليوم فقدت هذه المؤسسات ثقتها في الشعوب في العالم وليس فقط في الأردن وموضوع الثقة موضوع مهم لبناء المستقبل الآمن للمناطق بشكل عام.
أود التعريج على أمر بسيط، فهذا الموضوع يمس إخواننا في الضفة، ولكن أيضاً يمسنا هنا في الأردن بشكل مباشر، نحن الأقرب والمساس الأقرب ليس فقط كحدود، إنما أيضاً كأهل وعلاقات اجتماعية ما بيننا وبينهم، وسأتطرق للوضع الاقتصادي في المنطقة، وعلى الأردن، أهم أمر يجب التركيز عليه هو موضوع وحدتنا الوطنية الداخلية ونحن نرى التأثير وخطابات جلالة الملك، فموضوع وحدتنا الوطنية مهم جداً حتى نستطيع التصدي ونقف بقوتنا لمواجهة ما يحدث، وحتى لتحقيق القوة الاقتصادية داخل الأردن مهم جداً جانب الوحدة الداخلية، حتى نستطيع أن نرى كيف نتعامل مع هذه القضية بشكل قوي.
بالنسبة لوقفتنا مع أهلنا في فلسطين، أقول بأن هذه القضية عادلة، ويجب أن يكون موقفنا واضحا بهذه الطريقة ولكن قد يدفع الأردن الثمن في المستقبل مقابل هذه الوقفة العادلة والصحيحة برأينا جميعاً كأردنيين، فبالتالي موضوع الوحدة الوطنية موضوع مهم، وسيكون له كلفة على وضعنا الاقتصادي الذي يعاني حتى قبل السابع من الشهر الماضي، ومنذ جائحة كورونا، فلا بد أن نتعاون ونقف صفا واحدا قطاعا خاصا وحكومة ومؤسسات مختلفة حتى نخرج من هذه الأزمة الاقتصادية.
جاء ذلك ضمن سلسلة ندوات أطلقها جريدة الدستور لمتابعة الحرب على الأهل في غزة في سياق تحليلي وقراءات من المختصين والخبراء، وللوقوف على واقع المرأة في غزة بضوء أنها الأكثر ضررا من هذه الحرب المدمّرة، وكذلك لمعرفة رأي ودور المرأة الأردنية حيال الحرب، ومبادراتها لنظيرتها في غزة، وفعالياتها التي نظمتها وستنظمها لهذه الغاية، وتقييم المواقف بشكل عام من المرأة وقضايا المرأة في غزة