زاد الاردن الاخباري -
تأملت محاضرة عقدتها رابطة الكتاب الأردنيين بالتعاون مع مبادرة نون للكتاب، مساء اليوم السبت، في مقر الرابطة بعمان، أشكال المقاومة في الرواية العربية والعالمية.
ورأى عضو الرابطة الكاتب موسى أبو رياش، في المحاضرة التي ألقاها وحملت عنوان "أشكال المقاومة في الرواية العربية والعالمية"، أن أول من أطلق مصطلح "أدب المقاومة" الروائي الراحل غسان كنفاني.
وبين أبو رياش أن هذا النوع من الأدب يقصد به الأدب الذي يهتم بالكتابة عن أوضاع فلسطين تحت الاحتلال ويعد من أهم الأسلحة المتاحة والفعالة للشعب الفلسطيني لأنه بمنزلة صوت الشعب الحر حيث يتحدى هذا الأدب الاحتلال ويصبح حلقة الوصل مع العالم.
ولفت الى أنه يمكن التوسع في مصطلح "أدب المقاومة" ليشمل أي كتابة عن أي احتلال صريح أو ضمني، مشيرا الى ما يطلق عليه "أدب العبيد" في الولايات المتحدة الأميركية، والأعمال الأدبية التي ظهرت ضد الاحتلال الأميركي للعراق والأعمال الأدبية التي ظهرت في الصين إبان احتلال اليابان لها والأدب الفرنسي في حقبة الاحتلال النازي والأدب الافريقي ضد الاستعمارين الفرنسي والانجليزي وغيرها.
وأشار في المحاضرة التي قدمته فيها الكاتبة سمر السيد، الى أنه في الأدب الفلسطيني مئات الشعراء والكتاب الذين كتبوا في أدب المقاومة ومنهم محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وإبراهيم طوقان وهارون هاشم رشيد وغسان كنفاني ومحمود شقير وغيرهم.
وبحسب أبو رياش فإن "رواية المقاومة" هي الرواية التي تتناول كليا أو جزئيا موضوعة المقاومة تحت الاحتلال، لافتا الى الفرق بين رواية المقاومة ورواية الحرب ورواية السجون، إذ أن الأولى تتناول أوضاع وطن أو شعب مثل فلسطين تحت الاحتلال، بينما الثانية تتناول أحداث وعمليات وظروف الحرب والمتحاربين في ساحات القتال والتي تكون عادة بين الدول.
فيما رواية السجون أو "أدب السجون" تتحدث عن السجون وما يحدث فيها وظروف المساجين ومعاناتهم، مستدركا أن راوية السجون الفلسطينية تعد رواية مقاومة لأن معظم المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي هم أسرى اعتقلوا لمقاومتهم المحتل والاحتلال بالوسائل المتاحة.
وبين أن الروايات الادبية تختلف في تناولها للمقاومة إذ ان بعضها يتبنى الكفاح المسلح ومنها رواية "عائد الى حيفا" لغسان كنفاني، ومنها ما تدعو الى المقاومة السلمية بأشكالها وأساليبها المختلفة مثل المظاهرات والاعتصامات وغيرها مثل رواية "دبابة تحت شجرة الميلاد" لإبراهيم نصرالله ومنها ما تتبنى المقاومة الثقافية مثل رواية "مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة" لربعي المدهون.
واستعرض في محاضرته عددا من الروايات المقاومة في الأدب العالمي والأدب الفلسطيني ومنها رواية "صمت البحر" للفرنسي جان مارسيل برولير التي صدرت في 1942 ورواية "عائد الى جيفا" لغسان كنفاني وغيرهما.
وفي ختام المحاضرة جرى نقاش وحوار مع الجمهور أداره عضو الرابطة مسؤول مبادرة نون الكاتب أسيد الحوتري.