من المفترض أن ينتهي مسرح العمليات العسكرية فى قطاع غزة قبل نهاية هذا العام كحد أقصى، كما يتوقع ان تقوم الإدارة الأمريكية بإطلاق عملية سياسية متزامنة مع انتهاء مسرح العمليات، لكن جملة البيان وارضيه العنوان مازالت غير معلومة لأسباب ميدانية وأخرى متعلقة بالعناوين الاقليمية التى مازالت مرهونة بمدى الالتزام وحدوده .
فقد بات من الواضح ان القوات الامريكية لن تستطيع التدخل بشكل حاسم بمسرح العمليات الدائرة، لأن نظام الضوابط الموازين المتوافق عليه لا يسمح لها بذلك على الرغم من تحكمها بمعظم مفاصل العمل العسكري والسياسي، وهذا ياتى من باب التزامها بالمعادلة التى تقف عليها والتى تقوم على عدم السماح بهزيمة إسرائيل من جهة وعدم تجاوزها الخطوط الحمراء في مسرح العمليات من جهة أخرى، ذلك لأن التجاوز يعني إدخال المنطقة بحرب إقليمية شاملة وهو ما جعل الولايات المتحدة تقوم بالبحث عن مخرج ينهي مسرح العمليات من واقع جملة من التوافقات الإقليمية .
ميدانيا تحاول آلة الحرب الإسرائيلية حصار (خان يونس) من جوانب عدة ولقد ازداد ثقل عملياتها بموقع الاقتتال لتحقيق تقدم ملموس بمسرح العمليات يجعلها ترفع شارة النصر التي يبدو انها لن تاتي كما يشتهى نتنياهو، على الرغم من اعادة انتشار كتائب الشجاعية بشكل مفاجىء وهو ما جعل من الة الحرب الاسرائيلية تركز مسرح عملياتها فى الدوائر الردعية الأولى لتكون فى محيط خان يونس، الأمر الذى كبدها خسائر نوعية فى الاليات والمعدات عندما قامت المقاومة الفلسطينية بالإجهاز على قوات المظلية التي حاولت الاختراق ..
خسارة الة الحرب الاسرائيلية جعلها تفكر بطريقة هستيرية بواقع ضخ مياه البحر بالانفاق، لكن ذلك سيجعل من قطاع غزة بالمحصلة غير قابل للعيش وسيؤثر على جغرافية غزة ومحيط مستوطناتها الواقعة فى زنار غزة، وهو أيضا ما سيعيد مسألة تهجير أهالى القطاع للسطح من جديد وهي المحصلة التى ترفضها الإدارة الامريكية، وهي النتائج التي باتت تشكل مصدر خلاف بين واشنطن وتل أبيب اضافة لخلاف جوهري آخر مثله إعلان نتنياهو لبسط سيطرته الأمنية على كامل القطاع بعد انتهاء مسرح العمليات .
وعلى صعيد متصل وليس ببعيد قامت الولايات المتحدة بتوجيه رسالة من باب انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية من المنطقة في مدة أقصاها عشرين يوم لدواعي تقنية، وهو المؤشر الذي يحدد بجملة فعلية المدة القصوى لوقف مسرح العمليات العسكرية في قطاع غزة ... فهل تستطيع آلة الحرب الإسرائيلية تحقيق انجاز خلال هذه المدة ؟!
وتحقيق أهدافها فى اجتثاث حماس واخماد المقاومة واحتلال غزة والوصول للأسرى، وهو السؤال الذى سيبقى برسم مسرح العمليات العسكرية والتى يبدوا أن السيطرة الميدانية فيها لاتزال بيد المقاومة الفلسطينية.
إذن قطاع غزة يشهد صراع إرادات وصل إلى حد كسر العظم، لأن نجاح المقاومة في التصدي والصمود سيجعل من المشهد العام مختلف يمكنها من فرض شروطها ورفع الحصار وإنشاء الميناء البحري والجوى والسيطرة على منابع الغاز في شواطىء غزة، والتي تقدر احتياطي الغاز فيها 20 تريليون دولار ويسهل عليها تجسير ذلك مع عمقها في الضفه .... واما فى الاتجاه الاخر فان وصول آلة الحرب الإسرائيلية لأهدافها سيجعلها تفرض أجندتها الكاملة ليس فقط فى قطاع غزة بل فى الضفة الغربية ايضا، الامر الذى جعل طبيعة المشهد يزداد تعقيد اكثر عند بيت القرار الذى يمتلك فصل الخطاب لكنه يريد استنزاف طرفي المعادلة المتقاتلة بما يعيد إسرائيل للحاضنة الامريكيه (صاغره)، ويعيد حماس عند حدود المستويات السياسية لتسبح بالفلك وفى حدود مستوياته والى ذلك الحين سيبقى مسرح الأحداث مشتعل .
د.حازم قشوع