نجح الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أن يشكّل حالة سياسية وإنسانية خاصة خلال المرحلة الحالية، التي يقف بها العالم على مفترق طريق بين «الصواب والخطأ»، ليبقى ثابتا في زمن التوت به الأعناق، ينوب عن ألفاظه وكلماته عظمة أعماله ومواقفه، لتكون أفصح من أي كلمات وجمل تضيق عنها اللغات في التعبير الحقيقي.
تقاسم الأردن مع الأهل في غزة والضفة الغربية ظروفهم وأحوالهم، وتفاصيل صمودهم أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي، يمتلكان معا يقين النهاية بإحقاق السلام العادل والشامل، ووقف الحرب أو جرائم الحرب التي دمّرت البشر والحجر في غزة، ليكون الأردن منفردا ومتفردا في مواقفه مع الفلسطينيين بكافة مدنهم وقراهم، هذه المواقف التي تنطلق من توجيهات جلالة الملك ومتابعة ولي عهده الأمين، وانسجام بين المواقف الرسمية والشعبية، التي كانت أيضا جميعا محطّ متابعة واهتمام من جلالة الملك وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد.
وإطار هذا الاهتمام، وفي رسالة هامة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أشاد سموه بأداء دبلوماسيي وموظفي وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، «في حمل مواقف الدولة الأردنية إلى العالم، لا سيما خلال الظروف الاستثنائية الإقليمية والدولية»، حيث برز دور الوزارة لجهة التعامل مع الحرب على الأهل في غزة، إضافة لدورها الهام في المساعدة بإجلاء المواطنين من غزة، إضافة لدورها في إيصال المساعدات لقطاع غزة والضفة الغربية، ناهيك عن الخطاب الأردني الذي نقلته الدبلوماسية الأردنية بصورة نشطة وفاعلة.
سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي يصرّ على متابعة كافة تفاصيل المرحلة استثنائية الظروف بنفسه، ومن الميدان، الذي لم يغب عنه سواء كان داخل الوطن، أو عند الإشراف على ارسال المساعدات للأهل في غزة، حيث حضر لمنطقة العريش بنفسه، ليتوجه سموه إلى
مقر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ويجتمع بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، مشيدا بدور الوزارة وبالدور الهام للدبلوماسية الأردنية «التي تقوم بدور فاعل ونشط في إبراز رسالة المملكة ومواقفها، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، إزاء القضايا العربية والإقليمية والعالمية»، وفي هذه الزيارة والمتابعة من سموه رسالة واضحة بأهمية دور الدبلوماسية الأردنية، إضافة إلى أن الجهود الأردنية اليوم واحدة بقيادة جلالة الملك بضرورة «وقف العدوان على غزة، ورفض التهجير بكل أشكاله، وإدخال المساعدات الإنسانية، والعمل لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين».
وتخلل ذات الاجتماع اتصال مرئي مع ممثلي البعثات الدبلوماسية الأردنية، ليتحدث سموه مع الدبلوماسيين، ويؤكد على أهمية دور البعثات في مجالات متعددة، كما وقف سموه على تفاصيل ما تقوم به الوزارة من خلال مركز العمليات بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية من عمليات إجلاء الأردنيين من غزة منذ اندلاع الحرب المستعرة على القطاع، ومتابعة أحوال المقيمين منهم هناك، وفي ذلك رؤى نموذجية من سموه للوقوف على كافة التفاصيل ذات العلاقة بالعمل الدبلوماسي الأردني خلال هذه الفترة تحديدا فيما يخص الواقع المؤلم في غزة، متحدثا ومتابعا بنفسه ومن بيت الدبلوماسية الأردنية «وزارة الخارجية وشؤون المغتربين»، وبالطبع مشيدا بدورها.
في زيارة سمو الأمير الحسين لوزارة الخارجية وفي هذا الوقت تحديدا، رؤى عملية للمتابعة وللإشادة بالإنجاز، سيما وهو يأتي في ظروف استثنائية، ووقوف على تفاصيل عمل الدبلوماسية الأردنية بنفسه، لتشكّل الزيارة علامة فارقة في مسار الدبلوماسية الأردنية لجهة المزيد من العمل والإنجاز والتميّز.