زاد الاردن الاخباري -
قال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إن كابوسا إنسانيا طوال الشهرين الماضيين، اجتاح سكان غزة، محذرا من انهيار كامل لنظام الدعم الإنساني في القطاع.
وقال غوتيريش، أمام مجلس الأمن الدولي، "لقد كتبت إلى مجلس الأمن مستشهدا بالمادة 99 لأننا وصلنا إلى نقطة الانهيار، فهناك خطر كبير لحدوث انهيار كامل لنظام الدعم الإنساني في غزة، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة."
ويبتّ مجلس الأمن الدولي، في الأثناء، تحت ضغط الأمين العام للأمم المتحدة في دعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية" في غزة.
والأربعاء الماضي، وجه غوتيريش رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود، الامر الذي أثار حفيظة إسرائيل.
وحذر مما توقع "أن يؤدي إلى انهيار كامل للنظام العام وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر"، معربًا عن خشيته أن تكون العواقب مدمرة على أمن المنطقة بأكملها.
وقال غوتيريش إن "من الواضح، في رأيي، أن هناك خطرًا جديًّا يتمثل بتفاقم التهديدات القائمة لصون السلام والأمن الدوليين"؛ حيث "يرتبط خطر انهيار النظام الإنساني بشكل أساسي بالانعدام التام للسلامة والأمن لموظفينا في غزة، وبطبيعة العمليات العسكرية وكثافتها، التي تحد بشدة من إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وقال الأمين العام إن التهديد الذي تتعرض له سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في غزة لم يسبق له مثيل، مشيرا إلى مقتل "أكثر من 130 من زملائي، والعديد منهم مع عائلاتهم. وهذه أكبر خسارة في الأرواح في تاريخ منظمتنا و"يأخذ بعض موظفينا أطفالهم إلى العمل حتى يعلموا أنهم سيعيشون أو يموتون معًا".
وأضاف أن "وكيل الأمين العام لإدارة شؤون السلامة والأمن، أبلغه أن جميع الوسائل الممكنة للتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها الموظفون داخل غزة، باستثناء الإجلاء، مغلقة، بسبب الطريقة التي تطور بها هذا الصراع"، قائلًا: "لا أستطيع التأكيد بما فيه الكفاية، أن الأمم المتحدة ملتزمة تماما بالبقاء وتقديم الخدمات لشعب غزة".
وأشاد غوتيريش بعمال الإغاثة الإنسانية الأبطال الذين ما زالوا ملتزمين بعملهم، على الرغم من المخاطر الهائلة التي تهدد صحتهم وحياتهم. لكنه شدد على أن "الوضع ببساطة أصبح لا يمكن الدفاع عنه" كما طالب بضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة داعيا مجلس الأمن الدولي على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل "الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين والتوصيل العاجل للإغاثة المنقذة للحياة".