زاد الاردن الاخباري -
الدكتور المفكر طارق فايز العجاوي - *تسليمنا القطعي أن الإسلام هو العقيدة الحضارية التطورية وهو الحافز القوي على التطور والتقدم المنشود،إذاً لماذا فشلنا وأخفقنا في الاستفادة منه كقاعدة حضارية كبرى ؟!!
*تكمن الإجابة في أننا فهمنا الإسلام فهماً متخلفاً.
*بالجزم لقد تغيرت الساحة الفكرية والثقافية العربية تغيراً جوهرياً،وتحول فيها التحديثيُّون إلى أقلية وتربع على قمة المنصة الفكرية والثقافية العربية الاتجاه التراثي والاتجاه الأصولي.
والثابت أن هذان الاتجاهان أضافا ثقلا سياسيا كي نهتم بتراثنا الثقافي الثر العظيم واستعادة هويتنا الحضارية وجليل الفضل يحسب لهما إذا ما نجحت أمتنا العربية يوماً في صياغة وجهها الثقافي الذي يعكس خصوصيتها وقدرتها على الإضافة بالتدفق الثقافي العالمي من جانب، ومن جانب آخر التعلم من الآخرين وامتصاص المنجزات الايجابية المضيئة للمدنيات الحديثة.
ولكن علينا أيها الأخوة أن نكبح جماح الغلو في التزامنا بنهج هذين الاتجاهين وتحديدا فيما يخص الموقف من الاحتكام بالعقل وعصفنة هياكلنا الاجتماعية والتعاطي الخلاق مع المركب الثقافي المعقد الذي ورثناه عن السابقين.
*في الثقافة العربية فان تيار النقد الحداثي هو التيار الذي وصل به جيل الأربعينيات والخمسينيات من المفكرين العرب الكبار إلى قمته وسنامه قبل أن يتم تحديه أو تشتيته أو إيقاع هزيمة سياسية – لم تكن بالضرورة فكرية – به.
*إن الإنسان العربي العصري شخصية ينتابها الغموض فهو كمية مجهولة ونحن نحسن صنعاً إذا حاولنا التعرف على أسباب هذا الغموض.
*باعتقادي إن الفلسفة الوضعية هي الأكثر التصاقاً بمشروع الحداثة وتحديداً مشروعها المنطقي فهي حقيقة تحترم العلم إلى درجة صهر كل فكر مقبول في بوتقته وتحديداً بالجانب الذي يتعلق بالفصل بين الكشف والقيم والبحث عن القانون الذي يغطي كل مظاهر والتجليات الظاهرة المبحوثة واللغة المنطقية التي يجب أن يصب فيها كل نظرية أو افتراض.
*الجميل أن نرجع الظواهر إلى أسبابها الطبيعية فالبعض من أرباب الفكر يحصر أزمة الأمة العربية في الهوة اللاعقلية السحيقة التي لا تزال تتخبط في ظلامها.
أما البعض الآخر فيذكرنا بحاجتنا لتأسيس رؤيا تاريخية لتراثنا ويذكرنا بضرورة تبديد الأوهام الشائعة حول التطور التاريخي للحضارة الغربية على اعتبار أنها منطلق القياس والمقارنة.
والثابت أن أعداء التراث وبذات الوقت أنصاره يتقاسمان المسؤولية عن النظرة اللاتاريخية للتراث ويرجع السبب في ذلك إلى سمة الانقطاع الحضاري للتراث الفكري والعلمي في أقطارنا العربية .
*البعض من مفكري العرب يصوغ نظرية للتخلف الفكري – واقعنا العربي – كظاهرة وتتشكل هذه النظرية من أربع نزعات :
النزعة الأولى اللاهوتانية
النزعة الثانية الماضوية
النزعة الثالثة الفصل بين المعنى والكلام والتناقض مع الحداثة.
النزعة الرابعة مصادرة المغامرة في اكتشاف المجهول.
حقيقة أيها الأخوة إنها فعلا – اقصد هذه النظرية – تمثل مقولة دس السم بالدسم على اعتبار ذلك الإسقاط التاريخي واعتماده كأساس وكمصدر تراثي ساد الثقافة العربية فلا يمكن أحبتي اعتماد جزيئه ضئيلة كقاعدة لصياغة مثل هذه النظرية مهما بلغت هذه الجزئية المنتزعة من تراثنا من العظم والقيمة.
فهي حقيقة رؤية لا تاريخية.
*إذا أعملنا وأنعمنا النظر سنجد أن (الفكر الغربي ) ليس علما بل هو ما قبل العلم والخصوصية لهذا الفكر هي التي تنئنا عنه ويستنبط معنى الخصوصية من ذلك التفاعل الجدلي بين عوامل التغيير وعوامل الاستمرار.
*أن الفكر الحداثي تعرضت منظومته لنقد عارم من قبل التيارات الجديدة في شتى المعارف والعلوم ولم يعد من الممكن التوقف عند البارادايم الحداثي وأضحى من الضروري تخطيه وتجاوزه وهذا التخطي والتجاوز لا يعني بأي حال إلغاء مهمة عصرنة مجتمعاتنا العربية في كافة الحقول والمجالات بل يعني إعادة تركيب القضايا على مستوى أرقى وأعلى من المعرفة لتعقيداتها ومضاعفاتها والآفاق التي تنقل إليها المجتمعات الحواجز التي تنشئها في وجه التطور المنهجي المبدع الخلاق.
والله ولي التوفيق
** المصطلح الاستدلالي المفكر العربي الكبير طارق. فايز العجاوي .