زاد الاردن الاخباري -
رصد برنامج على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، نية بلدية الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على عشرات المباني في حي وادي الحلوة، وهدمها بهدف بناء قطار هوائي (تلفريك) مكانها بعد تشريد ساكنيها.
ووفقاً لتقرير البرنامج المصور في القدس، قامت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس بإلصاق إعلان على عدد من المباني في حي وادي الحلوة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، تحت عنوان "الإعلان عن نية الحصول على الحقوق الكاملة بالأرض وحرية التصرف فيها".
وأشار التقرير إلى أن مضمون هذا الإعلان نزل "كالصاعقة" على سكان الحي الذين وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها معرضين لإخلاء منازلهم بشكل قسري لصالح المشاريع الاستيطانية.
الحاج عطالله أبو هدوان، القاطن في حي وادي الحلوة، قال إن هذا الإعلان يعني هدم جميع المنازل خلال 60 يوماً من تاريخ القرار الذي صدر عن البلدية في 16 تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن هذه الأراضي يقطنها أكثر من 10000 نسمة.
وأضاف التقرير أن هذه الخطوة تأتي بعد طرح ما يسمى بــــ"اللجنة القطرية لتنظيم وتخطيط المشاريع القومية" التابعة للاحتلال إقامة مشروع القطار الهوائي "التلفريك عام 2016، قبل المصادقة عليه عام 2019 رغم جميع الاعتراضات التي قدمها السكان، احتجاجاً على مصادرة واستملاك بيوتهم وأراضيهم.
بدوره، محامي أهالي سلوان ضد مشروع القطار الهوائي، الدكتور سامي رشيد، قال إن بلدية الاحتلال لا تشارك أهل القدس في مخططاتها، ولا تقوم بالإعلان عن نيتها بإقامة المشاريع، أو الاستماع إلى آرائهم، ما يبقيهم رهائن اللحظة الأخيرة التي يقرر فيها الاحتلال التنفيذ، وإعطاء الاهالي مدة 60 يوماً للاعتراض على قرار المصادرة، والذي يعد إلغاؤه من أكبر المستحيلات.
وأشار التقرير إلى أن بلدة سلوان تشهد في الآونة الأخيرة نشاطاً استيطانياً كبيراً من قبل الجمعيات الاستيطانية، والتي تسعى إلى تزوير الرواية التاريخية لفلسطين، والترويج لسرديتهم الصهيونية المزعومة، من خلال إطلاق مسميات جديدة على المكان، وتغيير المشهد التاريخي والحضاري لبلدة سلوان، ما يجعل السكان يعيشون في قلق دائم وخوف المصير المجهول الذي ينتظرهم.
من جهته، المؤرخ الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، الدكتور محمد علي الفرا، قال إن إسرائيل تمارس جميع أنواع الجرائم على الأرض الفلسطينية، وتهاجم مدناً بأكملها كجنين وطولكرم ونابلس، وتهدد السكان بالترحيل، وتصادر الأراضي لبناء المستوطنات وتوسيعها، كما تعلن صراحة "عدم وجود دولة فلسطينية"، وإنها تريد ترحيل الفلسطينيين، مشيراً إلى اقتحام قطعان المستوطنين للمسجد الأقصة المبارك وتدنيسه بحراسة من جيش وشرطة الاحتلال، الذي يصرح دائماً بأنه يريد هدم المسجد الأقصى وإقامة "هيكلهم المزعوم" مكانه.
وأضاف الفرا أن كل هذه الجرائم والحصار الاقتصادي الخانق على قطاع غزة، لم تترك مجالاً لأية عملية سلمية، كما أجهزت على اتفاق اوسلو، ما دفع المقاومة، مشيراً إلى أن ما يجري من مذابح تجاه الفلسطينيين في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية غير مسبوق في التاريح.