زاد الاردن الاخباري -
منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان شاعر ياباني يدعى شيندو ماتسوشيتا، البالغ من العمر 27 سنة، من بين أبرز الأشخاص الذين طالبوا بوقف إطلاق النار، وإنهاء المذبحة التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين.
وقد جاء موقف شيندو هذا بسبب تاريخه العائلي مع التمييز منذ القدم، كونه وُلد في مجتمع البوراكومين، وهو واحد من بين الجماعات المنبوذة في اليابان، التي لا تملك أرضاً خاصة بها.
وقد أصبح الشاعر الياباني الشاب شخصية معروفة في المسيرات المؤيدة لغزة، من خلال مواقفه الصريحة في ما يخص هذا الموضوع.
حسب ما نشره موقع "ميديا بارت"، فإن الشاعر الياباني شيندو ماتسوشيتا بدأ في إضراب عن الطعام منذ بداية الحرب على غزة، وتوقف خلال فترة الهدنة، ثم عاد من جديد بعد عودة القصف على القطاع.
وقد قال في تصريحه: "جسدي يضعف، لكني أريد الاستمرار، أريد أن تتوقف هذه الإبادة الجماعية"، وأضاف أن الكثير من اليابانيين يرون في قصف قطاع غزة تاريخاً يعيد نفسه، مثل تاريخ هيروشيما وناغازاكي، مشيراً إلى أنه يحلم بعالم لا وجود للحرب فيه بشكل كامل.
وقد اختار شيندو الاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية في طوكيو طيلة فترة الحرب على قطاع غزة، وذلك ليكون صوته مسموعاً بأكبر قدر ممكن.
ويعود السبب وراء دعم الشاعر الياباني شيندو فلسطين وقطاع غزة إلى تاريخه العائلي، إذ إنه ينتمي إلى واحد من بين أكثر المجتمعات المنبوذة في اليابان، التي تُعرف باسم "البوراكومين"، الذين كانوا يتاجرون قديماً في الجلود وإدارة الجنازات، وكل ما يتعلق بالمذابح، وهي المهن التي كانت تُعتبر حقيرة، حسب الديانة الشنتوية.
وبالرغم من اندثار هذه المهن منذ فترة طويلة، فإن اليابانيين المنحدرين من هذا المجتمع ما زالوا يعانون من التمييز والمعاملة السيئة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بفرص العمل والزواج.
ويقول شيندو إنه كان دائماً يفكر منذ الصغر في وضع الشعوب الأخرى التي تعيش الظروف نفسها، الأمر الذي جعله يبحث بشكل كبير ومعمق، ويتعرف على قصة القضية الفلسطينية.
تتبع شيندو ماتسوشيتا الأحداث التاريخية منذ النكبة، إلى غاية العصر الحديث، وذلك بفضل حبه للأدب والفنون، وكل ما حصل من ثورات وحروب على مدى السنين، وأصبح مؤمناً بالقضية، وحق الفلسطينيين في الأرض التي تعود لهم في الأساس، حسب الدلائل التاريخية.
وعند بداية الحرب يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد عملية طوفان الأقصى، قرر التظاهر رفقة عدة نشطاء آخرين، وقد انضم إليهم العديد من اليابانيين الآخرين، الذين شاهدوا مدى بشاعة العدوان الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين، وما يعانونه في ظل الحرب، التي راح ضحيتها أزيد من 17 ألف شهيد، من بينهم أطفال ونساء.
إذ قال عن هذه الخطوة الجريئة التي قام بها، والتي تتمثل في الاعتصام والإضراب عن الطعام: "لا أستطيع أن أعيش بعد الآن وهذا الجزء من العالم يعاني كثيراً".
كما أنه شبّه الاحتلال الإسرائيلي بحكومة دولته اليابان، وقال: "هناك أوجه تشابه بين إسرائيل واليابان، في مواقفهما الاستبدادية، بحيث لا يهم الرأي العام ومشاعر الناس".