مخطئ تماما من يعتقد بأن انشغال الاردن قيادة وحكومة وشعبا وجيشا وأمنا بما يجري من حرب عدوانية على غزة سيشغل قواتنا المسلحة الباسلة عن حراسة وحماية باقي الحدود وتحديدا الشمالية..وفي المقابل مخطئ تماما من يعتقد أن انشغال الجيش على جبهة قد يخفف من متابعته لجبهة اخرى..كل ذلك خطأ - بل خطيئة - ترتكب من قبل من لا يعرفون تماما فكر وعقيدة القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي المصطفوي.
ان هذا الجيش الذي أبى الا أن يحمل اسم «العربي» لهو قولا وفعلا قادر على حماية حدوده كاملة وكل ذرة رمل من ترابه الطاهرة، والذود عن حمى العروبة، والامثلة على ذلك كثيرة، وما معركة «الكرامة» عنّا ببعيد.
ان هذا الجيش الذي نذر حياته ودماءه لحماية الاردن والدفاع عن كرامته وكرامة الامة، انما يقوم اليوم بالدفاع عن الاردن وعن اشقائه العرب، فمن يعتقد اليوم بأن المعارك التي تخوضها قواتنا المسلحة في الشمال هي مجرد حروب ضد عصابات تهريب حشيش ومخدرات فقط هو مخطئ لأن هذه العصابات تدعمها جيوش دول وجهات تستهدف أمن الاردن وأمن دول عربية تريد العصابات اغراقها بالمخدرات والحشيش، و جيشنا هو من يتصدى لها دفاعا عن الاردن ودفاعا عن دول شقيقة، تحول قواتنا الباسلة دون وصول تلك السموم اليها، لذلك فان القوات المسلحة الاردنية تخوض تلك الحروب نيابة عن دول عربية أيضا.
العصابات المدعومة من دول والتي تحاول زعزعة أمن حدودنا الشمالية لا تهرّب مخدرات وحشيشا وحبوب «كبتاغون» فحسب بل اسلحة متعددة الانواع ويتم التهريب بكل الوسائل والطرق ويحاولون استغلال الظلام ورداءة الاحوال الجوية للتسلل حيث تصعب الرؤية، لكنها تصعب على المجرمين السوداويين خفافيش الظلام.. المكشوفين أمام صقور ونسور قواتنا الباسلة التي تقف لهم بالمرصاد.
تزايد وتيرة محاولات التهريب لزعزعة أمن حدودنا الشمالية في هذا التوقيت يضع علامات استفهام حول تلك الدول والجهات التي تدعم تلك العصابات وتزودها بكل انواع الاسلحة لانها بكل بساطة تؤكد ان الاردن بات يشكّل لها ازعاجا اكبر من خلال صلابة موقفه المتقدم تجاه دعم الصمود الفلسطيني في غزة والضفة وكل فلسطين المحتلة، ويشكل ازعاجا في صموده بمواجهة كل مؤامرات ومخططات التهجير، ولذلك فقواتنا الباسلة منتشرة على الحدود الغربية بعددها وعتادها لمواجهة كل تلك المؤمرات والمخططات، ولأن التهجير وكما أعلنه الاردن وعلى لسان قائده الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني هو «اعلان حرب» سيواجه بكل قوة.
قواتنا الباسلة في فكرها وعقيدتها بل وحتى في امكاناتها وقدرتها واستعدادها الدفاع عن كل شبر في هذه الارض المباركة وعلى جميع الحدود، ومستعدة لكل السيناريوهات وبحسابات واضحة ودقيقة لا تحيد ابدا عن شعار (الله -الوطن -الملك).. قوات باسلة يشهد لها القاصي والداني بالمهنية والتدريب والقوة والصلابة، قوات عرفها العالم تمد يدها بسلام لمن يريد السلام، فكان الجيش الاردني هو الاول والاكثر اعجابا واكبارا في «قوات حفظ السلام» في كثير من دول العالم..وقوات ترسم البسمة والبلسم وتقدم الدواء من خلال المستشفيات الميدانية التي لا زالت في الميدان في غزة هاشم وفي الضفة، وقدم جنودنا البواسل دروسا في المبادرة بتوجيهات القائد الاعلى فتم تنفيذ خمسة انزالات جوية على المستشفى الميداني في غزة كان آخرها بمشاركة سمو الاميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، وقد سبق ذلك مساعدات الى معبر رفح يتقدمها سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني في موقف يمزج الانسانية بقوة وحزم الموقف..فكانت صورة مشرقة من صور بطولات ومبادرات جيشنا العربي المصطفوي.
أما الصورة الاخرى لدرع الوطن، فهو وبـ»عين حمراء» يقطع ويضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه النيل من حمى هذا الوطن، سواء عصابات تهريب الحشيش والمخدرات او الاسلحة او المسيّرات..وقبل ذلك حروب باسلة ضد ارهابيي داعش..والشواهد عديدة.
باختصار: قواتنا المسلحة وحرس حدودنا نشامى الجيش العربي المصطفوي «جنود أبو حسين» يسهرون ويواصلون الليل بالنهار كي ننعم بالامن والاستقرار.. يواصلون حماية حدودنا كافة.. يخوضون حربا في الشمال ضد عصابات التهريب ومن يقف وراءها..ويقفون على امتداد حدودنا الغربية لحماية الاردن من مخططات ومؤامرات العدو الاسرائيلي..لا يشغلهم هذا عن ذاك..قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية اليقظة دائما وابدا تسهر على حماية الحدود وحفظ أمن الأردن كاملاً.. وهي دائما محل ثقة القائد وكل الأردنيين.. حمى الله الأردن ملكا وجيشا وشعبا.