زاد الاردن الاخباري -
كتب : محرر الشؤون السياسية - خاص - لو دققنا النظر في طبيعة الحراك الذي تشهده الدولة سنجد ان هناك طريقين يشكلان عاملا ضغط على رقبتها .
العامل الاول : تقود جحافله معارضة تاريخية تمثلها اطياف تعتمد بقوة على الاعتصامات والمظاهرات .
اما العامل الثاني : يمثله ابناء شرعيين للحكومة الاردنية الواقعين حاليا خارج اللعبة. هؤلاء يعتمدون على تثوير القرى، ويبتعدون عن العاصمة من خلال محاضرات وندوات، تستقطب اعضاء العامل الاول، انطلاقا من مصالحها الشخصية لا المصلحة الوطنية.
الذي يحصل في الاردن بات يأخذ منحى اخر اكثر معارضة واكثر خطورة، خصوصا مع دخول جهات كانت سابقا تمثل الثوب الحكومي . من وزراء ونواب واعيان سابقون ومتقاعدين .
عديد من الاجتماعات اليوم تعقد في بيوتات هؤلاء بغية تدراس انشاء خلايا معارضة باسم الاصلاح، تحت بند معلن يدور في فلك حماية الدولة الاردنية، لكن ثمة امرا اخر اكثر مصلحية واكثر فردية وشخصية يقول : إن هذه الفئات تعمل عكس التيار الحكومي، لايصال صوتها الذي غيب في الفترة الاخيرة، بواسطة تشكيل اداة ضغط ، ذات صوت عال يقول ان قادة الحراك في المحافظات نحن ولابد من اعادة التفكير مليا بدورنا المغيب، او للتفكير بابناءنا، خصوصا وان هذه الفئات انتهى مجدها ودورها، لكنهم غير مقتنعين بذلك ويحاولون ركوب الموجة لاعادة رفعهم من جديد .
عدد من الاجتماعات يتم الاعداد لها اليوم من قبل بعض الشخصيات لدخول في قلب الصورة العامة بعد طول انتظار على رف تالاطار .
في عين السياق لو دققنا النظر في جملة من الاجتماعات التي حضنتها المحافظات سنكتشف ان القائمين عليها هم ابناء الدولة التاريخيين لا المعارضة المعروفين، على سبيل المثال لا الحصر"اجتماع اللبن، اجتماع جرش وعدد من محافظات الجنوب اضافة الى لبد الحراك العاصمة عمان " .
هذه الاجتماعات كانت اكثر جماهرية من غيرها واكثر اثرا من دونها كونها نابعة من قلب وعقل ابناء النظام والمحسوبين عليه.
امنيا، يتحمل الامن العام اليوم الكثير من الضغط نتيجة ايقاعة في شرك التدخل تارة، وحماية ما يوصفون بالزعران والبلطجية تارة اخرى. مع ان الحقيقية تقول غير ذلك كون الامن يقف على مسافة واحدة من الجميع.
الهدف من استخدام هذه الوسيلة هو جر الامن العام الى اتون صدام مع ما يطلق عليهم اصلاحيين، يسقط من خلالة باعتبارة داعم لهذه الفئات، هذا الاسلوب يعتمد يحاكي للنموذج المصري، الذي دشن في موقعة الجمل، حيث جر الامن المصري جرا، بغية نشر الفوضى لتطبيق استراتجيات الفلتان الامني، لافساح المجال لها، وهذا لا يمكن تطبيقة الا بواسطة اسقاط دور الامن العام.
اضافة الى ذلك لو امعنا النظر في طبيعة المظاهرات والاجتماعات بشي من التفصيل سنقول ان غالبية المشاكل التي شكلت فضيحة، جاءت على ظهر الاجتماعات لا المظاهرات والاعتصامات، في القرى الاردنية لا في العاصمة او مراكز المحافظات مثلا : ساكب ، خرجا، سحاب، قم وقميم، جرش، الطفيلة، الكرك،معان .
هذه القرى يركز عليها حاليا من قبل المجموعات لادخالها في تيار المعارضة رافضة لكل اللقاءات والاصلاحات ولا تؤمن الا بطروحها وما يملئ عليها .
بطبيعة الحال هذا لا ينفي ان يكون هناك ثمة معارضة وطنية همها استقرار الاردن وتحصينه بوجه كل من يريد النيل منه، معارضة ايجابية يمكن الاستفادة منها انطلاقا من المصلحة العليا للاردن قيادة وشعبا.