دولة بعمر الأردن على مدى قرن من الزمان لديها تجارب ومحطات صعبة شكلت في النهاية قائمة أعدائها وانصاف أعدائها ومن ينتظرون الزمن الصعب للتحول إلى أعداء أو محرضين على هذا البلد وأهله.
لا خلاف ان كيان الاحتلال كان وسيبقى عدوا بحكم سياساته مع القضية الفلسطينية ورفضه اعطاء الفلسطيني حقوقه على أرضه وما يشكله هذا من فتح أبواب لمشاريع وافكار تستهدف الأردن وفلسطين معا.
وما يجري في هذه المرحلة من عدوان على غزة أكد موقع كيان الاحتلال على قائمة الأعداء بعمله على فكرة التهجير من غزة لسيناء أو من الضفة للأردن، كذلك تبنيه خيارات أمنية وعسكرية مع القضية الفلسطينية وليس مسارا سياسيا ينصف أهلها.
اما إيران فليست عدوا للأردن فقط بل هي ورغم كل النعومة السياسية وحديث الأخوة وحسن الجوار إلا انها تعمل على مشروع خطير فارسي الهوية اما الأدوات فهي قضية فلسطين والشيعة العرب المؤمنين بولاية الفقيه أي مرجعية إيرانية تجعلهم جنودا عقائديين لها، وتعمل على استغلال كل أزمة في الإقليم لتدخل عاصمة وتهيمن على قرارها وصناعة ميليشيا تتبع لقم وتلغي أي ولاء للدولة.
الأمر ليس نظريا بل مشروع يراه الجميع على الأرض في اليمن وسورية ولبنان والعراق ودول أخرى في عالم المسلمين في آسيا وأفريقيا، ومشكلتها التي تتحول إلى حقد هي الدول التي فشلت في اختراقها مثل الأردن.
إيران لم تكن على حدود مع الأردن ولم يكن لها ميليشيات في بلادنا، لكن أزمات المنطقة جعلتها قريبة حدوديا عبر العراق وسورية بنسبة خطر متفاوتة، وهي اليوم على حدودنا الشمالية بميليشيات طائفية تتبع لها أو تجند البعض من قوى اجتماعية بحكم الحاجة الاقتصادية.
إيران واضحة في عدائها للأردن وراينا كل محاولاتها التي تستخدم المخدرات كتجارة لكن جوهرها أمني عسكري وآخرها محاولات اختراق الحدود بإعداد كبيرة خلال الأسبوع الأخير.
إيران عدو مباشر للأردن، ومهما أظهرت من ملمس ناعم الا انها في داخلها افعى سامة حاقدة على الأردن وتعمل ما امكنها لإلحاق الاذى بالأردن وأهله مستغلة تواطؤ جزء من الدولة السورية وضعف الجزء الآخر.
وفي علاقات كل دولة علاقات هشة من السهل ان تتحول من علاقة جيدة إلى عداء أو توتر، ونحن في الأردن عبر قرن من الزمان كانت لنا هذه التجارب وكنا نرى ودا مع دول في مراحل ينقلب لأسباب يمكن تجاوزها إلى حشود عسكرية وهناك انظمة ثورية كانت لا تؤمن بأي علاقة مع دولة عربية أخرى إلا إذا كانت تقوم على التبعية وليس العلاقة السوية.
وهناك علاقات مهما مرت بظرف صعب فإن عوامل قوتها تجعلها عصية على انتكاسة كبرى أو تحولات ومن السهل أن تعود إلى أفضل حال...
وأخيرا فإن الطرف الأصعب في قائمة الخصوم أو انصاف الأعداء هم الاشبه بالخلايا النائمة في تنظيمات الإرهاب، فهم كامنون بلا أي فعل بل ربما يمارسون ظاهر الود وفي لحظة ضعف أو قلق تمر بها يظهر الوجه الحقيقي ويحتلون أعلى قائمة أعداءك.