نعرف أن الحكومة محتاجة وتبحث في الزوايا عن ما تبقى من اعفاءات أو اشكال دعم لالغائها لكن نريد أن نمون على حكومتنا الرشيدة بطلب أن تبقي الاعفاء على السيارات "الهجين" أو "الهايبرد" لعام آخر أو عامين، وربما تبدأ العام المقبل بجمارك تساوي نصف الجمارك على السيارات العادية ثم ترفعها تدريجيا، فالمردود الاستراتيجي على البلد هو أكبر بما لا يقاس من المبالغ التي تريد الحكومة تحصيلها خلال عام أو عامين. لنتخيل تراجع استهلاك البترول الى نصف مستواه الحالي وانخفاض السموم التي تبثّها العوادم الى ثلث مستواها المتوقع في الأعوام المقبلة !! انها غنائم لا تقارن ببضعة ملايين تريد الحكومة تحصيلها خلال عام أو عامين.
تعمل السيارة "الهجين" بمحرك مزدوج يستخدم البنزين والكهرباء في آن معا، حيث إنها تبدأ بالبنزين لحين شحن بطاريتها الكبيرة لينفصل عندها المحرك الميكانيكي تلقائياً ويعمل بقوة الكهرباء التي تم توليدها، وتعاد عملية شحن البطارية باستمرار من خلال الطاقة الناتجة عن المحرك موفرة ما يزيد على 50 % من استهلاك البنزين.
السيارة الهجين هي افضل اختراع ممكنٍ توصل له العلم الآن. والخيال العلمي حلق باتجاهات عدّة لعل أكثرها جموحا هو "الوقود المائي" أي اتحاد الهيدروجين والأكسجين في خلية كهربائية مما ينتج طاقة وبخارا مائيا بدل غاز العوادم الملوث. ويبدو ان الوقت ما يزال بعيدا للتمكن من تطبيق هذه الفكرة، والوقود الوحيد البديل الذي استخدم عمليا هو الغاز ثم الكحول الناتج عن تخمير الذرة ونباتات أخرى، لكن هذا الأسلوب الأخير تحول الى مشكلة، اذ أصبح على حساب غذاء الفقراء ويبدو ان السيارة الهجين ستكون هي سيارة المستقبل للعالم في المدى المتوسط والى أن يتم اختراع طريقة للاستغناء كليا عن الوقود الأحفوري أي البترول.
المشكلة حتى الآن عندنا ان الثقة بالسيارة الهجين ما تزال ضعيفة وقد انتشرت اشاعات سلبية عنها والناس تنتظر وتترقب ولا تريد المغامرة بشراء سيارة غير مجربة، لكن الخطوة الممتازة والمتنورة للحكومة برفع الجمارك عن هذا النوع من السيارات شجع البعض على المغامرة وبدأ عددها يتكاثر، ونحن ما نزال في البداية فقط، فحسب المعلومات لم يزد عدد السيارات المستوردة منها العام الماضي عن 1500 سيارة والعملية قابلة للتسارع مع كل انتشار اضافي، فالناس ستثق أكثر وقد اصبحت هناك مراكز صيانة خاصّة بها وبعد وقت ومزيد من الانتشار ستصبح كل الكراجات قادرة على التعامل معها، وستكون قطع الغيار للأجزاء الهجينة متوفرة وبطاريتها ارخص كثيرا. وفي تقديري الشخصي ان عامين أو ثلاثة من الاعفاء ستكون كافية لانتشار ينافس السيارات العادية ليصبح بعدها التحول الكامل الى هذا النوع من السيارات مسألة وقت فقط.