ليست مجرّد عمليات تهريب مخدرات، إنما هي حرب شرسة يقف لها الأردن بالمرصاد، وبقوّة خارقة يمنع بها كل من تسوّل له نفسه التربّص بالأردن، فهي حرب لا يؤخذ بما تراه عين مارق عابر، هي حرب تهريب مخدرات وأسلحة خطيرة، حرب خطيرة بأهدافها وأدواتها، ورؤيتها، ويقف خلفها ميلشيات ودول تريد بالأردن السيء، بل الأسوأ.
الحرب على المخدرات وتحديدا على الحدود الشمالية للمملكة ليست جديدة، فهي حرب منذ سنين، لكن الخطير اليوم حدّة عمليات التهريب، وكثرتها، وتغيير أدواتها، وتهريب الأسلحة الى جانب المخدرات، وتغيير وسائل مواجهة هذه العصابات والميليشيات التي باتت تستخدم وسائل حربية خطيرة، ما يجعل من حرب الأردن اليوم على المخدرات بطابع جديد مختلف، به الكثير من الخطورة والعنف والإرهاب، ما يجعلها حربا بطابع خطر ويجعلها جديدة بتفاصيلها ومستجداتها الخطرة.
يقف الأردن اليوم بسواعد نشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية أمام عصابات لا تقف خطورتها عند حدّ تهريب المخدرات والتي هي بطبيعة الحال من أخطر أنواع الحروب، إنما أمام عصابات وراؤها أهداف سياسية وأمنية واقتصادية، أهداف خطيرة تسعى جاهدة لزعزعة أمن الأردن، اشتباكات وتكتيكات أمنية عسكرية يضعها الأردن لمواجهة هذه الحرب الشرسة، لمواجهة مجموعات مسلحة كبيرة من المهربين، وبحمد الله طالما انتصرت القوات المسلحة على مثل هذه المحاولات العدوانية الخطيرة، وأحبطت عشرات عمليات التهريب باقتدار عسكري وأمني.
مواجهات واشتباكات باتت متقاربة تشهدها الحدود الشمالية للمملكة ما يعني إصرار هذه الميليشيات على زعزعة أمن الأردن، وسلامة أراضيه، ومواطنيه، مواجهات تحتاج حالة وطنية واحدة يقف بها المواطنون كافة بصفّ الوطن وسلامته، وأن نكون جبهة واحدة ضد هذه الحرب، وسندا قويا وداعما للقوات المسلحة، فهي حرب يُراد بها أمن الوطن والمواطن، تحتاج شراكة وتشابكا كما هم الأردنيون دوما تجاه من يتجرأ على أمنه، سيما وأن هذه المواجهات للأسف لا تتوقف ومستمرة.
حقيقة لا يُمكن المرور عنها مرور «فزعة» الحدث، فهذه الاشتباكات والمداهمات التي نشهدها شبه يومي، خطر حقيقي لا يقف عند حدّ تهريب المخدرات، وبالمقابل حقيقة نأخذها من أفواه المواقف والإجراءات بأن حملة المخدرات مستمرة ولم ولن تتوقف، حتى القضاء على هذا الخطر، فهي عصابات خطيرة يواجهها الأردن ببسالة القوات المسلحة وجهود استثنائية جبّارة، وانتصار الأردن حتمي بهذه الحرب التي لن تقف لحظة، ولن تغمض عين القوات المسلحة عن حدود الوطن الشمالية وستبقى يقظة، ومستعدة عسكريا وأمنيا لمواجهة أي مهرّب أو مجموعات أو ميليشيات، للإطاحة بها واحباط محاولاتهم، فهذا هو الأردن العصيّ على كل متربّص وحاقد، أيّا كان.