زاد الاردن الاخباري -
انتشرت في الأونة الأخيرة وتحديدا بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، ملابس مطبوع عليها صورا لأسلحة منوعة، مثل البندقية وقاذف الياسين، فيما ازداد الطلب بشكل ملحوظ على الكوفية الحمراء، كتلك التي يرتديها أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين "القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس)، كشكل من أشكال دعم المقاومة الفلسطينية التي تسطر أروع الملاحم في مواجهة آلة القتل العسكرية الإسرائيلية.
ولم يعد الأمر يقتصر على طباعة تلك الرموز على القمصان والبلايز والجاكيتات، بل ألبسة أخرى كالبنطلونات والقبعات، رغم الخطورة التي قد تسبب بها لمن يرتديها، في حال اضطر للمرور عبر حاجز عسكري إسرائيلي، فقد يتم اعتقاله أو الاعتداء عليه، وفي أهون الحالات الطلب منهم خلع تلك الملابس، رغم برودة الطقس.
وأوضح مستورودن وتجار وباعة أن الأقبال كبير جدا على طلب وشراء الحطة الحمراء، -أكثر بكثير من تلك البيضاء التقليدية-، خاصة مع سطوع نجم أبو عبيدة، الذي تحول لأيقونة ليس عند الفلسطينيين وحدهم، بل ذاع صيته في العالم، وبات الناشطون يتسابقون للظهور على منصات التواصل الاجتماعي وهم ملثمون كأبي عبيدة أو على الأقل يضعونها على رؤوسهم وأكتافهم.
يقول التاجر عمر عناتي من مدينة طولكرم إنه رغم الكساد التجاري الملحوظ، إلا أن هناك إقبال على تلك الملابس التي تحمل شعارات تمجد المقاومة أو ترمز إليها، حتى أننا لم نعد نحتاج للترويج لها بتعليقها على أبواب محلاتتنا أو "المجسمات" -المنيكانات"، فالزبائن يدخلون فورا إلى المحل ويختارونها.
وعندما يسأل عناتي الزبائن عن سبب شرائهم لهذا النوعية تحديدا، "لا تسمع إلا العبارات التي تحيي أبو عبيدة والمقاومة وصمودها، ويبدأون بفتح أجهزتهم المحمولة وعرض الفيديوهات التي تصدر عن الاعلام العسكري ليتباهون بها ويتناقشون حولها، وكأنهم محللون عسكريون".
يقول الشاب مراد عبيد الذي اختار كوفية حمراء، وما إن حملها حتى قبلها ووضعها على رأسه "احنا نولدنا من جديد بعد "طوفان الأقصى". اليوم فقط شعرنا أننا أقوياء ونستحق الحياة الكريمة. وتاج رأسنا محمد الضيف وأبو عبيدة الذي ننتظر رؤيته أو سماع صوته على أحر الجمر، فليس أقل من تقليده وارتداء هذه الحطة، التي باتت رمزا للشعب الفلسطيني".
ولا يخفي الشاب سائد كيوان حذره من تعرضه للاعتداء أو الاعتقال على أيدي جنود الاحتلال حال اوقفوه على أحد حواجزه العسكرية التي يضطر يوميا لقطعها في طريقه للعمل في مدينة رام الله، بسبب ارتداءه لبلوز طبع على صدره رقم 105 بشكل كبير وتحت صورة لقاذف الياسين. يقول "بعد 7 أكتوبر أصيب جنود الاحتلال بالهوس والخوف الشديد، كما ان الانتقام يعشعش في قلوبهم من كل ما هو فلسطيني، لذلك يتفنون في إذلالنا على الحواجز، غير أن الأمر قد يكون أخطر بكثير في حال رؤيته لهذه الرموز تزين ملابسنا".
ويضيف ضاحكا "الحمد لله أننا في فصل الشتاء، حيث نرتدي الجاكيتات الطويلة أو السترات الواقية من المطر، وهي تخفي ما نلبسه تحتها". وسبق أن انتشرت مقاطع مصورة لتنكيل الاحتلال بالفلسطينيين على الحواجز العسكرية بسبب ملابسهم التي تحمل شعارات مؤيدة للمقاومة. وفي الصيف الفائت أجبر جنود الاحتلال سيدة على أن تخلع عن طفلها الذي لا يزيد عمره عن عامين "البلوزة" التي يرتديها، لانه قد طُبع عليها صورة مسدس، وفي حالة مشابهة أجبر أم على خلع قميص طفلها كشرط لعبور الحاجز، لأنه طُبعت عليه صورة لبندقية "إم 16"(M16).