الجوع الوهمي وأعراضه.. والفرق بينه وبين الجوع الجسدي الطبيعي

الجوع الوهمي وأعراضه .. والفرق بينه وبين الجوع الجسدي الطبيعي

زاد الاردن الاخباري -

كيف يمكنك تحديد الجوع الوهمي وكيف يمكنك التخلص منه؟ تعرفوا على أهم أعراضه والطريقة المثالية للتحكم في نهمك نحو الطعام دون توقف، والتعامل مع مشاعرك السلبية بحكمة.

بعد أن أنهيتِ مكالمة هاتفية مع مديرك في العمل، وجدت نفسك تشعرين بالجوع وترغبين في تناول بيتزا بالجبن من مطعم معين، رغم أنه لم تمر سوى دقائق على وجبة الغداء، ولكن قمتِ بطلب البيتزا وتناولها بنهم، وتذكرتِ المهام التي غمرك بها مديرك في الهاتف والعمل المؤجل الذي عليك إنهاؤه، فتناولتِ البيتزا كاملة، ثم بعدها شعرتِ بالضيق والذنب.. باختصار هذا هو الجوع الوهمي الذي قد يكون متنفس ناتج عن حزن أو توتر ويسبب مشكلات جسدية ونفسية.

ويمكنكم فهم المزيد عن الجوع الوهمي وطريقة العلاج، والفارق بين وبين الجوع الجسدي الحقيقي من المصادر الطبية المعتمدة، كما سنوضح.

ما هو الجوع الكاذب؟
الجوع الوهمي أو العاطفي أو الكاذب هو الرغبة في تناول الطعام دون وجود شعور حقيقي بالجوع الجسدي، الذي يظهر في شكل انخفاض مستويات السكر في الدم وتقلصات المعدة، وغالبا ما يظهر احساس الجوع الكاذب أو النفسي عند التعرض للضغوط أو توتر، وأحيانا حزن أو ملل.

ويشتهي الفرد في حالة الجوع النفسي نوع معين من الحلوى أو الطعام، حسبما يوضح موقع healthline، وقد يشعر به الشخص حتى بعد تناول وجبة جيدة، لأنه مرتبطا بالمشاعر النفسية التي لا يتم التعبير عنها، أو اعتبار الطعام عادة تخفف من الألم أو الانزعاج والضيق.

الفرق بين الجوع الوهمي والحقيقي
كيف نعرف الفرق بين الجوع الحقيقي والوهمي؟! يتوقف الأمر على مجموعة من السمات العامة – وفقا لموقع steve grant health- التي يمكن ملاحظتها عند الرغبة في تناول الطعام، ومع تحليل سلوكنا ومشاعرنا قبل وبعد تناول الطعام، نتمكن من تحديد إذا ما كنّا نعاني من الجوع الوهمي أو العاطفي، أم أن رغبتنا طبيعية.

الجوع الطبيعي

غالبا ما يحدث بعد ساعات من تناول الطعام، سواء وجبة الفطور أو الغداء.
تتزايد الرغبة في تناول الطعام تدريجيا، ولا تكون مُفاجئة ومُلحة دون مقدمات.
يرغب الشخص في تناول الطعام المتاح ليسُد جوعه، ولا تتملك منه الرغبة في تناول طعام محدد.
لا يشعر الشخص بالذنب بعد تناول الطعام، على العكس يشعر بالرضا والشبع.
يرتبط الجوع والشبع بهرموني اللبتين والجريلين، اللبتين يساعدنا على قمع الجوع، بينما ينبه هرمون الجريلين المخ برغبة الجسد في تناول الطعام، مثل تقلصات المعدة والصداع وفقدان التركيز وانخفاض الطاقة.

أما الجوع الوهمي له بداية سريعة لا ترتبط بتوقيت الوجبة الأخيرة التي تم تناولها، فهو يبدو شعور لحظي ومفاجئ، ويعقب تناول الطعام شعورا بالذنب.

أسباب تجعلك تشعر بالجوع الكاذب
الشعور بالجوع الوهمي أو النفسي لا يرتبط بما يسببه الجوع الجسدي الطبيعي، سواء آلام المعدة وانحفاض القدرة على التركيز، وفقدان الطاقة على أداء الأنشطة، والشعور بالصداع والغثيان أحيانا، وتختفي هذه الأعراض مع تناول الطعام والشبع، أما الجوع الوهمي فهو يحدث بسبب أمور أخرى يوضح موقع healthline، منها:

الملل
عندما يمل الشخص من الروتين اليومي الذي يعيشه دون وجود أنشطة ومهام عليه فعله، ودون أن يشغل وقت فراغه بما يفيده، فسيكون الطعام هو وسيلته لتمضية الوقت، ولذلك سيشعر بالجوع الكاذب ليسد فراغ عقله وقلبه.

الإجهاد والتوتر
التعرض إلى الإجهاد العقلي والتوتر والقلق الشديدين، قد يجعل الطعام هو الطريقة التي يخفف بها من مشاعر القلق، لتأثير الإجهد العقلي السلبي على هرمونات الجوع.

التأثر بعوامل خارجية
أوضحت دراسات مختلفة أن الأشخاص قد يتأثرون بالإعلانات الدعائية عن الطعام ويرغبون في تناول المزيد حتى إذا كانوا لا يشعرون بالجوع، أو التأثر بالمحيطين إذا كانوا يميلون إلى تناول الطعام بكثرة، فيشاركونهم دون شعور حقيقي بالجوع.

قلة النوم
عندما لا يحصل الشخص على قسطٍ كافٍ من النوم، يلجأ إلى الأكل ويرغب في تناول الطعام دون شعور بالجوع، فيعوض الحاجة إلى النوم بالسعرات الحرارية الزائدة.

أعراض الجوع الوهمي
ويمكن تمييز الجوع الوهمي من خلال مجموعة من الأعراض، منها:

رغبة في تناول صنف معين من الطعام أو الحلوى، مثل البيتزا أو الشيكولاتة.
الحاجة إلى تناول الطعام في اللحظة الحالية بإلحاح دون تدريج أو إنذار مسبق.
من الصعب التحكم في رغبتك الشديدة في تناول الطعام عند الشعور بالجوع الوهمي، لأنه يتحول إلى فكرة تسيطر على كل حواسك.
الشعور بالذنب وجلد الذات بعد تناول الطعام، خاصة إذا كنت تتبع نظاما غذائيا لإنقاص الوزن.
تناول الطعام بكميات أكبر مما تعتاد ودون وعي.

التخلص من الجوع الوهمي
التعامل مع الجوع النفسي الكاذب يعتمد على فهم دوافعه والآلية التي يدفع بها الشخص نحو الطعام، ولذلك إذا كنت تشك أن سعور بالجوع قد يكون وهميا، فعليك سؤال نفسك حول سبب رغبتك في تناول الطعام، وما الذي تريد تناوله؟ وتوقيت شعورك بالجوع، ومدى ارتباطه بآخر مرة تناولت فيها الطعام.

ومن أجل علاج الجوع الوهمي يجب تحليل ارتباطه بمشاعر سلبية معينة، مثل الملل أو التوتر والقلق، مع البدء بالتركيز على الجوانب التي لا ترضى عنها في حياتك، وكيف يمكنك تغييرها إلى الأفضل، مع اتباع أنشطة تخفف من شعورك الوهمي بالجوع، مثل: المشي، التأمل، الاستماع إلى الموسيقى، أو البحث عن روتين والالتزام به.

ويمكن التخفيف من الجوع الوهمي وآثاره المدمرة على الصحة بالسمنة وزيادة نسبة الكوليسترول الضار، بالتركيز على الصحة النفسية واللجوء إلى مختصين لمساعدتك.

---