خمسة لقاءات حتى يوم أمس، جمعت وزراء أربع وزارات وأمين عمان على طاولة واحدة مع ممثلي وسائل الاعلام المختلفة، المحلية منها والعربية والعالمية، واضعين إنجازات هذه الوزارات وأمانة عمان الكبرى، ومتحدثين عن القادم من خطط، يضاف لذلك الإجابة على أسئلة الصحافة بكل شفافية وبحوارات تأخذ طابع جلسات العصف الذهني، وصولا للحقيقة دوما وعدم احتكار المعلومة عند شخص أو أشخاص بعينهم.
صورة نموذجية لتقديم المعلومات بصيغة شفّافة ودقيقة، بدأتها وزارة الاتصال الحكومي منذ نهاية العام الماضي 2023، في تنظيم منتدى التواصل الحكومي في مبناها، حيث يتم خلاله استضافة المسؤولين للحديث حول القضايا والمواضيع العامة، والإجابة بكل شفافية على أسئلة الصحفيين، وحدث أن حضر مواطنون هذا المنتدى ونشطاء في قطاعات ذات علاقة بمتحدّث المنتدى.
الفكرة لجهة تقديم المعلومة الصحيحة واغلاق باب الشائعات، وتفنيد أي أكاذيب أو أخطاء يتبادلها البعض، وتنتشر كالهشيم في النار بوسائل التواصل الاجتماعي، ووضع الحقيقة بصورة واضحة دون مداراة أو تغليف، ما يجعل من فكرة المنتدى رائدة وهامة، واستثنائية لجعل المواطن دوما بصورة تفاصيل الأحداث، وتقديم الحقيقة دوما للباحثين عنها، بتأكيد الحكومة حرصها على تقديم الحقائق واغلاق باب الإشاعات من خلال التواصل والانفتاح، ليصبح منتدى التواصل الحكومي مصدر معلومة رئيسيا في الشارع المحلي، وأعاد الثقة بين الشارع والمعلومة الصحيحة لسيطرة اشاعات وسائل التواصل الاجتماعي على عالم المعلومات.
وبوضوح قالها وزير الاتصال الحكومي الدكتور مهند المبيضين «أن فلسفة المنتدى انطلقت من فلسفة وزارة الاتصال الحكومي، بالسعي لتقديم المعلومة للمواطنين، والتغلّب على الاشاعات بتوفير المعلومة»، ليشكّل المنتدى عمليا ووفق ما نتابع ونشارك به كصحفيين حالة حضارية وديمقراطية في تبادل المعلومات، وفي الحرص على الإجابة على كافة أسئلة الصحفيين وفي بعض الأحيان الإجابة على أسئلة متابعي صفحات «السوشال ميديا» لوزارة الاتصالات أو الوزارات والمؤسسات المختلفة، الى جانب مواجهة كل من يسعى لبث رسائل سلبية ومشبوهة بالمعلومة الرسمية الصحيحة، وعدم ترك أي فراغات معلومات يُمكن أن تتسلل من خلالها الأكاذيب والإشاعات، فقد حقق المنتدى نقلة في توفير المعلومة والإجابة على الصحافة والإعلام.
وبالطبع كما يقول الدكتور منهد المبيضين وباستمرار وفي بداية كل لقاء فإن «المنتدى أيضا يعد حوارا مفتوحا بين المسؤولين والاعلام لتسليط الضوء على إنجازات وتحديات الوزارات والمؤسسات العامة»، بمعنى أن هناك ضرورة لتعظيم المنجزات ووضعها تحت مجهر المواطنين، والأخذ بها على محمل التفاؤل، فهنا جزء كبير من الكأس ممتلئ رغم كل التحديات التي تواجه قطاعات متعددة، ولهذه الإنجازات والمنجزين حقّ بضرورة إظهارها والحديث عنها والبناء عليها وهو وجه آخر للمنتدى لا يقل أهمية عن الجانب الخاص بتقديم المعلومات والاجابة على الأسئلة الصحفية والإعلامية.
بالأمس، وخلال لقاء للمنتدى مع أمين عمان، وبكل شفافية ووضوح وبعيدا عن بلاغة الكلمة التي قد تأخذ الحقيقة لمكان بعيد عن جوهرها، تحدث وزير الاتصال الحكومي عن فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث به شخص ويدعي أنه موظف في أمانة عمان ويوجه تحية للاحتلال الإسرائيلي والمتصهينين العرب، وبصورة مباشرة ووضوح تم الرد على هذا الفيديو بشفافية ووضوح، وتفنيد لما جاء به من معلومات جميعها خاطئة، كونه ليس موظفا في أمانة عمان ولم يكن يوما موظفا بها، ما أريد قوله أن الدكتور المبيضين أصر على وقف جدلية هذا الفيديو بالحقيقة، وكشف الأكاذيب التي تضمنها بالرد الشفاف من أمين عمان، ولم يكن فقط هذا الأمر الذي تحدث عنه بشفافية إنما مواضيع أخرى عديدة تحدث بها وكذلك أمين عمان كما الوزراء السابقون.
كمّ كبير من الحقائق والتفاصيل تتضمنها لقاءات منتدى التواصل الحكومي، ويمكن القول إنه يحمل بُعدا جديدا مختلفا للتواصل والاتصال الحكومي مع وسائل الاعلام ومع المواطنين.