الملفات السياسية والاقتصادية الهامة الجدلية، وضعها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على منبر «دافوس»، مقدّما المواقف الأردنية وواقع الوطن الاقتصادي والسياسي بصورة شفافة ووضوح ومجاهرة بتفاصيل هامة تحديدا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والثوابت الأردنية فيما يخصها، إضافة للحرب على أهلنا في غزة والموقف الأردني الثابت منذ بدئها قبل أكثر من (100) يوم.
في دافوس، عقد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لقاءات هامة في إطار مشاركته بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي مع قيادات سياسية واقتصادية ورؤساء مجالس إدارة مؤسسات عالمية كبرى ورجال أعمال ومنظمات إقليمية ودولية، متحدثا حول القضايا الراهنة والموقف الأردني منها، مؤكدا أن «جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ اليوم الأول قاد جهدا دبلوماسيا لوقف العدوان على غزة»، مجددا التأكيد على أن الأردن يرفض ويدين المجازر، ومجددا كذلك التحذيرات الأردنية من اتساع نطاق الحرب «خصوصا ما يحدث في الضفة الغربية نتيجة زيادة عنف المستوطنين» كما جدد «دولته» التحذير من أن يصل الأمر «الى المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تحظى بالرعاية والوصاية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني وهي مضمونة بموجب اتفاقية السلام بين الاردن واسرائيل، مشددا على أهمية المحافظة على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والمقدسات».
حالة سياسية شمولية وضعها الدكتور الخصاونة على هذا المنبر الدولي ليستمع لها ويراها بوضوح دول العالم، برؤية واضحة وبلغة حاسمة وبصيغة حكيمة، تضع الحقائق وتقدّمها على أي جوانب وشؤون أخرى، ليحضر الجانب السياسي من الجانب الأردني بكل قوّة وشفافية، وواقعية، لتتغيّر الكثير من المفاهيم والرؤى تجاه القضية الفلسطينية وتجاه ما تعيشه غزة منذ أكثر من (100) يوم، تحديدا فيما يخص موضوع التهجير، ووقف الحرب، وايصال المساعدات الإنسانية، ناهيك عن ما قدّم الأردن بقيادة جلالة الملك من جهود ضخمة لوقف نهائي لإطلاق النار، مع استعراض للجهود الأردنية المتعلق بجانب المستشفيات الميدانية، وما يبذله نشامى المستشفيين من جهود استثنائية لخدمة أهلنا في غزة، وفي ذلك جهود بذلت أيضا من قبل القوات المسلحة الاردنية لإيصال مساعدات طبية الى المستشفيين في تل الهوى وخان يونس، وما تم تنفيذه مع دول متعددة لإيصال المساعدات، بتأكيد على أن «حجم المساعدات الانسانية لا زال قليلا جدا ولا يمثل سوى نحو 10 بالمائة من الاحتياجات الفعلية للقطاع».
ولم يغب الشأن المحلي عن أجندة ولقاءات وحوارات الدكتور الخصاونة، إنما حضر بصورة تفصيلية هامة، بتقديم صورة شاملة لسعي الحكومة تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك لإحداث إصلاح شامل، وتحسين الوضع الاقتصادي، وكذلك الاستثماري، حتى جاء يوم السابع من تشرين الأول، فكان لتبعاته أثر سلبي على الاقتصاد الأردني وتراجع السياحة، وتبع ذلك معاناة القطاعات من التطورات في البحر الاحمر وباب المندب التي رفعت كلف الشحن بنسبة 160 بالمئة عن الكلف الاصلية للبضائع القادمة من جنوب شرق اسيا ومن 60 الى 100 بالمئة للبضائع القادمة من اوروبا وأميركا، ولكل هذا آثار سلبية جدا على الاقتصاد الوطني.
ورغم كل هذه التحديات أكد الدكتور الخصاونة أن الحكومة سعت إلى وضع خطة لتجاوز كل هذه الظروف، وعودة الأمور إلى طبيعتها، لجهة الاستثمارات والواقع السياحي، وصولا لتجاوز التحديات بصناعة الفرص، ليبقى الأردن أيقونة ثبات وتميّز وتقدّم في إقليم ملتهب.
في دافوس، وضع رئيس الوزراء حال المنطقة بكل وضوح على أحد أهم المنابر العالمية، في بعديه الأردني والخارجي، بتفاصيل هامة ورؤى حكيمة، وحقائق غابت عن أجندات الكثيرين، تحديدا فيما يتعلق بالوضع في غزة.