زاد الاردن الاخباري -
يسبب تناول بيض المائدة الذي يباع على بعض الطرقات العديد من التأثيرات السلبية على الصحة العامة ومنها التسمم الغذائي وفقا لمتخصصين ومعنيين .
واكدوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان بيع البيض بهذه الطريقة يفتقد الى الاشتراطات الصحية ما يجعله عرضة للتلف والفساد .
وبرر بعض المواطنين قيامهم بشراء البيض من الباعة المتجولين بانها محاولة للتوفير ما امكن من ثمن سعر طبق البيض , اذ يباع باسعار تقل بحوالي دينار عن سعر مثيله في الاسواق المحلية , في الوقت الذي يؤكد فيه متخصصون ومعنيون اهمية ان لا يكون البحث عن اسعار منخفضة على حساب سلامة المستهلك الصحية خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الغذائية التي تتأثر جودتها بالعوامل الخارجية .
مديرة الرقابة الصحية والمهنية في امانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات قالت ان عدم عرض وبيع بيض المائدة ضمن الاشتراطات الصحية للتداول والتخزين يفقده صلاحيته وجودته كمنتج غذائي .
وبينت ان هذا المنتج الغذائي يجب ان يتم تداوله وتخزينه ضمن درجات حرارة تتراوح بين 18 و 21 درجة مئوية , وبخلاف ذلك فان هذه السلعة تصبح مادة غذائية فاسدة ويكون لها تاثيرات على الصحة العامة كالاصابة بالتسمم الغذائي .
واشارت الى ان الامانة تشترط على كل من يزاول أي مهنة , الحصول على رخصة مزاولة ضمن محل تجاري محدد ومرخص , ولذلك فان كل من يقوم ببيع بيض المائدة من خلال مركبات خاصة على جوانب الطرق يعتبر بائعا متجولا ومخالفا للقوانين والانظمة ويخضع للاجراءات القانونية اللازمة بحقه والمتمثلة بمنعه من مزاولة البيع وتحويله الى القضاء .
وقالت الدكتورة مهيرات ان الامانة ومن خلال جولاتها الرقابية على هؤلاء الباعة تتخذ العديد من الاجراءات الادارية والتي منها تزويد ادارة السير بارقام المركبات التي يتم البيع من خلالها والتي تقوم بدورها بعدم منح التراخيص لهذه المركبات الا بعد مراجعة اصحابها للامانة لاخضاعهم للاستحقاق القانوني اللازم .
واضافت " الا ان الملفت للنظر والذي تم اكتشافه اخيرا ان هؤلاء الباعة يزيلون لوحات الارقام عن مركباتهم لكي لا تتمكن لجان الامانة من معرفتها اضافة الى تعمد الكثيرين منهم استغلال الاطفال للقيام بعملية البيع بدلا منهم للحيلولة دون ضبطهم وايقاع المخالفة القانونية بحقهم الشخصي , اذ ان القانون لا يسمح للجان الامانة القيام باي اجراء قانوني بحق هؤلاء الاطفال باعتبارهم خارج نطاق اختصاصاتها القانونية ".
واشارت الى ان بيع بيض المائدة في الاسواق الشعبية الاسبوعية يعتبر مخالفة قانونية لانه لا يباع ضمن الشروط الصحية المفروضة وان الامانة تعمل على مخالفة بائعي هذه السلعة الغذائية في تلك الاسواق من خلال لجانها التفتيشية مؤكدة ان البيض الذي يتم بيعه وتداوله من خلال الباعة المتجولين هو غير صحي ولا يصلح للاستهلاك البشري .
بدوره حذر رئيس اللجنة الصحية في جمعية حماية المستهلك الدكتور عبد الفتاح الكيلاني من شراء بيض المائدة او اي منتج غذائي يتأثر بسوء التخزين كاللحوم والاجبان والالبان والاسماك وغيرها من الباعة المتجولين , اذ ان جودتها عرضة للتأثر بالعوامل الخارجية عدا عن انها لم تخضع لاي نوع من انواع الرقابة .
واشار الى ان الشراء من الباعة المتجولين لا يوفر فرص مراجعة او مساءلة البائع لانه عمليا غير معرّف وخاصة في حال تعرض المشتري الى حالة تسمم غذائي ما يضيّع على الاخير حقه في مقاضاة البائع مؤكدا اهمية تعزيز دور الجهات الرقابية المعنية بصحة وسلامة الغذاء .
وفي هذا السياق ذكر ان الباعة المتجولين في بعض البلدان المتقدمة لهم مرجعية محددة ويحملون بطاقات تعريفية باسمائهم وعناوينهم ومصادر شراء سلعهم حتى يمكن العودة لهم في حال اراد الشخص اعادة المنتج او تبديله او التأكد من صلاحيته .
وعن بيض المائدة قال انه يتكون من مواد شبه سائلة فكلما تعرضت لحرارة الشمس كلما كانت عرضة للتبخر واصبح حجم الفراغ في البيضة اكبر , ما يسهم في تحديد عمرها وتمييزها اذا كانت طازجة ام قديمة .
واوضح الدكتور الكيلاني ان قشرة البيض تحتوي على مسامات دقيقة جدا وان تعرضها للبيئة الخارجية غير المواتية يؤدي الى تلوثها بالفطريات التي تنمو مع الوقت وتتسلل الى داخل البيضة وتتلفها اذ تشير رائحتها الكريهة جدا الى ذلك التلف الذي يسبب التسمم الغذائي .
وقال : على المواطن دور كبير في التمييز بين الغث والسمين من الاغذية وخاصة ما يعرض منها على بعض الطرق الخارجية , اذ ان انخفاض سعر السلع الاستهلاكية قيد البيع يشير بالضرورة الى رداءة المنتج خاصة اذا كانت الاسعار اقل بكثير من نظيراتها في الاسواق التجارية .
بدوره شاطر استاذ التغذية في كلية الزراعة بالجامعة الاردنية الدكتور حامد التكروري رأي الدكتور الكيلاني العلمي حول تأثر صلاحية بيض المائدة جراء تعرضه لحرارة الشمس .
وقال ان اشخاصا يعتقدون ان ما يعرض على جوانب بعض الطرقات هو بيض بلدي او هكذا يوهمون من قبل الباعة المتجولين ما يشجعهم او يغريهم للشراء .
واوضح ان القيمة الغذائية لبيض المائدة الذي يعتبر غنيا بالبروتينات والفيتامينات والمعادن تتأثر بسوء التخزين او اطالة امد عرضه تحت الشمس مشيرا الى ان كل مئة غرام من البيض تحتوي على 5ر12 بالمئة من البروتين .
وشدد الدكتور التكروري على المستهلك بان لا يتأثر بانخفاض اسعار البيض المعروض على الطرقات لانه ما من ضمانة تحقق عدم تعرضه لدرجات حرارة الشمس او صلاحيته للاستهلاك البشري .
ونوه الى ان البحث عن اسعار منخفضة تناسب الاوضاع الاقتصادية للمستهلك مهم ,لكن ليس على حساب الصحة العامة حيث ان اسعار الادوية والقيمة المالية لكشفية الطبيب حين يتعرض احد الاشخاص للتسمم نتيجة تناوله بيضا فاسدا تضاعف العبء الاقتصادي دون جدوى مشيرا الى اهمية ابتياع البيض من مصادر البيع المعروفة والمرخصة .
واوضح ان التسمم الغذائي يعتمد على نوع البكتيريا ,فمثلا يمكن ان يصاب من يتناول البيض الفاسد بمرض السالمونيلا , ومن اعراضه التقيؤ والاسهال والصداع بيد ان الشفاء منه ممكن من خلال تناول ادوية معينة يحددها الطبيب .
وقال انه لا يحبذ تخزين البيض حتى لو داخل الثلاجة لفترات زمنية طويلة , ومن المستحسن وضعه بالثلاجة مباشرة فور شرائه حتى في فصل الشتاء .
وفي سياق ذي صلة حذر التكروري الاشخاص الذين يعانون من امراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ان لا يكثروا من تناول البيض لانه يحتوي على دهون مشبعة .
نائب مدير عام احدى شركات الصناعات الغذائية مازن عبد الرحمن اشار الى ان الباعة المتجولين يشترون بيض المائدة باسعار متدنية من خلال بعض المزارع التي يكون اصحابها بحاجة الى تصريف بضائعهم باسعار زهيدة بهدف الحصول على السيولة النقدية .
وبين ان البيض الذي يتم بيعه وتداوله من خلال مركبات خاصة على الطرق يفتقد لشروط السلامة الصحية من حيث النقل والتخزين اضافة الى انه لا يتضمن مدة صلاحية الاستهلاك.
ودعا عبد الرحمن المواطنين الى عدم شراء هذه السلعة الغذائية الا بعد معرفة مصدر انتاجها لضمان حقوقه المالية والصحية والتاكد من سلامة نقلها وتخزينها ضمن الشروط الصحية .
بترا