سامي شريم
سَجَلَ فَريق شُرطة دُبي هدفاً قوياً مُباشراً ، هزَّ شِبَاك الموساد ، ولم يَستطع دِفاع الموساد ولا حارس مرماه الصمود أمام أُسود دُبي الأَشاوس،الخمس دقائق الأولى من المباراة أعلنَ الحَكم هزيمة فريق الموساد مُنسحِباً يَجُرُ ذُيولَ الخيبةِ ، وتُوُجَ فريق شُرطة دُبي بطلاً للمنطقة بلا مُنازع .
واستلم الفريق ضاحي خلفان تميم كأس البطولة ، مليئاً بالاحترام والحب والتقدير من كل الشعب العربي وشعوب العالم قاطبةً ، التي تحترم الاحتراف وتنبُذ الزعرنة والبلطجة والعربدة الإسرائيلية ، بعد أن قطعت اليد التي امتدت كعدتها ، للغدر والإجرام على أرض الإمارات ، وانكشفت خيوط الخيانة والاختراقات التي اعَتدناها في صفوف المقاومة . فقد اعتادت إسرائيل على شراء ذمم صغار القامات ضعاف النفوس لعنهم الله أينما كانوا، ولم يخطر ببال الخونة ولا أسيادهم أن أُسود دبي لهم بالمرصاد ، ليفضحوا مخططاتهم ويكشفوا سترهم ، خونة ومنفذين ، لتضع قادة الجهاز ومنفذي العملية والنتن زعيمهم كمطلوبين للشرطة العالمية ، لحصرهم في دولة الكراهية والحقد ، وليكسبوا مزيداً من الكراهية والاحتقار على ساحة العالم .
لم يكن أحد ليتوقع أن يتم اكتشاف جريمة المبحوح بهذه السرعة !، و بهذه التفاصيل ولم يخطر ببال جهاز الجاسوسية والإجرام الأول في العالم ، أن تتوصل شرطة دولة عربية إلى معرفة أدق التفاصيل للجريمة رغم كل الحيطة والحذر ، فلم يستخدم فريق الاغتيال أية وسيلة اتصال ، ولم يستخدم أي وسيلة دفع اليكترونية ، وحجزوا مواقعهم في فنادق متعددة ، واستعملوا كل أساليب التخفي والتكنولوجيا ، ومع ذلك ففوق كل ذي علمٍ عليم ، فقد تفوقت مهنية جهاز شرطة عربي على جهاز الزعرنة والإجرام والبلطجة الإسرائيلي .
فما أعلنه الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي ، قد أذهل المختصين في علم الجريمة ، بما فيهم هذا الجهاز المجرم .
لم يكن أحد يعلم أن مدينة دبي مُلغمة بالكاميرات الأمنية ، فليس هناك مدينة في العالم سوى لندن لديها مثل هذه السيطرة الأمنية بالكاميرات ، و يبدو أن دبي سعياً إلى توفير البيئةِ المُطَمّئِنَةِ للاستثمار ذَهْبَتْ هذا المَذهبْ ، وهذا يُعد مفخرةً لإمارة دبي والعرب جميعاً ، ولأول مرة يتفوق جهاز شرطة على جهاز مخابرات ، يملك ما يملك من التقنيات والخبرة والسمعة في مجال الإجرام والوصول للأهداف الصعبة المُعَجزة .
والذين هللوا لنجاح العملية لم يعلموا أن هذه العملية أصبحت فاشلة بامتياز !! حتى و إن أدت إلى قتل المبحوح ، فقد وضعت هذا الجهاز المجرم قادة ومنفذين وصولاً إلى رأس الدولة في إسرائيل في قائمة المطاردين أمنياً ، كما وضعت إسرائيل مرةً أُخرى أمام المجتمع الدولي والدول التي زورت جوازات سفرها ، والأشخاص الذين استَعملت أسمائهم تحت طائلة المسائلة ، فأيةُ جريمةٍ اُرتُكِبَتْ بحقِ هذه الدول ؟! ، مما سيضع مواطنيها أمام شُبهةٍ في كل دول العالم .
فلم يعد هناك ثقة في وثائق هذه الدول التي زور الموساد وثائقها مستهيناً بها ، وما الذي ستقوم به هذه الدول لرد اعتبارها ؟!، بالتأكيد هي بانتظار إثبات أن الموساد هو من قام بذلك ، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان ، فمن هو المعني بمتابعة قادة حماس ؟! . وهنا يأتي الحديث عن الجانب الآخر ، كيف يسافر قائد بهذا الوزن منفرداً إلى دبي ؟! أين حراسته ؟! ولماذا لم يتم اخطار شرطة دبي بوجود هكذا قائد؟! هذا من ناحية ، و من ناحيةٍ أخرى كيف تم تحديد موعد السفر ومكان الإقامة ، وباقي التفاصيل؟!! ، لتقوم إسرائيل بناءً على هذه المعلومات بإعداد خطة الاغتيال ، مما يعني أن هذه المعلومات قد وصلت مُبكراً للموساد وبالتزامن مع قرار الزيارة .
ولا بد أن تكون المعلومات بتحديد مكان الإقامة وسواها من معلومات ، هي من الدائرة القريبة والقريبة جداً !! فكيف وصل الاختراق إلى هذا المستوى في صفوف حماس ، كما يُشاد بجهازنا الأمني ( المشهود له عالمياً ) الذي بادر باعتقال مطلوبين لشرطة دبي بسرعةٍ قصوى وتأمينهم إلى دبي ، لكي يُستكمل التحقيق . وسيكشف التحقيق كل ملابسات هذه القضية بعد أن تم اكتشاف الجناة وفضح إسرائيل بقي ما يطلبه خالد مشعل من المشاركة في التحقيق مع شرطة دبي .
يا سيدي .....!!!
حَقّقْ مع المُقَربين مِنَ المبحوح ، التحقيق يجب أن يبدأ عندك وفي دَائِرَتُك ، فإذا كنت مُخترقاً فلا تنقل الاختراق إلى الآخرين ، الخيانة هي الخيط الأول في هذه الجريمة ، والخَوَنَةِ يمكن حصرهم والتعرف عليهم ، ويجب أن يكونوا معدودين على الأصابع ، فكل من علم بموعد السفر وتفاصيل الحجز من الفلسطينيين محل شُبهة ، نظفوا صفوفكم أولاً ، مَعْرَكَتُكُم مع الخَوَنَةِ واتركوا الاحتراف لشرطة دبي التي تستحق كل الشكر والتقدير والتكريم .
فللمرة الأولى نحقق مثل هذا الانتصار على جهاز الموساد ، و هي إحدى المرات القلائل التي فشل فيها هذا الجهاز في تغطية جرائمه أمام قيادة شرطه ، والتي أثبتت أن لديها من الكفاءات والخبرات ما يضعها في صفوف سكوتلاند يارد وF.B.I
سامي شريم
عضو اللجنة التنفيذية حزب الجبهة الأردنية الموحدة