أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان الأحد: الطقس سيتغير بشكل سريع وجذري ما بين الصباح وبقية النهار الاردن : اصوات اطلاق نار قرب سفارة الاحتلال في الرابية والامن يبحث عن الفاعل- فيديو مدير مستشفى كمال عدوان وعدّة كوادر طبية يصابون بطائرة مسيرة للاحتلال شمال غزة هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ منتدون: المشروع الصهيوني يستهدف الاردن .. والعدوّ بدأ بتنفيذ مخططاته آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار 15 شهيدا في قصف إسرائيلي على بعلبك .. وحزب الله يصد محاولات توغل %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة الاحتلال يطلب إخلاء مناطق في حي الشجاعية شرق غزة .. "منطقة قتال خطيرة" التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم
واجب التذكير بالدولة الأردنية وبُناتها وشهدائها
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة واجب التذكير بالدولة الأردنية وبُناتها وشهدائها

واجب التذكير بالدولة الأردنية وبُناتها وشهدائها

07-02-2024 11:25 AM

لا أجد مناسبة أوجب من هذه المناسبة، ولا ظروفاً اخطر من هذه الظروف التي يمر بها بلدنا، للتذكير بجيل الآباء والاجداد الذين بنوا الدولة، ورفعوا مداميكها حجرا حجرا، والشهداء الذين جبلوا ترابها بدمائهم الزكية، فنحن جميعا مدينون لهم بالتقدير والتكريم والاحترام، وللتذكير، أيضاً، بضرورة استدعاء التاريخ الأردني الحديث، تاريخ الدولة الحديثة، لا تاريخ الأردن الممتد لآلاف السنين، والدولة الوطنية في عصرنا بمثابة «الأب»، فهي الموكلة برعاية الناس وتدبير شؤونهم واستيعاب اختلافاتهم، وبدونها تتحول المجتمعات الى غابات، ويتوحش الناس كما كانوا في غابر الازمان.
في سياق هذا التذكير الواجب، أقول: ان «ثنائية الدولة والابوة» هي المعادلة المفترض ان نبحث عنها، ونحن نمر بمنعطف تاريخي، ربما لم يسبق أن واجهناه، لانها الوحيدة التي تجيبنا، بكل وضوح، على اسئلة الناس المعلقة، حول الهوية والوجدان الشعبي، والحرية والعدالة والأصلاح، وحول الصمود والهزيمة والانتصار، فالدولة التي تأسست في مطلع العشرينيات استطاعت ان تجمع «شمل» الأردنيين وتحفظ كرامتهم، كرامة المعركة والمشروع والإنسان، استنادا الى قيم ومبادئ لا مجرد مصالح فقط، والأردني الذي كان يعض على جرحه من الفقر كان يثق بالدولة، دولته، ويحبها، لانه كان يدرك انها لا تبخل عليه، حيث «الجود من الموجود «، وحيث الجميع على منصة الفقر او الاكتفاء والستر سواء.
قلت : يثق الاردنيون بالدولة ( الوطن)، دولتهم، ويحبونها، ولا يترددون في التضحية من اجلها بأغلى ما يملكون، ‏وما فعله شهداؤنا على اسوار القدس يعرفه الجميع، ‏كما ان ما فعله الأردنيون الشجعان، على اسوار قلعة الكرك وفي الغور والسلط والركبان وعلى تراب الأردن كله، مشهود ايضا، هذه الثقة، وذلك الحب غير المشروط، كانا وقاما حين تمثلت الدولة بكل تفاصيلها وحركاتها بصورة « الاب «، ‏أرأيتم أحدا لا يثق بأبيه او لا يحبه؟ وكذلك كان الأردنيون تجاه دولتهم ونظامهم السياسي، وعرشهم الهاشمي الذي شكل، وما يزال، قاسما مشتركا بينهم، ومرتكزا لاستقرارهم وأمنهم.
‏لا اريد ان أُقلّب المواجع، ‏لكن حان الوقت، الآن، أن نستعيد ذلك التاريخ الأردني الذي تجسد في آبائنا وأجدادنا، ‏وقتها كان في كل بيت معلم ومزارع وجندي، وكان في كل قرية ومخيم وبلدة وسيط اجتماعي برتبة «شيخ» حقيقي يمثل المجتمع امام الدولة، حيث لا فرق بين الدولة والمجتمع، كان ثمة وجدان شعبي تشكله الأغاني الوطنية الصادقة التي رددها عمالقة الغناء الأردني على أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، كان ثمة فنانون ومثقفون على المسرح وفي المسلسلات، يجتمع الأردنيون على فنونهم الراقية، كانت الوطنية دمغة يعتز بها الموظفون والمسؤولون والمواطنون حتى وان اختلفت اتجاهاتهم السياسية، حتى وان دخلوا السجن، كان ثمة مجتمع حي يتحرك ويتضامن، ويساعد بعضه ويثق بالدولة.. وتثق به أيضاً.
‏قبل ان تداهمنا الوصفات المغشوشة للتحول إلى دولة الإنتاج التي طوت، فجأة، صفحة «رعاية الدولة»، وقبل ان يبدع الذين سقطوا بالبرشوت على بعض المواقع في العبث بنسيج العشيرة، ‏والتلويح بتجديد العقد الاجتماعي، والصراخ، مجرد الصراخ، من اجل استعادة ثقة الناس بحكوماتهم ومؤسساتهم، ‏كانت «أبوة « الدولة التي تأسست عليها وكذلك قيمها، سماحتها، واعتدالها، وتعاملها بمنطق الرحمة مع الناس بمثابة « السحر « الذي حافظ على الدولة، على الرغم مما واجهها من عاديات، والمركب الذي عبرت عليه – عباب البحر – رغم الأمواج العاتيات.
تريدون أن يخرج الأردنيون من خزانات القهر والمظلومية، وانقسامات الهوية، ومراجل الانتقام، ومن وطأة « اللاثقة «والعزوف عن المشاركة والعمل العام؟ تريدون أن نتعافى ويلتئم الشمل الوطني ويبدع شبابنا ويتحرروا من الحداد العام؟ ارجوكم أعيدوا لهم « أبوة الدولة»، ابحثو عن رجالاتها الصادقين، وقدموهم إلى المواقع والصفوف الاولى، حرروا شبابنا من خوفهم على حاضرهم ومستقبلهم وأعيدوا لهم «الأردن الوطن» الذي يفتخرون به ويضحون من أجله بأرواحهم، فبلدنا مليء بالخيرات والموارد والطاقات، ولا ينقصه إلا انتصاب موازين العدالة، والتحرر من الغنيمة السياسية، وطوابق الفساد والنضال المغشوش، والنفاق والانتهازية والعطالة.
هل وصلت الرسالة؟ قولوا : آمين.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع