سطّر نشامى منتخب النشامى سطورا جديدة ليس فقط في تاريخ الإنجازات الرياضية الأردنية، إنما في الإصرار الأردني على تحقيق الأفضل، ومنذ بدء سجل انتصاره قبل الأخير، وجّه النشامى عين العالم نحو الأردن رياضيا واجتماعيا وسياحيا، فكان تحت مجهر الإعجاب العالمي وسيبقى دون أدنى شك على مدى سنوات قادمة.
في بطولة كأس آسيا، أكد منتخب النشامى أن انتصارات الملاعب لا تبدأ حيث تنتهي، بمعنى أنها لا تبدأ وتنتهي في المعلب، إنما هذه الانتصارات تخرج من الملاعب لتكون عابرة للقارات، ولدول العالم، إذ تمكّن منتخبنا الوطني من تغيير شكل انتصارات الملاعب لجهة جعلها تتجاوز بُعدها الرياضي، في إدارة عين الاهتمام العالمي للأردن الذي لم يكن يوما بقيادة جلالة الملك سوى رقم «واحد» بكل المجالات والقطاعات، محققا إنجازات متميزة بسواعد أردنية تحكي مجدا وتحقق تميّزا.
نقل نشامى المنتخب الوطني انتصارات الملاعب التي نباهي بها العالم كرة القدم لثقافة أخرى، وجعلوا من انتصاراتهم وما فازوا به من مباريات بكأس آسيا، محل اهتمام عربي وعالمي، فعشرات المحللين الرياضيين والخبراء من العالم تحدثوا عن الأردن عبر وسائل اعلام عربية وعالمية، ما جعل من الأردن خلال الأيام الماضية محطّ اهتمام عربي وعالمي، واعجاب وتقدير، فقد كانت انتصارات النشامى تتوّج بالأخلاق والممارسات الرياضية المثالية ، ما جعل من حضورهم ينعكس أيضا على تحليل ادائهم الرياضي بأنه مميز بشكل مطلق، ومثالي بكافة المقاييس، ليكون نموذجا يحتذى ويضع الوطن في مكان يليق به من التميّز ومثالية الحضور.
الدخول في التفاصيل الرياضية للأداء المميّز للنشامى يحتاج خبراء وعلى مستوى دقيق وعال، لكن ما هو مؤكد ويمكن قراءته دون من سطوره الأولى، المهارات العالية للمنتخب، والتكاتف بين النشامى الذين لعبوا يدا واحدة، وبلغة يصعب ترجمتها غلب عليها حوار العين بالتكتيك الرياضي، وروح العائلة التي تعامل بها الأردنيون مع النشامى، بأنهم من أفراد عائلتنا، فكان الأردن بكل محافظاته ومدنه وقراه بيتا واحدا على قلب رجل واحد عيونهم تتجه نحو النشامى بالمتابعة وحناجرهم تعلو بالدعاء لهم بالتوفيق والفوز، لتتغير انتصارات الملاعب من واقعها الرياضي البحت لواقع اجتماعي شعبي مميز.
ولا نغفل بهذا الإطار اهتمام الكثير من وسائل الاعلام العربية بانتصارات نشامى المنتخب، وما تحدث به ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن النشامى والأردن، لينقل المنتخب أيضا رسالة أردنية مميزة عبر هذه الوسائل، تحكي تفاصيلها لغة الإنجاز وعبقرية الأداء والمهارات، ليحضر الأردن على وسائل اعلام عربية وكذلك عالمية بعبارات راقية ووصف رائع للأردن والنشامى، ليكون الأردن على هذه المحطات والوسائل أيقونة رياضية، كما هو في مجالات متعددة.
فرح عشناه، خالطه ترقّب خلال الأيام الماضية، سعادة ونحن نتابع لعب كروي تاريخي، صنع لنا ثقافة فرح جديدة، ونقل انتصارات الملاعب لخارج الإطار الكروي والرياضي، ليكون كل أردني لاعبا يفرح ويهتف ويلهج دعاء لله، ويعبّر عن فرحه بوسائل مختلفة، تلتقي كلها عند حبّ الأردن.