ابدأ من المقولة التالية ( لو دامت لغيرك ما آلت اليك ) هذه الكلمات حقيقة يعرفها الجميع لكن البعض وللاسف يتناساها بعمد او بغيره فالمناصب التي ينعم الله بها على عباده هي مناصب دنيوية لن تستمر ومهما اخذ صاحبها من المكاسب والامتيازات والصلاحيات فهي زائلة وهذا يعني ان صاحب المنصب سيعود انسانا عاديا قد يحتاج الى اضعف خلق الله فلا الوزير يستمر على حاله ولا الغفير وقد ينقلب الحال فيصبح الغفير وزيرا والوزير غفيرا فلا يجوز ان يظلم احدا لمجرد ان يتقلد منصبا معينا ناسيا انه كان انسانا عاديا يوما ما ، لا اعطي نصائحا فقد يفوقني كثير من الناس بهذه المهمة ولا اعطي دروسا مثالية فليس هناك انسانا مثاليا لان الكمال لله وحده ولكن كلمة حق لابد ان نقولها فانا لا اعرف عمال المياومة الذي فقدو عملهم بجرة قلم في وزارة الزراعة ولكني اتخيل كيف تحيا 250 حوالي عائلة بلا معاش ولا اعالة و ما هو الذنب الذي ارتكبوه ليحرموا من ان يتمتعوا بحياة كريمة لهم ولعائلاتهم وعيش على قد الحال ورواتبهم ليس لدرجة لاتستطيع وزارة الزراعة ان تتحملها حتى تتقاعس ميزانية تلك الوزارة عن توفيرها فتتجرد تلك الميزانية من انسانيتها فتلقيهم مرة ثانية الى سوق البطالة بعد ان قدموا لها خدمات وتفانيا بالعمل علما ان حسب ما قرأنا وسمعنا اعمار بعض منهم متقدمة قد يصعب ايجاد عمل مناسب لهم او حتى تدريبهم حتى لا ينطبق المثل القائل بعد ما شاب ودوه الكتاب .
لقد تأثرنا كثيرا ونحن نقرأ او نرى في وسائل الاعلام المختلفة حالهم او مطالبهم فلم يجد احد منا تطاولا او مبالغة فيما يقولون كل ما يريدونه ان يبقوا في عملهم ليعيشوا كما هم فلا يريدوا قصورا ولا ان يعينوا مدراء عامين و ان تبقى صفة او كلمة عامل مياومة ترافقهم وفي اخر الشهر يقفوا صفا مثل بقية خلق الله لاخذ رواتبهم ومنهم قد يفقدوها بعد بضعة ايام من قبضها ويعيشون بقية الشهر مديونين فتخيل ايها الانسان كيف حالهم وهم فاقدون الراتب كاملة ولم يحصلوا على شيء فهل فكر احد منا من سيداينهم او كيف سيعيشون او كيف سيغلق الاب فم ابنه اذا بكى من شدة الجوع ؟ او كيف سيعالجه اذا مرض ؟ او كيف سيستمر بالحياة اذا كان بدون عمل او هدف ؟؟ فاقول يامن بيدك اعادتهم بجرة قلم كما تم فصلهم بنفس القلم الجوع كافر وقطع الاعناق ولا قطع الارزاق فلا تلومومهم اذا صرخوا !!!! فمن منا يستطيع ان يتحمل دمعة ابنه تنزل من الجوع أوالمرض وماذا سيقول لهم اذا كبروا ؟؟ طبعا اذا بقي على قيد الحياة لانه قد يموت من القهر.
يجب علينا ان نقف الى جانبهم جميعا لانه اذا لم يعودوا الى عملهم ستكون سابقة للقطاع العام وسيقتدي بها القطاع الخاص وسيسرح ويمرح بموظفيه وعماله لان اذا كان القطاع العام هكذا يفعل فلماذا لايفعلوا هم ايضا .
اذا كانت المشكلة يامعالي الوزير ان اسم عمال مياومة جلب عليهم المصائب فليتغير هذا الاسم وسموهم عمال الوطن ، فمن كان سينتحر منهم كما قرأنا لو نفذ ذلك سيبقى ذنبه معلقا برقبتك ما حييت ولا اظن انك ستنام قرير العين ولا تترك احد يدعو عليك لان دعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب فانه يخترق اقطار السموات والارض وتصل الى الله سبحانه وتعالى في سابع سماء وسينفذها الله اجلا ام عاجلا نصرة للمظلوم واقولها اياكم ودعوة المظلوم .
من خلال هذا المقال اناشد الجهات المسؤولة واملنا بهم كثيرا لاننا اردنيون وهم كذلك واردنيتهم وولائهم لهذا البلد وقيادته الهاشمية التي نعتز ونفاخر بها العالم لن تقبل عليهم ان يظلموا بني جلدتهم حتى تنقلب الدعوات لهم لا عليهم ونبني اردننا العظيم يدنا بيدهم في ظل ورعاية جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وتوجيهاته السامية .
المهندس رابح بكر