زاد الاردن الاخباري -
منذ عام، تتردّد ماجدة بانتظام على مقهى في وسط دمشق بات أشبه بمكتبها، حيث تنجز عملها وتعقد اجتماعاتها، مستفيدة من توفر الكهرباء بشكل متواصل.
وبحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس"، تقول ماجدة (42 عامًا): "أحتاج للكهرباء طيلة الوقت وأستوحي أفكارًا كثيرة من الناس الحاضرين هنا".
على أريكة ملوّنة وسط المقهى، تضع ماجدة عدّة العمل وأغراضها. تتوقف حيناً عن الرسم على جهاز بحوزتها، لتلاعب ليلي، الكلبة البيضاء التي لا تفارق المكان، ويحدث أحياناً أن تتبرع بنقل أكواب القهوة أو ترتيب الأرائك بعدما باتت علاقة ودّ تجمعها مع العاملين في المقهى.
وتضيف: "لولا وجود المقاهي لكنت توقفت عن العمل، على وقع انقطاع الكهرباء في المنزل لساعات طويلة".
مع الإقبال المتزايد من رواد يرغبون بالعمل أو الدراسة، اضطر إحسان العظمة إلى إعادة ترتيب المقهى. فأصبحت الطاولات أشبه بمقاعد دراسية، وضاعف عدد مقابس الكهرباء لشحن الهواتف والحواسيب وكذلك البطاريات التي يستخدمها لتوليد الطاقة.
ويقول العظمة (38 عاماً) إنه منذ تأسيسه المقهى قبل ثلاث سنوات، أراده أن يكون مساحة للشباب الباحثين عن مكان للعمل والدراسة، بعدما واجه الصعوبة ذاتها.
في يمين المقهى، تتصدّر طاولة مستطيلة كبيرة المشهد، تبدو أشبه بطاولة داخل قاعة اجتماعات رسمية. وعلى الطرف الآخر، تتوزّع طاولات صغيرة دائرية مع مقاعد مريحة على غرار مقاعد الدراسة. وتسود حالة من الهدوء داخل المقهى الذي يدخله الكثير من الضوء بينما بعض الرواد غارقون بين كتبهم وأوراقهم، وآخرون يتسمّرون أمام شاشات الحواسيب أو يتصفحون هواتفهم.
وفي منطقة باب توما الشهيرة بمقاهيها في شرق دمشق، تحوّل مقهى إلى قاعة دراسة يسودها الهدوء.
حول طاولة صغيرة، يجلس ثلاثة طلاب ينهمكون في تصفّح كتبهم تحضيراً لامتحاناتهم الفصلية.
ويقول أحدهم، جورج كسارى (18 عاماً) وهو طالب في كلية المعلوماتية في جامعة دمشق لفرانس برس، إن ارتياد المقهى "ليس خياراً بالنسبة إليّ بل ضرورة. هنا يتوفر الانترنت والكهرباء".
على طاولة أخرى، يستعد محمّد صباهي (22 عاماً) لبدء اجتماع عمل عبر الكومبيوتر. ويقول بدوره: "أنا موظف عن بُعد مع شركة خليجية، وأداوم يومياً من المقهى".
ويضيف: "صار لديّ مقعد ثابت هنا والموظفون حفظوا مشروبي المفضل، إذ يبدأون بتحضيره فور وصولي".
ويضع الشاب قربه حقيبة كبيرة تحوي كلّ ما يمكن أن يحتاجه خلال النهار، من وصلات كهربائية وشاحن وسواه.
ويشرح: "لولا هذا المقهى لرسبت في جامعتي في السابق، ولفقدت عملي اليوم (..) هذا هو الحل الوحيد بالنسبة إليّ ولكثير من أصدقائي".