أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أسراب الدجاج الطائر

أسراب الدجاج الطائر

20-02-2010 01:04 AM

في كل الثقافات والحضارات الانسانية لجأ الانسان الى الخيال الى جانب العقل في التعبير عن أحوال المجتمعات ، وأشهى القصص "والسواليف". في ذروة الازدهار العربي العباسي كانت حكايات الف ليلة وليلة - التي نقلت لكل لغات العالم تقريباً ، وهي صور ابداعية - فيها فيض من الحكمة والكثير من العبر والدروس عدا عن المتعة والتسلية ، وعلى المستوى الأوسع كانت القصص على لسان الحيوان التي تضمنها كتاب (كليلة ودمنة) واحد من أبرز المؤلفات التي نقلت لكل لغات العالم ، والأغلب ان أصلها هندي :لكن العرب هم الذين أشهروها وأوصلوها للعالم ، وكان مؤلفها الحكيم "بيدبا" قد أراد ان يوصل للحاكم بشليم ما يجري من روايات ووقائع وحوارات في المجتمع وقد نجح في ذلك ، وأهتم العرب بهذا المؤلف وبينوه ونقلوه للعالم ، وقد فتحت كليلة ودمنة ابواب التأليف وآفاق الخيال لنسج الكتاب بقصص على لسان الحيوان وآخر ما قرأت القصة التي نشرها الكاتب السعودي عبدالله الناصر في جريدة (الرياض) تحت عنوان (اسراب الدجاج) انقلها لكم لطرافتها كما يلي:

يقال: إن الدجاجة ذهبت في جمع من الدجاج إلى الديك وقالت: يا سيدنا ومولانا وحامي حمانا لنا عندك شكوى ونريد أن تسمعها فلعل في رأيك صلاحاً لنا جميعاً.

فرفع الديك رأسه وشد عرفه وحملق بعينيه في الدجاجة وقال: شكوى ضد من..؟ قالت: ضد الإنسان..،، فأرخى عرفه وضم ريشه وقال: كيف..؟ قالت: إننا كما تعلم قالت:نبيض البيض ونفرّخ فراخاً رائعة فيأتي الإنسان على ذلك كله فيأكل بيضنا ، وفراخنا ، ويحرمنا من ذريتنا عياناً بياناً: وهذا ظلم وفساد في الأرض ، ولا يقبله عدل ولا تقبله مساواة.. فقال الديك: هذا صحيح. فصفقت كل الدجاجات بأجنحتها تقديراً واحتراماً لرد الديك العاقل الفطن. ثم عقّب الديك: وما هو الحل في رأيك أيتها الدجاجة الثائرة الحكيمة..؟ قالت: الأمر بسيط ، وهو أن نُضرب عن الانتاج فلا بيض ، ولا فراخ ، ونظل نسرح ونمرح في الحقل ، نأكل ونشرب بلا تعب ولا نصب ، وأنت تؤذن وتصفق بجناحيك بلا حسرة على ذريتك التي يلتهمها الإنسان.

فكر الديك قليلاً ثم قال: أيتها الدجاجة.. يبدو أنك تريدين بنا جميعاً شراً. قالت: لا والله يا سيد الدجاج وسيد ربات الأعراف الصغيرة ما أردت إلا الإصلاح لك ولي ولجميع إخواني وأخواتي من الديوك والدجاج.

قال: إذاً أنت مغفلة ولست حكيمة ، فهل تظنين ان الإنسان حين نوقف الإنتاج سيتركنا..؟ سوف يعتبرنا دجاجات خائبة ، وأن الحل الوحيد ذبحنا ووضعنا على مائدته.

قالت الدجاجة: نعم لقد فكرت فيما أشرتَ إليه يا سيدي ، ولكني لا أظن أن الإنسان سوف يقتلنا.. لأنه لو قضى علينا: فإنه سوف يقضي على جنس الدجاج.. وأنت تعلم يا مولانا بأننا هنا في عزلة ولا شيء من الدجاج حول الإنسان. فأطرق الديك وقال: هذا صحيح.. ولكنني في الحقيقة وأنتن كذلك سنفقد كثيراً من المتعة. فنكست الدجاجات رؤوسهن حياءً وخجلاً وقلن للديك: لا بأس فلابد أن نصبر ونحتسب إلى أن يأتي الفرج.

قال الديك: الفرج..؟ قالت الدجاجة: نعم. قال: كيف..؟ قالت: يا مولاي وسيدي ، لقد أعددنا لهذا الأمر عدته ، وخططنا له ، وسنعمل على تنفيذه ، إننا قبل أن نأتي إليك قد كنا فكرنا في أمرنا مع الإنسان الذي يسطو على مهجنا فيضعها على موائده مطبوخة أو مشوية ، وقد - والله - أدمى قلوبنا منظر فلذات اكبادنا محشورات في الأسياخ يُقلبن على النار فتقطعت قلوبنا أسى وحسرة. فأطرق الديك وقد أغرورقت عيناه بالدموع وقال: صدقت والله ما أقسى الإنسان وأغلظه وأبشعه.

ثم استمرت الدجاجة:

لقد فكرنا طويلاً وبحثنا عن الحلول والمخارج لإنقاذ أنفسنا وأبنائنا من هذا المصير الأسود.. فلم نر أمامنا إلا الطيران. رفع الديك عنقه وغرغر في غضب واستهجان وقال: طيران يا غبية.. كيف لنا أن نطير ونحن لم نرث عن أجدادنا إلا هذه الأجنحة القصيرة..؟

تبسمت الدجاجة وقالت: نعم يا سيدي.. أعرف هذا ولكنني أدركت أن مرد هذا كله يعود إلى الكسل.. الكسل يا سيدي هو الذي أدى بنا إلى هذه الحالة فجعلنا أمة مستضعفة ليست محسوبة في مَن يسير ، ولا في مَن يطير.. ولذا فإن علينا أن نحسم أمرنا ، إما السير فنركض كالنعام والغزلان والأرانب أو نطير كالطيور. قال: كيف..؟ قالت: بالنشاط.. النشاط والتدريب على الطيران.. فبدلاً من أن نقضي أوقاتنا في القوقأة والرجن على البيض: نقضيه في التدريب وتحريك أجنحتنا ومحاولة الطيران من جدار إلى جدار ومن غصن إلى غصن ، وسيكون لنا في ابن عمنا الحجل أسوة حسنة: فهو أقصر أجنحة من أجنحتنا ولكنه سكن الجبال وتعلم الطيران فطار.

بهت الديك وأعجب بفكرها ، وبمنطقها وبقدرتها على البيان والإفصاح ، وصفق بجناحيه لها.. وقرر أن يقود جميع الدجاجات إلى ميدان التدريب ومحاولة الطيران..

وفي الصباح تعالى الضجيج والصياح بين الدجاج وتناثر الريش وتكاثر الغبار من شدة التدريب ، ويوماً بعد يوم تزداد همة الدجاج.. فتمكن بعد فترة من الطيران من داخل الحظيرة إلى خارج السور.. ثم أصبح يطير من غصن إلى غصن ، بل صار يطير من حظيرة إلى أخرى.

وذات يوم وقف الناس مذهولين فقد شاهدوا في السماء أسراب الدجاج الطائر..





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع